Monday, September 17, 2012

وائل عبد الفتاح يكتب في التحرير هل لديهم غير هذه المتاهة؟


هل الموضوع كيف نكون مسلمين؟
… السؤال خطأ من البداية.
السؤال يصب فى خطة عودتنا إلى قبيلة افتراضية يقودها مشايخ ومسيسون يصنعون وجودهم كله من الكلام باسم الدين.
هذه تجارتهم..
بضاعتهم التى صنعوا منها وجودا ومساحة عند ملايين ينتظرون رحمة الله، وسلاحهم الذى جعلهم أصحاب أغلبية فى مجال سياسى هشّ، ومع سلطة شرعية كانت تبحث دائما عن شرعية دينية فتقرّبهم فترة وتضعهم فى سجونها فترات.
لكن دون هذه البضاعة ماذا لدى الإخوان مثلا؟
كيف يرون العلاقة مع العالم أو كيف يديرون دولة مثل مصر لها تاريخ فى التعدد، معركتها ليست الهوية الدينية، وإبداعها فى العالم مبنىّ على رابطة وطنية لا سيادة قبيلة واحدة؟
ماذا لدى كوادر الجماعة غير ما قاله سعد الحسينى محافظ كفر الشيخ عن مهمته فى الدعوة إلى الإسلام؟!
هل لديهم علاقة بالحياة أو السياسة أو العلم أو الفكر أو أى شىء غير تنظيم الناس فى قبيلة واحدة؟
هل لديهم شىء غير ترويج الفكرة الافتراضية: إننا لسنا مسلمين كما ينبغى، وأن الإسلام فى خطر، وأن إسلامنا ناقص إن لم نتبع كتالوج مكتب الإرشاد؟
الإخوان الآن فى مرحلة الاعتدال، أى فى منتصف العمر، وهناك الآن من يعتبرهم ضالين أو إسلامهم ناقصا، إلى آخِر هذه الدائرة التى لا تنتهى والدوامة التى تقود من تطرف إلى تطرف، ومن إرهاب بالسلاح إلى إرهاب بالأحكام الجاهزة.
هل لديهم غير هذه المتاهة؟
إنه التطرف إلى درجة الدخول فى فكرة افتراضية تقول إن حزبًا ما أو سياسيا ما هو الذى سيحمى الذات الإلهية.. تطرُّف يجعله معركة فى الدستور لأن لا شىء لديهم سوى الكلام حول أو باسم الذات الإلهية.
وكيل للذات الإلهية، يريدون أنفسهم.
هل تنتظر الذات الإلهية حمايتكم؟
كيف ستحمونها؟
بمزيد من إلقاء التهم على من تختلفون معه؟
ليس السؤال إذن: كيف نكون مسلمين؟
لم يتقدم الغرب لأنه مسيحى.
وإسرائيل ليست قوية لأنها يهودية.
الغرب تقدم عندما تخلص من سلطة من كانوا يذلونهم كل يوم: هل أنت مسيحى؟
وإسرائيل قوتها فى صناعتها لدولة ديمقراطية تغطى على إرهابها وعنصريتها وانحطاطها البغيض.
سؤال مثل: كيف نكون مسلمين؟
لا يصنع سلطتهم وجبروتهم على عباد الله الغلابة.
لا يصنع سوى التخلف لأنه ليس هناك من يوزع صكوك الجنة ولا يضمن لأحد دخولها.
ومشكلتنا ليست أننا مسلمون أقل مما ينبغى ولكن أننا تعرضنا لسنوات استبداد وفساد.. نريد الآن وبعد التخلص من الطاغية ونظامه أن نبنى دولة حرية وعدالة وكرامة.
لسنا قبيلة… ولن نكون.
نحن شعب فينا المسلم والمسيحى واليهودى والبهائى ومن لا يؤمن بدين واحد، ومن لا يؤمن بالدين.. وإذا كانت مهمتكم المقدسة هى تحويلنا إلى قبيلة واحدة تتبعكم.. فإنها الحرب الأهلية اليومية.
فإنها الفوضى التى ستشحن الغضب من الاستبداد والإفساد بشحنات دينية.. ليحصل البذىء على قيمة لبذاءته لأنها من أجل الإسلام، والفاشل سيبرر فشله بأن هناك من يحارب إسلامه، والمنحطّ سيرفع رايات انحطاطه ويكتب عليها شعارات التوحد.. وهكذا ليس لديكم إلا المتاهة.
واللعب على كل الأحبال.
تحرضون ضد السفارة..
وتعتذرون لها.
تشحنون المطرودين من رحمة الدولة… ثم تتركون عليهم الأمن يمارس بروفة عودته البغيضة.
ماذا لديكم؟

No comments:

Post a Comment