Sunday, September 23, 2012

الأستاذ خالد كساب يكتب في التحرير :- لماذا الآن ؟!



خلق الله الأخطاء لكى نتعلم منها.. لهذا جابت فرنسا من الآخر وأغلقت سفاراتها وقنصلياتها ومدارسها ومعاهدها الثقافية فى 20 دولة من بينها مصر بمجرد نشر رسوم كاريكاتيرية جديدة مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم فى مجلة فرنسية.. واندلعت بالفعل الإحتجاجات فى عدد من الدول الإسلامية وحدثت اشتباكات أسفرت عن وقوع قتلى وحدوث إصابات ربما كان أعنفها فى باكستان حيث سقط 19 قتيلا باكستانيا مسلما فى إحتجاجات أول أمس كرد مناسب ( من وجهة نظرهم ) على الرسوم الفرنسية المسيئة.. وبصرف النظر عن تلك اللعبة بتاعة الأفلام والرسوم المسيئة التى على الرغم من فرط سذاجتها وبواختها ومدى وضوح القصد من ورائها إلا أنها على الرغم من ذلك لا تزال تجذب جماهير المسلمين وتدفعهم إلى الإشتباكات مع بعضهم البعض ومع الطوب الذى تتكون منه مبانى وقنصليات سفارات الدول التى تنتسب تلك الأعمال المسيئة إلى بشر يحملون جنسياتها ومع القماش الذى تتكون منه أعلام تلك الدول التى يتم حرق كميات كبيرة منها فى البلاد الإسلامية كل عام حيث أنكم طبعا تعلمون أنه لا شيء يقض مضاجع تلك البلاد مثل حرق أعلامها.. ولكن.. لماذا إنتشرت الآن تحديدا تلك الموجة من الأعمال المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم ؟!.. وهل تسير تلك الزوابع على حسب خطة مسبقة فى إطار نظرية المؤامرة الشهيرة التى أؤمن بها وبوجودها وبمدى ما تحدثه فى الكوكب من تلاعب بكل شيء.. بالأشخاص وبالدول وبالشركات وبالكوكب نفسه إذا لزم الأمر وإقتضت المصلحة ؟!.. الإجابة المنطقية التى لا تحتاج سوى إلى القليل من الفكاكة للوصول إليها هى نعم هناك خطة لحدوث ذلك الآن تحديدا.. وتلك هى الأسباب…
أولا: جعل دول الثورات العربية بالتحديد تنشغل بتلك المظاهرات الإحتجاجية لنصرة الرسول ( الذى لا تقتضى منا نصرته أكثر من أن نكون بشرا متحضرين ومنتجين ومبدعين ومفكرين وخلَّاقين ومتقدمين ) فتنصرف عما ينبغى لها ألا تنصرف عنه وتنشغل عن بناء نفسها وتجديد أنسجتها المتكلسة من تأثير سنين الفساد الطويلة بأشياء أخرى ليست لها علاقة بالتقدم مثل حرق أعلام الدول الأخرى والدخول فى تلك الحالات الهستيرية من الغضب حول تلك القطع من القماش الملون وهى تحترق.. وزيادة الفجوة بين قوات الشرطة فى تلك البلاد التى يقتضى منها الواجب الدفاع عن سفارات الدول الأجنبية والدبلوماسية على أرضها وبين المتظاهرين الذين يهييء لهم خيالهم المحدود وإبداعهم السطحى أنهم بتلك الإشتباكات وبهؤلاء القتلى ينصرون الرسول صلى الله عليه وسلم.. بينما أنهم لو إخترعوا إختراعا تستفيد منه البشرية بأسرها مثل الطائرة أو التليفون أو السيارة أو مصل البنسلين مثلا لكانوا قد نصروه بجد ولكانوا قد حرقوا قلب هؤلاء الكارهين المسيئين للرسول صلى الله عليه وسلم بالفعل !
ثانيا: إظهار العالم الإسلامى كمجموعة من المتعصبين والهمج غير القادرين على التحكم فى غضبتهم وفى ردود أفعالهم على عمل فردى بحت ( سواء الفيلم أو الرسم ) لا يعبر سوى عن وجهة نظر صاحبه وبدلا من إغراق تلك الأعمال التافهة فى محيط التجاهل نصنع من غضبنا العارم ومن إهتمامنا بتلك الأعمال الرديئة قاربا خشبيا تطفو عليه تلك الهرطشة التى يصنعها أصحابها لإغاظتنا وجعلنا نرتكب الحماقات.. إلا أنه على مين يا معلم.. دا احنا إورين أوى وصيَّع وبنفهمها وهى طايرة.. لهذا.. دائما ما نخيب أملهم.. ونتغاظ ونرتكب الحماقات !
ثالثا: إعادة صياغة العلاقات مع تلك الدول غير المحدد بالظبط ما إذا كانت دولة حليفة ولا دولة عدوّة.. تماما كما تفعل أمريكا الآن مع مصر.. فيلم مسيء ثم هرتلة واشتباكات ومهاجمة للسفارة ثم مناقشة منع المساعدات الأمريكية لمصر فى الكونجرس ثم إشعار الحكومة المصرية بأن هناك ارتباكا فى العلاقات المصرية الأمريكية ثم الشعور بأن قرض البنك الدولى الذى تسيطر أمريكا عليه كأكبر المساهمين فيه قد بات فى خطر ثم إملاء الشروط لكى نعود أصدقاء ثم.. «كم قلت أنى لن أعود إليه.. ورجعت» !
رابعا: إنعاش حركة تصنيع وبيع الأعلام الأمريكية من أجل حرقها.. حتى أن دراسة مجهولة تشير إلى خبر مجهول مفاده أن حركة بيع الأعلام الأمريكية فى الدول العربية والإسلامية أكثر إزدهارا من مثيلتها فى أمريكا نفسها.. فأمام كل إنجاز علمى أمريكى نحرق نحن مئات الأعلام.. لهذا.. رأت فرنسا انها لا ينبغى عليها أن تُضَيِّع منها تلك السبوبة وتلك الفرصة لإزدهار تجارة بيع أعلامها عندنا من أجل أن نحرقها أمام سفاراتها.. وهكذا.. رأينا الرسوم الفرنسية المسيئة

No comments:

Post a Comment