Sunday, September 30, 2012

الدكتور محمد البرادعي يكتب سنوات الخداع 15



أبدى خاتمى استياءه من التشكك الأمريكى، وأشار إلى تحسن العلاقات بين واشنطن وطهران فى عهد الرئيس الأمريكى كلينتون، الذى جعل خاتمى يقدم اعتذارا لأُسر الرهائن الأمريكيين الذين كان قد تم احتجازهم فى إيران عند اندلاع الثورة الإسلامية، وقال إنه فى ردها على هذه اللفتة قامت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت بالاعتراف بدور المخابرات المركزية الأمريكية فى عملية الإطاحة برئيس الوزراء مصدق فى 1953، وإعادة الشاه إلى موقعه، كما أنها أيضا قامت برفع الحظر عن الصادرات الإيرانية من الكافيار والفستق والسجاد وقد فتحت هذه اللفتة الباب أمام تجارة بملايين الدولارات.
وألح خاتمى فى القول على أن مجىء إدارة الرئيس بوش كان السبب وراء تراجع التقدم الحادث فى العلاقات الأمريكية الإيرانية، وذلك على الرغم من الدعم الذى قدمته طهران لحرب الولايات المتحدة فى أفغانستان وفى أثناء الاستعداد للحرب على العراق، مشيرا على وجه التحديد إلى لقاءات تمت فى هذا الصدد فى السليمانية بكردستان العراق ولندن. وقال خاتمى إنه فى مقابل هذه المساعدة وهذا التعاون فإن كل ما جنيناه هو أنه أصبح يطلق علينا أننا جزء من محور الشر.
كما أبدى وزير الخارجية خرازى أيضا استياءه إزاء المساعدة الأمريكية بعد زلزال بام، وقال إنه بعد عقود من العقوبات والمقاطعة الاقتصادية التى خلفت آثارا مروعة فإن الولايات المتحدة الأمريكية تأتى بعد الزلزال لتقدم لنا عشرة ملايين دولار، كما لو كانت صدقة. وأضاف: إن هؤلاء ليس لديهم أى تقدير لذهنية الآخرين وطريقة تفكيرهم.
فى الوقت نفسه أبدى خرازى استعداد طهران للتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية فى ما يخص عناصر القاعدة، لكنه أضاف أن إيران تريد فى المقابل أن تتعاون الولايات المتحدة الأمريكية معها فى ما يتعلق بمجاهدى خلق؛ وهى منظمة مسلحة من المعارضين الإيرانيين الذين يسعون للإطاحة بالنظام الإيرانى.
وأبدى الإيرانيون استعدادا لمزيد من التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولكنهم لفتوا إلى أن الانطباع السائد فى طهران هو أن العلاقة بين إيران والوكالة لم تفد إيران بشىء، بل إن المتشددين الذين أصبحت لديهم أغلبية فى البرلمان الإيرانى يلومون الحكومة الإيرانية على قرارها وقف تخصيب اليورانيوم، لمجرد إرضاء الغرب دون الحصول على أى شىء فى المقابل، وأن المعتدلين الذين كانوا يسعون لحل سلمى وتحسين العلاقات مع الغرب لم يعد لديهم نفس التأثير فى دوائر اتخاذ القرار أو فى الرأى العام.
وأشار روحانى إلى أنه إذا جاء تقريرى حول تطورات الوضع بالنسبة إلى إيران فى اجتماع يونيه لمجلس محافظى الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتقييم سلبى، فإنه وزملاءه لن يكون بمقدورهم الاستمرار فى التعاون مع الوكالة أو حتى الاحتفاظ بمناصبهم. لقد كان المعتدلون يأملون على الأقل فى الحصول على رد فعل إيجابى من الأوروبيين حتى يتمكنوا من إبلاغ الرأى العام فى بلادهم أن السياسة التى يتبعونها هى سياسة مجدية.
كانت مشكلة الإيرانيين حسبما كنت أراها أنهم بالغوا فى الاحتفاء ببرنامجهم النووى أمام شعبهم، بل إنهم قدموه على أنه بمثابة جوهرة التاج بالنسبة إلى الإنجازات العلمية للأمة الإيرانية، وبالتالى أصبح من الصعب عليهم أن يشرحوا أسباب قرار تعليق العمل فى هذا البرنامج، وبالطبع فهم لم يهتموا بأن يبلغوا الشعب الإيرانى أن أسباب وقف نشاط البرنامج النووى إنما ترجع إلى أن إيران قد خدعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية لسنوات طويلة، واختاروا بدلا من ذلك أن يخبروا مواطنيهم أن الضغوط التى تمارسها الولايات المتحدة الأمريكية على الوكالة هى السبب وراء تباطؤ عملية التحقق من تفاصيل البرنامج النووى الإيرانى. ولم يكن الموقف الإيرانى فى هذا الشأن يختلف عما كان عليه الأمر فى العراق وكوريا الشمالية، فادعاء كل من واشنطن وطهران سوء نية الطرف الآخر من أجل الاستهلاك المحلى.
والحقيقة أنه بمجرد إطلاق حملة الدعاية من طرف ضد الآخر فإنه يصعب السيطرة عليها أو كبح جماحها، ولعل ما تعرضت له شخصيّا أحيانا من جانب الصحافة الإيرانية يوضح كيف يُصنع الرأى العام، حيث نشرت جريدة «طهران تايمز» أن البرادعى أصبح شخصا سلبيّا ومحبطا بالنظر إلى الضغوط الشديدة من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية. وسألنى الصحفيون الإيرانيون مرارا كيف أتعامل مع هذه الضغوط. قلت مبتسما: إننى أتعرض لضغوط من الجميع، سواء من الأمريكيين أم الإيرانيين أم غيرهم. ولكننى فى الحقيقة لم آخذ الأمر بهذه الخفة، لأنه أصبح واضحا بالنسبة إلىّ، ليس فقط من هذه الأسئلة، ولكن أيضا من مجمل التغطية الصحفية، أن البرنامج النووى الإيرانى أصبح بالفعل مسألة مرتبطة بالكرامة الوطنية فى إيران، ولم يكن هذا مما يسهل التوصل إلى حل حول الخلافات القائمة.
ومما زاد الأمر صعوبة أن الإيرانيين كان لديهم اعتقاد بأنهم يملكون أوراقا يستطيعون بها الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية، مثل تعقيد الوضع على الساحة العراقية بصورة أكبر، كما أشار روحانى إلى ذلك فى حديثه معى، وهو الأمر الذى حاولت أن أُثنيه عنه.
وعند عودتى من طهران اقترحت على كين بريل؛ السفير الأمريكى، وعلى جون وولف مساعد وزير الخارجية الأمريكى، النظر فى إيجاد طريق لبدء الحوار مع طهران أو على الأقل إبداء بادرة لحسن النيات. وقلت لهما: إذا ما كنا جميعا نتفق على أن الهدف هو أن لا تحصل إيران على السلاح النووى فيجب علينا أن نتفق على استراتيجية تمكننا من تحقيق هذا الهدف فى النهاية.
وأبلغت ممثلى الدول الأوروبية الثلاث بنفس الرأى، وأوضحت لهم أن موقف المتشددين يقوى فى إيران بسبب ضعف النتائج التى تخرج بها طهران من التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقلت لهم إن السياسة القائمة على ممارسة الضغوط لن تكفى وحدها، خصوصا أن أحدا فى الغرب ليس لديه الدليل على أن إيران تطور سلاحا نوويّا. وأشرت إلى أنه فى حال لم تحصل إيران على حوافز فإن النظام قد يلجأ إلى عديد من الخطوات من بينها إعادة تخصيب اليورانيوم، أو التراجع عن الالتزام بالبروتوكول الإضافى، أو حتى الانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية كليّا.
