Saturday, September 22, 2012

هادية طاجيك أول مسلمة فى حكومة النرويج.. تاريخ من النضال والدفاع عن الحجاب

خطت النرويج اليوم، ما يكن اعتباره خطوة واسعة نحو تعزيز سياسات التعددية الثقافية التي تنتهجها النرويج والدول الإسكندنافية منذ سنوات عدة، بتعيين النرويجية المسلمة، هادية طاجيك، كوزيرة للثقافة، لتكون أول عضو مسلم في مجلس الوزراء على الإطلاق في الدولة الإسكندنافية، ضمن التعديل الوزاري الجذري الذي أجراه رئيس الوزراء جينس شتولتنبرج اليوم الأحد. 

ولدت القانونية والصحفية هادية طاجيك الباكستانية الأصل، في الثامن عشر من يوليو عام 1983، ببلدة صغيرة تابعة لمقاطعة ستراند بالنرويج، وبهذا تعد الأصغر أيضاً ضمن أعضاء الحكومة الحالية، إذ تبلغ من العمر 29 عاماً فقط. 

أنهت طاجيك دراستها الابتدائية وأكملت دراستها بالمدرسة العليا التي تخرجت فيها عام 2001، ثم توجهت للملكة المتحدة لدراسة حقوق الإنسان بجامعة كينجستون بين عامي 2004 و2005، وحصلت علي بكالوريوس الصحافة من جامعة "ستافينجار" بالنرويج ثم توجهت لدراسة القانون بجامعة أوسلو وحصلت علي الماجيستير في الثانون عام 2012 الجاري. 

عرفت طاجيك بالنشاط السياسي منذ سن مبكرة، فكانت من قادة حركة العمال الشباب بين عامي 1999 و2002، كما عملت كمستشار سياسي لوزير العدل النرويجي بين عامي 2008 و2009 وأصبحت ضمن مجموعة ما يعرف "علاقات الحجاب" بالوزارة التي كان من أحد أبرز قراراتها أنها منحت الحق للشرطيات النساء في ارتداء الحجاب أثناء العمل. 

يذكر أن طاجيك كانت قد انتخبت في 14 سبتبمر عام 2009 كعضو في البرلمان النرويجي عن حزب العمل عن العاصمة النرويجية أوسلو، بعد وضعها ضمن المرشحين علي قائمة الست مقاعد الآمنة لحزب العمل، وهي مقاعد مضمون وصول من يترشح لها عن الحزب. 

وأعلنت الوزيرة عن برنامجها في الأشهر المقبلة والذي قالت أنه سيراعي التنوع الثقافي في المجتمع الذي أصبح جزءاً من حياة النرويجيين اليومية. 

تعترف سياسات التعددية الثقافية بالتنوع المجتمعي وتسعي لدمجه ضمن إطار المجتمع الأكبر، وحماية حقوق الأقليات المتنوعة ثقافياً وعرقياً، وتسعي لذلك بقوانين تعترف مثلاً بحق المسلمين في ارتداء الحجاب في الأماكن العامة، وحق الهندوس السيخ في ارتداء العمامة أثناء قيادة الدراجات البخارية، رغم أن الإجراء الأخير يتعارض مع قوانين السلامة علي الطرق. 

ولكن تلك السياسات لم تمر دون معارضة، فبعض الجماعات المتطرفة، ومن بينها جماعات النازيون الجدد يرفضون تلك الإجراءات التي تقنن وضع الأقليات وذوي الثقافات المختلفة داخل المجتمعات الأوروبية، وتعتبره تعدياً علي نقاء العرق الأوروبي، وقد كان آخر الردود المتطرفة علي سياسات التعددية الثقافية، المذبحة التي شهدتها النرويج العام الماضي حين أطلق "أندريس بريفيك" النار عشوائياً بشوارع النرويج وقام بتفجير بجوار مبني الحكومة النرويجية مخلفاً ما يزيد علي 69 قتيلاً، وقال في خلال محاكمته أن سياسات التعددية الثقافية التي اعتبرها مضرة بالعرق والقومية النرويجية وهجرة المسلمين للنرويج كانت سبباً لما قام به، إذ يعتبر بريفيك الإسلام عدواً له.

No comments:

Post a Comment