Saturday, September 29, 2012

طارق الشناوي يكتب السخرية من الرؤساء


لست أدرى لماذا انزعج الصديق العزيز وائل الإبراشى فى برنامج «العاشرة مساء» من السخرية التى نالها د.مرسى بسبب موقف اعتبروه جديرًا بالضحك، بينما وائل اعتبرها حالة تصيد للرئيس المصرى تنال منه علنا وعلى رؤوس الأشهاد.
كان ينبغى التعامل مع هذا المشهد بروح الدُّعابة ولا نحمله أكثر مما يستحق، ولكن وائل لم يستطع إعادة عرض المقطع كاملا، مما أثار نهم الجميع على النت لكى يتتبعوا باقى التفاصيل.
كان الرئيس يريد ضبط الجاكت والبنطلون فى أثناء جلوسه، فانتفض واقفا وعَدَّل من نفسه وواصل جلسته، بينما المذيع الذى ينقل المشهد يواصل السخرية.
السخرية أمر معتاد فى الثقافة الأوروبية، مثلا فى آخر لقاء بين نيكولا ساركوزى وهيلارى كلينتون قبل بضعة أشهر فى قصر الإليزيه بعد الترحيب المعتاد، وفى أثناء صعودها على سلالم القصر الفرنسى امتدت يد ساركوزى من فرط الترحيب لا شعوريًّا إلى مؤخرة هيلارى ونالها ضربة خفيفة بيمناه.. بالمناسبة أتصورها غير مقصودة، ولكن بالطبع لم تمر ببساطة على أجهزة الإعلام التى كانت تنقل اللقاء على الهواء، وتساءلوا عن موقف زوجة الرئيس الحسناء الإيطالية كارلا ساركوزى!
أوباما اعترف مثلا فى إحدى خطبه بأن الجهاز الإلكترونى الذى يقرأ عليه الخطاب بالليزر قد توقف وواصل خطابه من الذاكرة، ولم يسلم الأمر من ضحك متبادل بينه والحاضرين. أوباما شارك فى أحد البرامج التليفزيونية وأخذ يرقص مع المذيعة، ولم يفكر لحظة فى وقار المنصب.. بوش ناله القسط الأكبر من السخرية، ليس فقط الحذاء الذى توجه إليه من أحد الصحفيين العراقيين واستطاع تفاديه بصعوبة، ولكن على «يوتيوب» نرى برنامجًا عن أخطائه العشرة، ومن بينها أنه يحمل نظرات تشى بالبله والسذاجة، ولقطة أخرى مثلا وهو يبصق فى الحديقة.
عدد من الرؤساء كانوا حريصين على أن يرسلوا فى أثناء إلقاء خطاباتهم نكاتا للجمهور. عبد الناصر وصف قبل حرب 56 رئيس الوزراء البريطانى إيدن بأنه «خِرع».. وفى حديثه الشهير عن الحجاب وكيف أنه كرئيس جمهورية لا يمكن أن يُصدر قانونا يُحجِّب 20 مليون فتاة وامرأة -عدد نساء مصر وقتها- فى الوقت الذى لم يستطع فيه مرشد الإخوان تحجيب ابنته الطالبة فى كلية الطب. مبارك كان يقول أحيانا النكت على سبيل السخرية من البسطاء، مثل أن مواطنا قال له أريد شقة يا ريس فأجابه كم عدد أفراد أسرتك فرد عليه قائلا 11 يا ريس.. وعلى الفور كان الرد أنت بحاجة إلى عمارة وليس شقة.
قبل نحو عام عندما كان الرئيس الأمريكى باراك أوباما يتحدث مع الرئيس الروسى ديمترى ميدفيديف خلال قمة «سيول» فى كوريا الشمالية ولم يكونا يعرفان أن الميكروفون أمامهما مفتوحًا سمع الصحفيون أوباما وهو يقول للرئيس الروسى إنه سيكون أكثر مرونة بعد إعادة انتخابه لمدة ثانية فى نوفمبر المقبل، وعلى الفور اعتبرها خصوم أوباما أنه يقول فى العلن عكس ما يبطن به فى السر، وبدؤوا فى التشهير به لإقناع الشعب الأمريكى بعدم التصويت له مجددًا.
وكان قد سبق وتكرر ذلك فى موقف مشابه قبل نحو عامين وتناقله عدد من المواقع الإلكترونية وهو ما حدث فى نهاية قمة العشرين عندما تسرب عن طريق الخطأ رأى كل من نيكولا ساركوزى وباراك أوباما فى بنيامين نتنياهو.. الأول يصفه بأنه كاذب والثانى يقول إنه مضطر إلى التعامل معه.
حسن نصر الله دائمًا ما تتضمن خطبه العديد من النكات التى ينال بها من خصومه ومن كل الجنسيات.. أحد السياسيين السعوديين أراد أن يتحرر من تلك الحالة التى تضع إطارًا صارمًا للرجل الدبلوماسى فى تعاملاته، خصوصًا عندما يمثل مملكة مثل السعودية، حيث ذكر هذه النكتة التى ترددت فى الحرب العالمية الثانية عندما دخل روزفلت الرئيس الأمريكى على تشرشل رئيس الوزراء البريطانى، وكان الأخير يجلس عاريًا تماما فشعر روزفلت بالحرج، وخرج مسرعا، فناداه قائلا لا ينبغى أن تخشى شيئا إن كلا منا ينبغى أن يعرف كل شىء عن الآخر، وأضاف أن هذه هى طبيعة العلاقات بين أمريكا والسعودية، وتمت معاقبة السياسى على هذا التجاوز.
د.مرسى تحول إلى لقطة ساخرة فى العديد من المواقع، ولكن الأمر لا ينبغى أن نحمله ما هو أكثر وهى لقطة وح تعدى!!

No comments:

Post a Comment