ولكن كل هذا لم يؤد إلى النتيجة المبتغاة، وعوضا عن ذلك تبنى مجلس المحافظين فى يونيه موقفا يستنكر عدم تعاون إيران تعاونا كاملا فى التوقيت السليم وبصورة إيجابية مع الوكالة. وبالطبع فإن هذه الانتقادات كان لها ما يبررها إلى حد ما، ولكنها أدت إلى إغضاب طهران بصورة شديدة. لقد كان من شأن هذا التقييم أن يقوى موقف المتشددين الرافضين التعاون مع الوكالة الدولية، وبالفعل فبعد عدة أسابيع أبلغت طهران الوكالة أنها ستعاود برامجها لتطوير أجهزة التخصيب ولكن دون استخدام مواد نووية. ولقد طالبتُ طهران بإعادة النظر فى هذا الموقف، ولكن مطالبتى لم تؤد إلى أى نتيجة، وبالفعل بدأت إيران فى إعادة تشغيل المنشآت التى كانت الوكالة قد أغلقتها ووضعت بذلك حدّا للوقف الطوعى للبحث والتطوير فى مجال التخصيب.
بعد ما حدث فى اجتماع مجلس المحافظين فى يونيه، وما تبعه، توجهت بنداءات شخصية إلى كولين باول ومعاونيه فى الخارجية الأمريكية للبدء فى الانخراط فى حوار مباشر مع إيران، مشيرا إلى أن كل ما تحتاج إليه إيران هو ستة أشهر تستطيع خلالها، فى ظل استمرار عدم وجود دليل على سعيها لامتلاك سلاح نووى، أن تجعل عملية تخصيب اليورانيوم أمرا واقعا، وأن ثمن وقفه سيكون باهظا. وأشرت فى الوقت نفسه إلى أن الاقتراح الذى يردده البعض بإحالة الملف الإيرانى إلى مجلس الأمن لن يجدى، لأن الرد الإيرانى على هذه الخطوة قد يكون بالانسحاب تماما من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وهو ما يعنى أننا سنكون أمام نموذج مكرر لحالة كوريا الشمالية.
وفى إحدى المحادثات المغلقة التى أجريتها مع كولين باول قال لى «لو أن الأمر بيدى لالتقيت غدا وزير الخارجية الإيرانى خرازى».
وكانت المشكلة فى تحليل باول هو أن الشعور المعادى لإيران فى الولايات المتحدة الأمريكية لم يضعف منذ أزمة احتجاز الرهائن الأمريكيين فى السفارة الأمريكية بطهران عند اندلاع الثورة الإسلامية؛ وهو ما يجعل من الصعب البدء فى حوار مباشر بين أمريكا وإيران. ومن جانبها أبدت كوندوليزا رايس أيضا تجاوبا غير متوقع مع حديثى، وطرحَتْ علىَّ بعض الأسئلة حول روحانى وشخصيته، مبدية الانطباع بأنها على الأقل ليست رافضة فكرة الحوار.
وفى خلال لقاء جمعنى به فى منزله الصيفى فى موسكو، قدم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إسهاما بنّاءً؛ فلقد أبدى بوتين، عكسا لما كان يردَّد فى الغرب، رفضه إصرار إيران على الحصول على الأسلحة النووية وتشكك فى احتياجها إلى القدرات المتعلقة بالتخصيب، غير أنه قال إن إيران فى الوقت نفسه يجب أن تحصل على حزمة من المساعدات الجذابة بما فى ذلك التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية. وأيد فكرة وجود ضمان دولى لإمدادها بوقود المفاعلات. وفى اللقاء نفسه تقدم بوتين باقتراح لإنشاء مستودع دولى للوقود النووى المستنفد، ولقد رحبت بهذه الفكرة بشدة لأننى كنت أعتقد أنه سيكون لها إسهام إيجابى فى الحد من مخاطر الانتشار وفى تحقيق بعض أسباب الأمان النووى، وخرجت من لقائى مع بوتين يحدونى الأمل فى أن تُسهم روسيا فى إيجاد حل ما للأزمة الإيرانية.
بالتوازى مع ذلك كان خبراء الوكالة يبذلون كل ما فى وسعهم للتعرف على مصدر جزيئات اليورانيوم المخصب التى عُثر عليها فى أماكن مختلفة فى إيران، وما إذا كانت مماثلة لتلك المستخدمة فى البرنامج النووى الباكستانى، وهو الأمر الذى كان يتطلب الحصول على عينات بيئية من أجهزة الطرد المستخدمة فى باكستان، ولكننى علمت بعد ذلك من سفير باكستان أن واشنطن أبلغتهم أن باكستان تعاونت مع الوكالة بما فيه الكفاية، وبدا لى من هذا أن البعض فى واشنطن كان لا يريد تسوية هذه المسألة؛ بحيث تستمر معلقة للضغط على إيران.
شعرت بالسأم من تلك المناورات التى تدور خلف الأبواب المغلقة، وما تؤدى إليه من إبطاء فى تحقيق أى تقدم، وناشدت باكستان التعاون بشدة، وهى ما قررت أن تفعله ولكن على الطريقة التى تتناسب مع كونها ليست عضوا فى معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وهو ما اضطررنا معه إلى أن نقبل أن يقوم خبراء باكستانيون بإمدادنا بالعينات المطلوبة عوضا عن أن يقوم مفتشو الوكالة بالذهاب إلى المواقع النووية الباكستانية، التى هى مواقع عسكرية، لأخذ العينات. وتم الاتفاق على أن يتم نقل العينات بآلية محددة تضمن أنه لا يتم التلاعب بها.
ومع منتصف أغسطس تبين لنا أن العينات التى حصلنا عليها من باكستان مقاربة إلى حد كبير لتلك التى وجدناها فى ناتانز وفى شركة «كالاى» مما يدعم ما كانت إيران قد قالته. ولكننا كنا ما زلنا ندرس العينات للوصول إلى نتيجة قاطعة.
وكنا نقترب من موعد اجتماع مجلس المحافظين المقرر فى شهر سبتمبر 2004، وكنت أشعر أننا سنواجَه مرة ثانية بنفس الأسلوب من جانب الولايات المتحدة وإيران: حملة إعلامية أمريكية شديدة ضد إيران تدّعى الحصول على دليل جديد على سعى إيران للحصول على أسلحة نووية، ومعلومات مهمة تقدمها إيران للوكالة أو دعوتها لزيارة مواقع معينة، ولكن فى وقت متأخر قبل إصدار التقرير الدورى للوكالة بما يحول دون تمكّن الوكالة من التحقق منها وإدراجها فى تقريرها إلى مجلس المحافظين.
وكما هى عادته فى سعيه للتأثير على مناقشات المجلس، كان جون بولتون هو من أطلق شرارة البدء هذه المرة من خلال حوار مع برنامج «نيوز نايت» على الـ«بى بى سى»، حيث أشار إلى عودة إيران إلى تصنيع أجهزة الطرد، ومن ثَمَّ فإنه لم يعد كافيا قصر معالجة الملف الإيرانى فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأضاف بنوع من السخرية: تلك المنظمة الرائعة وغير المعروفة القابعة فى ڤيينا. واقترح بولتون إحالة ملف إيران إلى مجلس الأمن الدولى، وكان أعجب ما فى هذا الاقتراح أنه يأتى من بولتون الذى لم يكن أبدا من دعاة الدبلوماسية متعددة الأطراف.
وبعد ثلاثة أيام من بدء اجتماعات المجلس، وقبل مناقشة برنامج إيران النووى، أذاعت محطة «إيه بى سى» صورا ملتقطة بالقمر الصناعى لموقع عسكرى فى بارشين؛ على بُعد أربعين كيلومترا جنوب شرق طهران، ومع هذه الصور أذاعت القناة التليفزيونية الأمريكية تعليقا لـديفيد أولبرايت مدير أحد المعاهد الأمريكية المتخصصة فى دراسة قضايا الأمن، خصوصا مع ما يتعلق منها بقضايا الانتشار النووى. وفى تعليقه قال أولبرايت إنه يعتقد أن هذه الصورة قد تكون لموقع أُجريت فيه اختبارات لتفجيرات نووية. عقب ذلك مباشرة نقلت وكالة «الأسوشيتد برس» تصريحا نقلا عن مصدر رفض ذكر اسمه فى بعثة الولايات المتحدة الأمريكية بڤيينا يوجه إلىَّ النقد لأننى لم أُشر فى تقريرى الذى قدمته حول إيران إلى موقع بارشين، مع التلميح أننى تعمدت عدم الإشارة إلى هذا الأمر.
