Thursday, September 27, 2012

هجرة جماعية للأسر المسيحية من رفح.. تهديدات بالقتل وحرق البيوت وراء الهجرة.. والكنيسة تطالب بالتصدى لمخططات الترحيل.. والمحافظ يصدر نشرة نقل جماعية للموظفين المسيحيين بدلا من تأمين المنطقة



تأبى محافظة شمال سيناء أن تغيب عن المشهد العام فى مصر، فكلما هدأت الأمور فى نطاق العمليات العسكرية اشتعلت فى مناطق أخرى، لعل آخرها اعتزام قرابة 23 أسرة مسيحية ترك ديارها وممتلكاتها فى رفح، للنجاة بحياتها من العناصر المتشددة التى تهددها، والتى أطلقت النار على أحد المتاجر المسيحية برفح.

وتسود حالة من القلق والخوف والغضب الأسر المسيحية المقيمة فى رفح جراء إطلاق النار على محل تاجر مسيحى يدعى أبو جورج يوم أمس الأول، ونتيجة استمرار التهديدات لهم بمغادرة المكان، وخوفا على أطفالها الصغار وطلاب المدارس جراء التهديدات المتصاعدة، فى ظل انفلات أمنى غير مسبوق وانعدام تواجد الأمن فى المنطقة، والمفاجأة أن رفح بعد 30 سنة باتت خالية من المسيحيين، كل الأسر التى تعيش فى رفح هاجرت، وتركت بيوتها ومحلاتها ومدارس أولادها، وانتقلت للعيش عند أسر أخرى فى العريش، مما أدى لارتفاع الإيجارات بشكل جنونى.

ولكن الأمر المثير للدهشة، هو أن يأمر محافظ شمال سيناء اللواء سيد حرحور بنقل الموظفين الأقباط، بنشرة ندب جماعية للعمل بالعريش، بدلا من توفير الأمن والاستقرار لهم، وذلك تأكيدا لما سبق وانفرد به "اليوم السابع" حول نية المسيحيين المغادرة إثر منشورات تهديديه لهم.

سيناء باتت فى أخطر مراحلها بعد تهجير المسيحيين، سيأتى الدور على المسلمين من أبناء الوادى ثم بقية المسلمين لليتم ترك رفح إمارة للجماعات المسلحة المتشددة المقربة من حماس.

البداية كما يقول الأنبا قزمان راعى كنائس شمال سيناء الأسقف العام، كانت بمنشور تم تركه فى محلين تجاريين يطالب المسيحيين بالمغادرة وإلا سيتعرضون للقتل، فتم إبلاغ الأمن عن المنشور، ورغم القلق إلا أن الأهالى لم تغادر والأمن لم يتحرك، لكن أول أمس تعرض محل تجار ملك أبو جورج أحد المسيحيين لإطلاق نار كثيف ليلا، وصاحبه بداخله، لكن الله نجاه وتحطم المحل، وبعد إطلاق النار فى المنطقة لم يجد المسيحيون من يحميهم فغادرت كل الأسر المسيحية رفح وتتواجد حاليا فى العريش.

وأضاف الأنبا قزمان: "هذا ليس حلا أن نترك أرضنا الأرض المقدسة أرض الأنبياء، الحل أن تبسط الدولة نفوذها على الحدود، وأن تحمى أبناءها، وألا تتركها مفتوحة للجماعات المسلحة، لأنه المرحلة الثانية سيتم تهجير بقية الأهالى، وتسيطر هذه الجماعات على المنطقة"، مشيرا إلى حالة من الغضب العارم لدى المسيحيين فى سيناء جراء ما يحدث.

الأنبا ميخائيل انطون من كنيسة العريش قال فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع": "للأسف الأسر فى رفح تلقت تهديدات كثيرة، وأطلق النار على محل تاجر، ومع التهديدات المستمرة، لم تجد هذه الأسر إلا المغادرة خوافا على حياتهم، مضيفا "سبق وتعرضت الكنيسة فى رفح لإحراق وتفجير وتشويه دون تحرك لضبط العناصر التى تفعل ذلك".

إيهاب لويس أحد المهجرين من رفح، وكان يعمل مدرسا، قال لـ"اليوم السابع"، "كنت فى رفح وغادرت خوفا على حياة أسرتى، بيتى معرض لأن يحرق فى أى وقت، محل أبو جورج أجبروه على بيعه ورموا بضاعته فى الشارع، حياتى كلها تغيرت، عندى أسرة وأطفال، الوضع فى رفح صعب تهديدات ليل نهار، وأبناؤنا منذ أسبوع وهم لا يذهبون للمدارس، والحل كما يراه المحافظ صدور نشرة نقل جماعى لنا للعريش"، متسائلا: "كيف أعيش فى العريش والإيجارات مرتفعة"؟، مطالبا بتوفير مساكن لهم من المحافظة. 

وأضاف "كنت أخاف أن أمارس عملى مع التلاميذ فى رفح، كانت نظرات البعض لى صعبة وكأننى أجنبى أعيش بينهم"، موضحا أن كل ذلك كان بعد الثورة لكن الأوضاع قبلها كانت رائعة، وكانت العلاقة أروع مع المسلمين". 

وتابع: "جميع المسيحيين برفح بلا استثناء غادروها مهجرين مرحلين، وهم فى حالة بكاء وغضب من إهمال الدولة لهم بعد 30 سنة من الإقامة فى رفح، عاصرنا فيها عاصرت كل الأحداث، بل كنا نعيش فى قلب الأحداث، وأبلغنا الأمن ولم يهتم أحد، وعندما ذهبت للمحافظ، فقال سيتم نقلكم للعمل بالعريش، بدلا من تأميننا هناك".

ويذكر أن كنيسة رفح تعرضت لعدة تفجيرات لتدميرها وحرقها، وكتبت عليها عبارات تطالب المسيحيين الرحيل والمغادرة وشتائم أخرى، بل تم حرق الإنجيل، وكتابة عبارات تهديدات للمسحيين لعدم العودة، وتم العثور على عدة أحزمة ناسفة ومتفجرات فيها أيضا.

ومن جانبه قال الشيخ مرعى عرار المتحدث باسم الدعوة السلفية برفح: "نحن ضد ما يحدث من اعتدا على المسيحيين إطلاقا، وأن ما حدث لا يخدم إلا الأعداء، وهدفه إلهاء الشعب المصرى عن المخطط الأكبر والأزمة الكبرى التى تعيشها مصر، مضيفا "نحن مهددون من الداخل والخارج".

No comments:

Post a Comment