يااااااه.. أخيراً عاد ميدان التحرير بعد أن كان البنى آدم منا قد تصور
أنه خلاص لن يعود مرة أخرى بعد إحتلاله من قبل قوات الباعة الجائلين
والبلطجية والشلحلجية والمسجلين خطر والحرامية.. عاد بعد ان كان قد تحول
إلى سويقة رسمى فى الأشهر الأخيرة للدرجة التى جعلتنى أدرجه على قائمة
المناطق العَوَء الجالبة للطاقة السلبية والمسببة للإكتئاب والشعور
بالإحباط.. فما أن تمر منه وتطالعك تلك المناظر التى باتت تتعامل معه كصالة
بيتهم حتى تشعر بالإمتعاض.. فالميدان هو رمز الثورة.. وخلوه من أى شىء
يمت للثورة بصلة بخلاف الشلحلجية والبلطجية والباعة الجائلين والمسجلين
خطر المدسوسين على الثوار أساساً منذ البداية لا يعنى سوى تشويه الثورة..
حتى أنى فى كل مرة اعبر منه بالتاكسى كنت أنتظر نفس التعقيب من سائق
التاكسى.. ذلك التعقيب الذى غالباً ما يبدأ بنظرة من السائق حوله إلى تلك
المناظر التى لا تسر عدو ولا حبيب والتى احتلت الميدان بوضع اليد.. تلك
النظرة التى يعقبها السائق بجملة متهكمة على مثل تلك الشاكلة.. «همه دول
بقى الثوار»؟!.. فتضطر إلى إفهامه أن هؤلاء هم الشلحلجية الذين يُراد بهم
إفساد وإبتذال قيمة الثورة فى عقر دارها وليسوا الثوار.. أو «منهم لله..
بوظوا الميدان».. وفى تلك الحالة أشترك معه فى الإمتعاض والأسى والحزن..
وأصمت!
ومع الوقت بدأت أفقد الأمل فى عودة الحياه إلى طبيعتها فى وسط البلد
مرة أخرى.. حتى حدث ما حدث.. وأنتج شوية شلحلجية من بره مصر فيلماً
عبيطاً.. فذهب شوية شلحلجية من جوه مصر أمام السفارة الأمريكية وبدأوا
فيلماً آخر أكثر عبطاً وهبلاً من الفيلم الأولانى.. وتحولت الحياه فجأه فى
وسط البلد إلى خليط من المراهقة والسذاجة والجهل والغباء والبلطجة.. وبدأ
عموم المصريين يتسائلون عن المسؤول عن استمرار تلك المهزلة.. خاصةً وأنه
الحق يتقال.. للمرة الأولى رأينا قوات الداخلية تتعامل مع هؤلاء الشلحلجية
بقمة ضبط النفس.. فهم ليسوا متظاهرين سلميين.. وهم لا يملكون أية قضية
محددة يدافعون عنها.. وواضح طبعاً أنهم لا يدركون أن تأمين السفارات
الأجنبية على أرض مصر واجب يقتضيه كون مصر دولة ذات سيادة.. وأن تلك
الحماية للمنشآت الأجنبية على أرضنا يلزمنا ويخصنا نحن فى الأساس ويصب فى
النهاية لصالح صورتنا كدولة من المفترض أنها متحضرة.. أما بقى إذا أضفنا
سبب بسيط جداً جداً جداً مثل أن الخسائر كلها فى تلك المواجهات العبثية
كانت فى صفوفنا نحن المصريين.. سواء جنود يؤدون واجبهم ويقومون بعملهم أو
حتى شلحلجية مراهقين ومحدوفين وجهلة لدرجة إشتباكهم مع جنود مصريين مثلهم
بسبب فيلم يهودى.. عندها يصبح من المؤكد أن قوات الشرطة قد استخدمت ضبط
النفس بجد!
و قد أثارت تعجبى كثيراً تلك المبادرات لحث هؤلاء الشلحلجية على
التراجع عن الإشتباك غير المبرر مع قوات الأمن.. إنهم بلطجية يرتكبون
عملاً غير قانونى بدون أدنى سبب لإرتكابه.. إذن.. فليأخذ القانون مجراه..
وإلا نجيب من الآخر ويتم إعلان البلد غابة بشكل رسمى ونخلص.. واللى عايز
يعمل حاجة يعملها.. وماحدش يفتح بُقُه بعد كده ويقول.. «هى فين الشرطة»؟!
لقد وقفنا جميعاً ضد الشرطة وممارساتها السابقة التى كانت سبباً
رئيسياً من أسباب قيام الثورة.. واستمر وقوفنا ضدها فى ظل حكم العسكر
الذين لم يستوعبوا أن هناك ثورة قد قامت فى البلد وأرادوا للشرطة
الإستمرار فى نفس ممارساتها السابقة.. أما الآن.. فينبغى أن نعطيها الفرصة
حتى نستطيع التأكد بشكل عملى من حدوث تغيير من عدمه.. أما تلك الهرطشة
التى حدثت أمام السفارة الأمريكية فهى النموذج الأمثل لما يمكننا أن نطلق
عليه أعمال شغب وبلطجة ولعب عيال صغيرة وشغل مراهقة.. وأما تلك السويقة
التى تحول إليها ميدان التحرير ومنطقة وسط البلد بكاملها.. فاعتقد أنها
كانت الإساءة الأكبر والأعظم إلى الثورة وإلى شهدائها الأبرار الذين من
المؤكد أنهم لم يدفعوا أرواحهم ثمناً من أجل أن ينصب حبة شلحلجية كام خيمة
وكام كرسى ويعلنوا ميدان التحرير قهوة بلدى ومنطقة تحرش ونشل مفتوحة..
لهذا لا ينبغى أن نشكر وزارة الداخلية على اتخاذها ذلك القرار المتأخر
بتنظيف الميدان من الشلحلجية – فهذا واجبها – بقدر ما ينبغى أن نحثها على
الإحتفاظ به نظيف وعلى تنظيف باقى البلد.. فالشلحلجية قد أصبحوا أكتر من
الهم على القلب.. ربنا يعينكم ويعينّا عليهم.. آمين..

No comments:
Post a Comment