وكان هذا الادعاء لا أساس له من الصحة بالمرة، ولم يكن وراءه من دافع سوى محاولة الإيحاء بانحياز الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والحقيقة أن الوكالة كانت قد أثارت ملف موقع بارشين مع طهران، وأن المعلومات التى لدينا كانت تفيد بأنه موقع عسكرى استُخدم لصنع واختبار متفجرات كيميائية. وكانت الوكالة عازمة على الاستمرار فى أسئلتها لإيران حول هذا الموقع، ولكن فى تلك اللحظة لم يكن هناك أى دليل على الإطلاق بارتباط هذا الموقع بأى نشاطات نووية. ولم تساعد مثل هذه الألاعيب الأمريكية بطبيعة الحال على إقناع الإيرانيين بعدم استئناف إنتاج أجهزة الطرد المركزى.
وفى منتصف أكتوبر 2004 تحققت خطوة متقدمة. فقد أفادت الدول الأوروبية الثلاث التى لم تتوقف عن محاولة إيجاد حل دبلوماسى؛ باستعداد إيران للدخول فى حوار حول مستقبل برنامجها النووى. وقد طالبت الدول الأوروبية إيران، كشرط مسبق لبدء التفاوض، أن تعود لوقف نشاطاتها النووية بما فى ذلك إنتاج الأجهزة الخاصة بالتخصيب، وجاء الرد الإيرانى إيجابيّا حيث وافقت طهران على أن تتوقف جميع هذه النشاطات فى الوقت الذى تُجرى فيه المفاوضات.
وكان التوقيت بالغ الحساسية؛ حيث إن مزاج السياسة الداخلية الإيرانية كان يتجه نحو التشدد.
وحسب ما خلصت إليه من نقاش مع سيروس ناصر؛ وهو واحد من ألمع وأذكى المفاوضين الإيرانيين، فإن كل المرشحين للانتخابات الرئاسية القادمة فى إيران ينتمون إلى التيار المتشدد الذى يدعو إلى المواجهة مع الغرب. وبالطبع فكان مما يخدم هذا التيار أن يدعو إلى المواجهة مع الولايات المتحدة الأمريكية ليحصل على مزيد من الأصوات، حتى إذا تحول بعد عام أو عامين أو نحو ذلك ليحاول الحصول على رصيد سياسى جديد بالعمل على الحصول على تسوية سياسية مع واشنطن. وفى الوقت نفسه كان من شأن ذلك التوجه أن يقوّى من شوكة الحرس الثورى الإيرانى؛ وهو ما يعنى النكوص عن عديد من الإصلاحات التى شهدتها إيران خلال السنوات القليلة السابقة.
وحسب ما قاله لى ناصرى فى تلك المقابلة، فإنه بغض النظر عمن سيتم انتخابه للرئاسة فإنه ولأسباب محلية سيستحيل على إيران أن تستمر فى وقف برنامجها للتخصيب النووى؛ لأنه لا يمكن لأى زعيم إيرانى أن يوقف ذلك البرنامج النووى الذى تحملت إيران كثيرا فى سبيله. وتطرق الحديث مع ناصرى لما تردد عن احتمالات عمل عسكرى أمريكى أو إسرائيلى ضد المنشآت النووية الإيرانية، وهو الأمر الذى لم يبد لى أن الإيرانيين كان لديهم كثير من القلق بشأنه؛ لأن إيران بدا أن لديها التكنولوجيا النووية لإعادة بناء أى منشأة قد يُجرى هدمها فى خلال أشهر قليلة وبعيدا عن الأعين وهكذا قال لى ناصرى.
وفى ظل كل ذلك كان الاقتراح الأوروبى بالوقف الاختيارى لأنشطة التخصيب فرصة لإيران لا يمكن إهدارها، ولكن الخلاف انصبّ على ما يمكن وصفه تحديدا بأنه أنشطة متعلقة بالتخصيب. فإعلان طهران فى أكتوبر 2003 يقوم على الوقف الاختيارى لجميع أنشطة تخصيب اليورانيوم وتجهيزه، فهل يشمل ذلك المرحلة التحضيرية لتحويل اليورانيوم؟ وهل يشمل صنع أجهزة الطرد؟ وبعد مناقشات فنية مطولة أصبح من الواضح ضرورة اللجوء إلى محكم.. وهكذا قررت إيران والدول الأوروبية الثلاث اللجوء إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وهكذا وجدنا أنفسنا مرة أخرى فى مفترق طرق بين التكنولوجيا والسياسة. حيث إن التوصيف الفنى البسيط لما يمكن اعتباره أنشطة تخصيب كان سيقتصر على وقف استخدام مواد نووية فى أجهزة الطرد المتوالية، وكان من شأن ذلك أن يناسب إيران كثيرا، ولكن ذلك لم يكن ليرضى الأوروبيين الذين أرادوا لإيران أن تتحرك فى إطار بناء الثقة، وبالتالى فإن التعريف الذى كانوا سيقبلون به كان أوسع كثيرا من ذلك التعريف الذى ترضى به إيران. وبالرغم من كل الجهود التى بذلتها الوكالة لتقديم التعريفات المطلوبة إلا أن عام 2004 اقترب من الانتهاء بينما لم يكن قد تم التوصل إلى اتفاق بعد.
وكان الغرب قد بدأ يشعر بنفاد الصبر بينما كانت إيران مستمرة دون توقف فى نشاطاتها النووية بما فى ذلك إنتاج غاز «UF6»؛ وهى مادة التلقيم اللازمة للتخصيب، ثم قامت فى شهر أغسطس بتجهيز 37 طنّا من الكعكة الصفراء وهى مادة مركزة من اليورانيوم، من أجل تجربة خطوط الإنتاج فى منشأة تحويل اليورانيوم فى أصفهان.
وفى النهاية توصلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى تعريف كان الطرفان على استعداد للقبول به مما فتح الباب أمام توقيع اتفاقية باريس فى 14 نوفمبر، واتفق الطرفان على التفاوض بحسن نية، ووافقت إيران على وقف جميع أنشطة تحويل اليورانيوم، وتجميع واختبار أجهزة الطرد، بل ووَقْف استيراد مكوناتها. وأقرت إيران بأن استمرار عملها بوقف نشاطات التخصيب، حسب التعريف الذى تم التوصل إليه، هو أمر ضرورى لاستمرار التفاوض.
ولقد ساد التفاؤل بما يكفى لوضع خطة للتفاوض تتجاوز الملف النووى لتشمل جملة من القضايا الاقتصادية والسياسية والأمنية، بما فى ذلك الاتفاق على ضمانات مؤكدة للتعاون فى مجال التكنولوجيا النووية السلمية. بل إن الدول الأوروبية وافقت على تقديم دعم لإيران للتفاوض من أجل الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية. كما اتفق الطرفان على العمل من أجل مكافحة الإرهاب بما فى ذلك نشاطات تنظيم القاعدة وجماعة مجاهدى خلق. كما أعرب الجانبان عن دعمهما عملية سياسية تؤدى إلى وصول حكومة عراقية منتخبة إلى الحكم.
وفى أثناء التوقيع قام روحانى، بوصفه كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين بالتركيز على عدة نقاط، طالب الجميع بأخذها فى الاعتبار؛ وأولها أن قرار إيران بوقف النشاطات النووية كان قرارا اختياريّا، وليس هناك إلزام قانونى بشأنه، وثانيها أن المفاوضات التى ستُجرى لا يجب أن يكون الهدف من ورائها محاولة دفع إيران نحو وقف قدرتها على تطوير دورة الوقود النووى الكاملة، ولم يكن هناك خلاف حول تلك النقطة الأخيرة؛ لأن الأوروبيين كما ذكروا لم يكونوا يسعون للحيلولة دون تطوير إيران دورة الوقود النووى، بل الحصول على ضمانات لها مصداقية أن البرنامج النووى الإيرانى هو برنامج للأغراض السلمية فقط.
وتحركت إيران بسرعة لتنفيذ الاتفاق، وبعد أسبوع واحد أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران قد قامت بالفعل بتنفيذ ما تعهدت به.

خالد كساب يكتب العدالة.. لماذا هى عمياء؟!



ما يحدث فى مصر هذه الأيام جعلنى أتذكر تلك الحكايه الشهيره التى تختصم فيها سيدتان بعضهما البعض.. وتتنازعان على أمومة طفل.. كل واحده منهما تؤكد أنها هى أمه الحقيقيه.. ولأن إختبار ال « DNA « لم يكن قد ظهر بعد فى تلك الأيام القديمه.. لذلك ذهبتا إلى حكيم الزمان سيدنا سليمان ليحكم بينهما فى ذلك النزاع.. إعتمد الحكيم سليمان على تلك الحقيقه النفسيه الغريزيه التى تنص على أن الأم الحقيقيه لن ترغب فى إثبات أمومتها بقدر رغبتها فى عدم تعرض طفلها للأذى أو للألم.. وبناء عليه طلب سيدنا سليمان من السيدتين أن تقوما كلتاهما بشد الطفل من إحدى يديه ومن تنجح فى شده إليها تكون هى أم الطفل الحقيقيه.. أشفقت الأم الحقيقيه على طفلها من تلك الفرهده والبهدله والشد والجذب.. فرفضت وتنازلت عنه للسيده الأخرى.. فعرف سيدنا سليمان أنها هى الأم الحقيقيه.. وأمر بإعطاءها الطفل وسجن السيدة الأخرى.. إنه حكم الحكمة.. والكلمات التى يفترض فيها أن تشير إلى العداله مثل «الحكم» و«المحكمه» ليست سوى مشتقات لغويه من الكلمه الأم.. «الحكمه» !
أسرح فى مدى حكمة التصرف الذى تصرفته الأم الحقيقيه.. هل كان ينبغى عليها أن تتنازل عن طفلها بتلك السهوله خوفا عليه من الشعور بالألم أثناء عملية الشد التى قد لا يتحملها جسده الرقيق؟! طب ماذا لو لم يستخدم سيدنا سليمان حكمته للفصل فى النزاع واكتفى بالإعتماد على تنازل الأم الحقيقيه عن طفلها للسيده الأخرى.. ما الذى كان يمكن وقتها للأم الحقيقيه أن تكسبه من تصرفها ذلك سوى فقدان طفلها للأبد؟! تفيقنى من خيالاتى تلك الحقيقه الهامه التى تنص على أنها حكايه.. مجرد حكايه قديمه لتعليمنا الحكمه.. حكايه تأتى العبره فيها من خلال تصرف سيدنا سليمان وليس من خلال تصرف الأم الحقيقية.. بمعنى أصح المطلوب منا فى تلك الحكاية هو تعلم الحكمة من سليمان.. وليس من الأم.. من منطلق أن تنازل الأم عن طفلها بتلك السهوله إشفاقا منها عليه ليس من الحكمة فى شيء.. ولو لم يكن سيدنا سليمان موجودا فى تلك الحكايه كنتم ستجدون أنفسكم أمام حكايه أخرى تماما.. حكاية يتم الحكم فيها تبعا لمواد القوانين التى اخترعناها نحن أنفسنا ذات يوم من أيام الماضى.. والتى لو كانت هى التى تحكم فى مثل ذلك الموقف لما كانت قد أمرت سوى بضم الطفل إلى الأم المزيفة.. لأن المحكمة مالهاش غير اللى قدامها.. والقوانين التى اخترعناها مالهاش دعوة بالحقائق.. ليها دعوة بالأدلة والوقائع والمستندات.. وكم من أحكام بالبراءة صدرت ضد جناة حقيقيين إلا أنه لا توجد أدلة مادية ملموسة على إدانتهم كما أنه كم من أحكام صدرت بالإدانة ضد أبرياء بجد إلا أنه أيضا لا توجد أدلة ملموسة على براءتهم.. لهذا نرى شعار العدالة عبارة عن سيدة معصوبة العينين وتمسك بالميزان للدلالة على أن العدالة عمياء ومالهاش دعوة غير باللى موجود فى الميزان.. وهو الشعار الذى لم اقتنع به يوما.. حيث ينبغى على العدالة أن تكون مبصرة لترى على الأقل أى من كفتى الميزان فى يدها قد رجح.. إذن.. العدالة عمياء.. بينما حكم سيدنا سليمان مبصر.. وعلى الرغم من تلك القاعدة القانونية التى تنص على أنه الإعتراف سيد الأدلة.. إلا أنه ها هو إعتراف رسمى يتصرف سيدنا سليمان بعكسه بعد أن يرى بأعين حكمته أن الإعتراف كاذب بسبب خوف الأم الحقيقية على إبنها من الشد والجذب والشعور بالألم.. لهذا تصرف تلك السيدة بهذه الطريقة وصدور الحكم بتلك الكيفية التى ترتكز على الحكمة وليس على القانون الجامد كانا رهنا بوجود سيدنا سليمان فى الحكاية !
الآن.. وبينما مصر الجميله والعظيمه قد باتت أشبه بذلك الطفل الذى يتجاذبه الجميع فى خضم تلك الخناقة اللى ما حدش عارف لها أول من آخر.. ما الذى ينبغى على أهل تلك البلد الحقيقيين فعله بالظبط؟!.. أن يتركوها للأم المزيفة خوفا على البلد من كل ذلك الجذب والشد؟!.. أم يتمسكون بطفلهم ويفضلوا يشدوا فيه لحد ما يتفسخ نصين فى إيديهم؟!.. إنها ورطة سودا ينبغى أن نتذكر أثناء محاولتنا لحلها أنه مافيش حاليا سيدنا سليمان ليحكم بيننا بحكمته المبصرة.. فلا يوجد حاليا سوى أحكام القانون الذى قررنا التعبيرعنه بتمثال لسيدة معصوبة العينين تمسك بميزان فى يدها.. طبيعى طبعا ما تشوفش الحقيقة.. لسبب بسيط جدا جدا وواضح وضوح الشمس.. إنها مغمية عنيها.. يبقى حتشوف إزاى؟!

نوارة نجم تكتب القسر الطوعى



«لن أخون الله فيكم»، هكذا ختم السيد الرئيس محمد مرسى خطابه الأول بعد حلفه اليمين الدستورية. مشكلتى أننى أصدق الناس، يعنى راجل كبير، وأستاذ فى الجامعة، ومعلم أجيال، ويصلى ويشركنا معه فى كل فريضة يؤديها: الرئيس صلى الفجر، الرئيس صلى الضهر… الرئيس ابتسم فى وجه أحد حرسه فبكى كل من بالقصر الجمهورى، معقولة بعد كل ده يكذب؟ ده حتى عيب يعنى وشكله قدام عياله حيبقى وحش… هبلة، مش كده؟ طب ده أنا تطورت كثيرا، بالأمس القريب كنت أصدق كل من يقسم بالله: ده حلف.. يعنى حيحلف كدب يعنى؟
«لن أخون الله فيكم»… الله أصدَقُ من الرئيس ومن ظنونى. لكن ما يحدث فى سيناء من مهازل يهدد الأمن القومى المصرى، حيث إن الاشتباكات تقتصر على الطرفين: إسرائيل والجماعات المسلحة، بينما تقف قواتنا المسلحة المصرية التى برعت فى الفندقة والمكرونة وتعبئة زيت الزيتون والحلل والطاسات، تشجع اللعبة الحلوة، وملبّسانا كلنا الطاسة رسمى، التهديدات انهالت على 20 أسرة مسيحية، بينما تم الاعتداء على محل مملوك لأحد المواطنين المسيحيين، وبدلا من أن يقوم جهاز المخابرات المصرى بدوره فى تتبع التهديدات الموجَّهة بشكل طائفى لإشعال الفتنة فى مصر، وإفزاع المواطنين، أو أن تقوم قوات الأمن أو الجيش بحماية المواطنين، وإشعارهم بالأمن، الذى يستتبع الشعور بالانتماء، اهتمّ جل الناس بوصف تهجير الأسر المسيحية بـ«الطوعى»! تهجير وطوعى! ده زى سرقة بالتراضى واغتصاب بالتوافق. كم هى قبيحة نفوس المتحدثين باسم الله لدرجة جعلت الكراهية الطائفية تُعمِى أبصارهم وبصائرهم عن خطورة تهجير المسيحيين واستهدافهم بشكل طائفى فى المنطقة الأكثر خطورة وحساسية: سيناء. بس عمالين تتكلموا عن تقسيم مصر! أمال ده تقسيم على القانون والعود؟
الناس تخشى من احتلال حماس لسيناء؟ يا ريتها ترسى على كده. وأى خيانة أكبر من ترك أعز جزء من الأراضى المصرية مرتعا للإسرائيليين والعصابات المسلحة؟
«لن أخون الله فيكم»… كان محمد عزام، 47 عاما، بائع الطيور بمركز بنجا طهطا، قد ضم 10 أمتار من الأرض المجاورة له، والمملوكة للدولة، ليوسع على نفسه ضيق المكان الذى يزدحم بزوجته وأمه وأولاده الستة، فيكفيهم ما يعانون من ضيق العيش، وضيق أفق المجتمع، وضيق خلق السلطة، فقامت الدولة بتغريمه 1000 جنيه. اقتطع محمد من رغيف أولاده حتى تمكن من دفع 600 جنيه، حتى ضجت بطون أسرته بالجوع فلم يتمكن من دفع القيمة الباقية، فأصدرت المحكمة حكما بحبسه أسبوعين ودفع كفالة 20 جنيها مصريا فقط لا غير.
اقتحمت قوات الشرطة، المهزومة فى 28 يناير، والمنصورة بجبر «العسكرى» والإخوان لها، منزل عزام الفقير، وكان يتناول العشاء مع أولاده. قال لهم محمد: هى لسه الشرطة بتقتحم على الناس؟ مش بطلت من بعد الثورة؟ فسبّ الضابط محمد بأمه، فرد محمد على الضابط السباب، فما كان من القوة إلا أن قامت بسحله وجره إلى سيارة الشرطة، وقال الضابط لوالدة محمد: وحياة أمك ما حتشوفيه تانى. لكن والدة محمد «شافته تانى»… وهو جثة هامدة.
«لن أخون الله فيكم»… تصدق بالله يا ريس.. أهو الشهيد محمد عزام صدّقك كما صدّقتك أنا تماما، مما دفعه إلى تحدى ضابط الشرطة الذى قتله.
ما ذُكر أعلاه هو رواية زوجة محمد، أما رواية الداخلية فهى كالآتى: «لدى ضبط المذكور قام بتوجيه الألفاظ النابية لأفراد القوة إلا أنه تم احتواء الموقف واصطحابه لمركز الشرطة وأثناء إنهاء الإجراءات القانونية بوحدة مباحث المركز سقط مغشيا عليه».
وتم نقله على الفور إلى المستشفى المركزى لإسعافه إلا أنه وصل جثة هامدة -حسبما ذكرت مديرية الأمن- وأنه بتوقيع الكشف الظاهرى على المذكور لم يتبين وجود أى إصابات ظاهرية بالجثة ما عدا كدمة بالأنف، يرجح أنها حدثت نتيجة سقوط الضحية أرضا على وجهه».
منه لله محمد عزام، مش كفاية شتم الناس الأميرة الكُمَّل؟ كمان يقع مغشوشا عليه، ويموت بالقصد عشان يقطع عيش الظابط!

وائل عبد الفتاح يكتب حرب المظاليم



لا تعودوا». لن نعرف بالتأكيد من كتب هذه العبارة على سور الكنيسة المحترقة فى رفح، لكننا يمكن تخيُّل هذه النفسية السوداء التى تفرح فى طرد وترحيل عائلات من بيوتها.
لا يهم هنا هل هو قرار رسمى بالتهجير أو مشاعر خوف متضخمة عند العائلات المسيحية جعلتها ترضخ لتهديدات الجماعات الإرهابية وتترك بيوتها بعد أن اكتشفت أنه لا دولة فى سيناء يمكن أن تحميها!
دولة لم تهتز، لأن عائلات بكاملها تُجبَر (خوفا أو سياسة) على البحث عن «بيوت بديلة»، وهذا ما تكرر فى دهشور وقبله فى العامرية، وكانت التصريحات الرسمية دائما تنكر فكرة «التهجير» لا فرق بين عسكر ورئيس إخوانى منتخب.
الإنكار يدل على قبول جزئى بأن رحيل المسيحيين من مناطق التوتر هو الحل.
والإنكار هو المقدمة للحل الذى يتلخص فى ٣ خطوات:
1- مجلس عرفى بقيادة متطرفين يغلِّبون الأمر الواقع على كل شىء.
2- يعود بعض المسيحيين فى حالة الضغط الإعلامى أو الحقوقى.
3- لا يحاكَم أحد من المتسببين فى التهجير القسرى وهو جريمة لم يحاكَم أحد بسببها.
الشخص الذى وجّه رسالة «لا تعودوا» إلى المسيحيين فى رفح ليس بالضرورة إرهابيا ولا منتميا إلى جماعات مغلقة.. لكنه ابن ثقافة ترى أن هذا البلد ضيق على أهله ولن يتحملنا جميعا.
وهنا لا بد من فرض أمر واقع بالضغط على أكثر من جهة.. أهمها ترهيب المسيحيين أو نشر مشاعر الخوف التى تجعلهم لا يشعرون أنهم مواطنون، ولكن ضيوف يجب أن يقبلوا بحقوق منقوصة فى إطار «بلطجية الأغلبية».
إنها حرب المظاليم.
الدولة المستبدة ظلمت الجميع ولم تعترف بمواطنة إلا الدائرة الصغيرة المحيطة بالسلطة.
الملايين خارج هذه الدائرة هم مظاليم.. وضحايا.
ولأن تفكير الضحية والمظلوم مغلق، لا تجد طريقا للتخلص من الظلم إلا بظلم الأطراف الأضعف.
هذا هو الوعى الذى كرس الأفكار الطائفية والعنصرية الساذجة وجعلها عصب تفكير طائفى/عنصرى مغروس فى تربة، ليس لها تاريخ فى الطائفية أو العنصرية.
هكذا تحولت الثورة إلى حرب مظاليم.
حرب تقودها تنظيمات خارجة من ثقافة ترى الحل فى تحويل البلد كله من شعب إلى قبيلة.
الشعب متعدد والقبيلة نُسخ متشابهة.
يريد المظلوم المسلم أن يقتل المظلوم المسيحى ليشعر بانتصاره على الظلم.
ويريد الرجل أن يعيد المرأة خطوات ليشعر بذكورته المنقوصة.
هذه هى العقلية التى ترفض أن نتساوى جميعا فى المواطنة، تتصور أن المواطنة يمكن أن تخضع لكتالوج يقصى كل من هو خارجها.
هذه العقلية المنحطة تريد فرض سلطتها الآن، بعد أن غابت السلطة التى كانت تقهر الجميع.
هذه العقلية التى رضيت بالقهر تريد فرض قهرها من جديد، تريد أن تحول العلاقة بين الرجل أو المرأة إلى هوس ذكورى بإخفاء المرأة وتجعل الهوية الدينية بوابة الحصول على الحقوق أو الشعور بالأمان.
هذه العقلية تعادى ما ليس يشبهها.
ولهذا يلمع المتطرف الآن.. ماذا ستفعل مع المختلف معك؟ هل تقتله؟ هل سيقتل الإسلاميين المختلفين معه أم سيجبرهم على الرحيل من مصر؟
هل سيفرضون مصر المتخيلة فى عقل مشايخهم، وساعتها انتظروا حروبا أهلية يومية وخروج مصر كلها من التاريخ وإعلانها تحت احتلال وطنى جديد.
الثورة خلصتنا من احتلال الجنرالات والآن المشايخ يريدون إعلان وقوع مصر فى أسر الغزاة.
يا من كتبت هذه العبارة بعد أن أحرقت الكنيسة..
أنت منحط وإرهابى.
لن يزيد تدينك بهذه الجرائم.
والأهم أن تعرف أنك لست وحدك فى هذا البلد.
لا أنت ولا من يشبهونك.
هذا بلد، حياته فى تنوعه، والمواطنة فيه ليست مِنَحًا توزَّع حسب الهوية الدينية أو الجنسية.
هذا بلد سىموت إذا مات فيه حق الأقليات أو انتصر المظلوم الأكثر عددا على المظلوم الأقل عددا.. أو قُهر فيها الفرد لصالح القطيع، فالثورة لم تكن دورة فى مصارعة المظاليم.

عمر طاهر يكتب 3 احلام


(1)
فتاة رقيقة ترتدى ملابس رياضية بيضاء اللون وتقود دراجة ملونة مبهجة، تترك دراجتها فى حيازتى وتختفى، أفكر كثيرا فى الهروب بالدراجة لكن شيئا قويا بداخلى يمنعنى، أرهقنى الصراع بين رغبتى فى سرقة الدراجة وتأنيب ضميرى على شىء لم أفعله، قررت أخيرا أن أترك الدراجة فى مكانها وأنصرف.
بعد عدة خطوات وجدت أمى فى محل للمشويات ترحّب بضيوف لا أعرفهم، كان هناك حارس ضخم أسمر يبتسم لى، اقتربت منه بحذر، صافحته فقال لى إن والدتى تحتفل بعيد ميلادى، فقلت له إن اليوم لا يوافق تاريخ ميلادى، فقال إن الحياة مليئة بالأسرار.
كانت أمى تودّع ضيوفها عند باب آخر للمحل وكان بينهم الفتاة صاحبة الدراجة.
(2)
فى منزل العائلة زحام ما، بين الزحام فتاة يعرفها ويشتهيها، طلب منها أن يتوجها معا إلى أحد الأركان ذات الضوء الخافت، وطلب منها أن لا تحدث ضجيجا بكعب الحذاء العالى حتى لا توقظ أهله.
تستجيب لطلبه فى الخطوات الأولى لكنها تفقد السيطرة على صوت طرف كعبها المعدنى فى أثناء سيرها فوق أرض خشبية، انزعج بشدة من هذا الاستهتار، فحملها بعنف وفتح باب الشقة ليطردها، كانت هى تشعر بالإهانة فتشبثت به بقوة، لكنه نجح أخيرا فى التخلص منها، ثم شعر فجأة بضيق عارم عندما اكتشف أنه فى أثناء تخلصه منها اضطُرّ إلى أن يهبط معها عدة درجات من السلم.
(3)
بيت قديم واسع، تصميمه يشبه تصميم البيوت الكبيرة التى يسكنها الأعيان فى الريف.
أتأمل الشبابيك الطويلة الواسعة وأنا فى حالة مزاجية جيدة جدا.
أحاول الخروج من البيت والذهاب لشراء بعض الطعام، عند باب البيت وجدت امرأة طيبة تقف مبتسمة.
كان البيت يطل على نهر هادر ماؤه رائق ويجرى سريعا، وفى الوقت نفسه كانت الأمطار تهطل بشدة.
تراجعت عن المشوار ووقفت عند الباب أتأمَّل المشهد.
كان بداخلى يقين أن هذا البيت لم يكن يطل على أى نهر من قبل.

Saturday, September 29, 2012

عشرات الأقباط يتظاهرون أمام الاتحادية للتنديد بتهجير مسيحيى رفح




يشهد محيط قصر رئاسة الاتحادية، تظاهرة لعشرات الأقباط، للتنديد بتهجير أسر قبطية برفح إلى العريش، مطالبين بعودتهم وتوفير الأمن لهم، ورفع المتظاهرون لافتات مكتوب عليها" يا مسيحى ساكت ليه قطعوا لسانك ولا إيه"، "سينا بتضيع مننا". 

وهتف المتظاهرون قائلين" ياللى بتسكت على التهجير بكره هتبقى عبد أجير"، "مصر دولة للجميع مش للمرشد والقطيع"،" سينا لكل المصريين مش لحماس ولا فلسطين". 

من جانبه، قال أشرف جورج، العضو المؤسس لحركة الحقوق المدنية للمسيحيين، الجهة الداعية إلى التظاهرة: يجب على الدولة والحكومة أن تحدد هل هى موافقة على التهجير أم لا؟ فإن كانت موافقة فهذا اضطهاد، وإن لم توافق فلماذا لم توفر لهم الأمن. 

وأضاف جورج، أن الأقباط مواطنون أصليين، وعلى الدولة حمايتهم، موجهاً رسالة إلى المسيحيين ألا يسكتوا على التهجير كما تم تهجير الأقباط فى العديد من المناطق ليأتى الدور على مناطق أخرى، مطالبا الدولة بإسقاط مواد التمييز من الدستور.

نائب برلماني: تهجير الأقباط من سيناء يعني تحويلها إلى قندهار جديدة




استنكر النائب البرلماني هيلاسلاسي غني ميخائيل، عضو مجلس الشورى بمحافظة المنيا، تهجير الأقباط من سيناء، محذرا من أن تتحول سيناء إلى ''قندهار جديدة''، على حد قوله.
وقال ميخائيل، وهو رئيس الكتلة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار، في بيان له يوم السبت، إن الدولة يبدو أنها تنصاع لرغبات المتشددين وتبارك إرهاب الأقباط، مشيرا إلى قول محافظ شمال سيناء والأجهزة الأمنية بأنهم غير قادرين على حماية الأقباط، بعد تهجير 9 أسر مسيحية في رفح.
وأوضخ النائب البرلماني أن ''الأقباط الذين انخرطوا ببسالة في الجيوش المصرية على مر التاريخ والذين سجل لهم التاريخ رفضهم كل وصاية أجنبية يستحقون أن توفر الدولة لهم الرعاية الواجبة وتضبط من أطلق الرصاص تجاه مسيحيو رفح''.
وتساءل ميخائيل: ''من صاحب الولاية الحقيقية الآن على شبه جزيرة سيناء هل السلطة المصرية أم فكر التطرف والإرهاب وإذا كانت السلطة ممثلة في محافظ الإقليم الذي ينوب عن رئيس الجمهورية والحكومة تنصاع بشكل غير مباشر لرغبات الخارجين عن القانون و الإرهابيين فمن إذا سيتصدى لمحاولات تقسيم مصر أو يحمينا من تحول سيناء ''لقندهار'' جديدة؟'' كما قال.

تركيا تشن غارات جوية شمالي العراق




أعلنت مصادر محلية عراقية، السبت، أن طائرات حربية تركية نفذت غارات متكررة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية في شمال العراق.

وأكد مدير ناحية «سنكسر» شمال السليمانية، عبد الرزاق بايز، أن «الطائرات التركية نفذت الهجوم الأول بعد منتصف ليل الخميس، والثاني بعد ظهر الجمعة». وتابع أن «الغارة الأخيرة كانت مساء الجمعة».

من جهته، قال المتحدث باسم حزب العمال الكردستاني الانفصالي إن «الطائرات الحربية التركية قصفت خلال الـ24 ساعة الماضية مناطق مدنية في جبال قنديل» الواقعة في شمال غرب العراق. وأكد «عدم وقوع خسائر بشرية بين صفوف عناصر حزب العمال ولا بين المدنيين».

غير أن أضرارا مادية أصابت عددًا من الحقول الزراعية المنتشرة في قرى بينها بيوريز وبائيوان ودويلي وئينزي وكورتك وكوبتان، التابعة لناحية سنكسر، في قضاء قلعة دزة، على بعد 160 كلم شمال السليمانية، 270 كلم شمال بغداد.

ويخوض حزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره عدة دول منظمة إرهابية، نزاعا مسلحا منذ العام 1984 مع السلطات التركية، وقد أوقع هذا النزاع حتى الآن ما لا يقل عن 45 ألف قتيل.

وتنفذ الطائرات الحربية التركية غارات متكررة لاستهداف معاقل حزب العمال الكردي التركي في شمال العراق.

سياسيون وأحزاب ينتقدون «تهجير أقباط رفح» ويطالبون بسرعة إعادتهم




طالب عمرو موسى، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، ورئيس حزب المؤتمر، بسرعة التحقيق، فيما وصفه بـ«التهجير القسري لأسر قبطية من مدينة رفح بسيناء»، مضيفًا عبر صفحته على موقع التدوينات القصيرة «تويتر»: «أطالب الحكومة بسرعة التدخل للتحقيق في حدوث تهجير قسري للأسر القبطية من رفح»، مؤكدا أن «مشكلات سيناء اجتماعية قبل أن تكون أمنية».

من جانبه، وصف الدكتور عفت السادات، رئيس حزب مصر القومي، ما حدث في سيناء بــ«الإجرام الذي لا يقبله أي دين أو شرع»، مطالباً في تصريح صحفي، الشعب المصري بـ«الاتحاد خلف قيادته، وقواته المسلحة، حتى يتم تطهير سيناء بالكامل من العناصر الإرهابية وإعادتها إلى السيادة الوطنية فى أسرع وقت».

وفي السياق نفسه، استنكر حزب «التجمع» ما وصفه بـ«الرضوخ المهين من الإدارة المصرية لتهديدات حفنة من الإرهابيين، وتهجير جميع المسيحيين من منطقة رفح».

واعتبر الحزب، في بيان أصدره، السبت، أصدره أمس، أن «سيناء لم تعد تحت السيطرة المصرية الرسمية، وأن هناك عدة تساؤلات حول ما إذا كان هؤلاء الإرهابيون قريبي الصلة بحركة حماس، القريبة من جماعة الإخوان المسلمين، قد سيطروا على رفح إلى درجة رضوخ جميع الأجهزة الأمنية والإدارية لمطالبهم، ويعني قرب إعلان إمارة إرهابية في رفح».

واتهم بيان حزب التجمع محافظ شمال سيناء بـ«استسهال عملية تهجير الأقباط، حينما صرح بأن المسألة هي مجرد نقل مواطنين من رفح إلى العريش وخلاص».

وحذر الحزب من أن ما حدث «سيفتح على مصر أبواب جهنم»، بحسب وصفه، مطالباً الرئيس مرسي باتخاذ إجراء حاسم وفرض الإرادة المصرية على هذه «المنطقة الحساسة من أرض مصر»، وإعادة جميع المسيحيين إلى مساكنهم، وقطع كل يد تمتد بالاعتداء عليهم.

كما استنكر حزب «مصر الحرية» ما تعرض له أقباط رفح، معتبراً ذلك «استمرارا لانسحاب سلطة الدولة من شمال سيناء، وغموض موقف العمليات العسكرية المستمرة منذ منتصف الشهر الماضي».

الجنزورى يبحث مع المالية والتأمينات تعظيم عوائد استثمار أموال التأمينات



قالت وزيرة التأمينات والشئون الاجتماعية نجوى خليل اليوم السبت، إن اجتماعا حضرته إلى جانب وزير المالية ممتاز السعيد ورئيس الوزراء السابق كمال الجنزورى ورؤساء صناديق التأمينات، ناقش تعظيم عوائد الاستثمار فى أموال التأمينات.

وأضافت نجوى خليل، فى تصريح صحفى، أن الاجتماع الذى عقد أمس الأول الخميس ناقش تنفيذ توجيهات رئيس الوزراء هشام قنديل بشأن مشروع القانون الخاص بتعديل قانون التأمينات الصادر بالقانون رقم 79 لسنه 1975 والذى وجه أيضا بعقد اجتماع مشترك لدراسة التعديلات بين كل من وزارات التأمينات والمالية والتخطيط، تمهيدا لعرض مشروعات التعديلات المقترحة على مجلس الوزراء، بالإضافة إلى تعظيم عوائد استثمار أموال التأمينات.

وعن استثمار أموال التأمينات أشارت الوزيرة إلى وجود العديد من أوجه الاستثمار التى تقوم الهيئة القومية للتأمين الاجتماعى باستثمار أموالها فيها ومنها أذون الخزانة وسندات مصرفية وودائع بالبنوك المختلفة، إلى جانب الاستثمار فى بعض الشركات مثل شركة الإسكندرية للزيوت المعدنية وشركة سيدى كرير للكيماويات.

وأوضحت إن الصندوق الحكومى يقوم باستثمار جزء من الأموال فى البورصة يقدر بحوالى 1.6 مليار دولار بنسبة لا تتعدى 5% من أموال الصندوق، مشيرة إلى أن الوزارة قامت بعمل مناقصة لاختيار 6 شركات مصرية بهدف إدارة المحفظة المالية للتأمينات داخل البورصة. 

يذكر أن الدكتور هشام قنديل أكد خلال الاجتماع الذى عقده الأربعاء الماضى على ضرورة حصول وزارة التأمينات على هذه الأموال.

وقد عقب على ذلك وزير المالية قائلا: "لقد تم إثبات قيمة الأموال المستحقة على الخزانة العامة حتى 30/6/2011 والبالغة 141.7 مليار جنيه، وذلك من خلال جدولة سدادها وبالفعل أصدرت وزارة المالية صكا بقيمة 10% منها بمبلغ حولى 14 مليار جنيه بعائد 9% سنويا".

وأضاف أنه تم الاتفاق أيضا على استبدال جزء من المديونية فى شكل حصص عينية تحصل عليها وزارة التأمينات، وذلك بعد إجراء الدراسات والبحوث اللازمة لكيفية إدارة هذه الحصص وبعدها سوف يتم التوافق حول مقدار وحجم الحصص التى سوف تحصل عليها وزارة التأمينات.

الاتفاق بين الخرطوم وجوبا يستأثر باهتمام الصحف السودانية



ركزت الصحف السودانية الصادرة السبت 29 سبتمبر، جل اهتمامها على الاتفاق الذي وقعه الرئيسان عمر البشير وسلفاكير ميارديت في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا.

وأشارت إلى الاستقبال الحافل الذي حظى به البشير لدى عودته إلى الخرطوم الجمعة 28 سبتمبر بعد توقيع الاتفاق مع رئيس دولة جنوب السودان .

وفي هذا الإطار، ذكرت صحيفة "الرأي العام" أن سلفاكير طلب من البشير إسهام الخبرات السودانية للمساعدة في إعادة ضخ نفط الجنوب ، وأضافت أن وزير النفط الجنوبي ستيفن ضيو داو سيصل الخرطوم خلال الأسبوعين المقبلين لبحث سبل تنفيذ الاتفاق النفطي ومعالجة إعادة ضخ النفط عبر الأراضي السودانية .

ومن جهتها، تناولت صحيفة "الجريدة" تحديات تنفيذ الاتفاق وقالت إن من أكبر التحديات مسألة التنفيذ والجدية خاصة وأن الاتفاق قد مس جوانب حيوية تشمل التجارة والبترول والأمن.

ورأت الصحيفة أن طبيعة الاتفاق والظرف الذي تم فيه والجهود التي بذلت كافية لتكون الضامن لتنفيذه دون تلكؤ ودون عقبات ، وأضافت أن الاتفاق يمثل تحديا للإرادة السياسية ولقيادات البلدين، وفسحة للخروج مما يهدد الدولتين وشعبيهما، وسانحة للتمكين وتفجير الطاقات وتوظيف الجهود لصالح التنمية المفقودة، وفرصة لان يعود الشعبان إلى ما كانا عليه من قبل.

كما تناولت صحيفة "الصحافة" مفاوضات أديس أبابا وقالت إنها وضعت خلفها 14 شهرا من التوتر، وأشارت الى أن سلفاكير رفض رهن علاقة جوبا مع الخرطوم بقضية "أبيي" .

أما صحيفة "ألوان" فقد نقلت عن نائب الرئيس السوداني الحاج آدم يوسف قوله إن اتفاقية أديس أبابا لم تخرج عن ثوابت السودان في التفاوض ، فيما قالت صحيفة "الانتباهة" إن توفر الإرادة السياسية بين الخرطوم وجوبا ضروري في المرحلة المقبلة.

صحيفة "الوطن" نقلت عن إدريس عبد القادر رئيس وفد السودان المفاوض قوله إن المجتمع الدولي تعهد بإعفاء ديون السودان خلال عامين ، وأوردت الصحيفة ترحيب جماعة أنصار السنة المحمدية بالاتفاقية وعنونت "الميرغني يهنىء بالاتفاق" .

وأشارت صحيفة "السوداني" من ناحيتها إلى أن الاتفاق الأمني يحظر دعم وإيواء الحركات المسلحة، فيما نقلت صحيفة "آخر لحظة" تأكيد الرئيس عمر البشير أن الاتفاق مع الجنوب هو نهاية لكل المشاكل والقضايا الخلافية بين البلدين .

وذكرت صحيفة "الأهرام اليوم" نقلا عن وزير الدفاع عبد الرحيم حسين أن هناك آلية لفك الارتباط بين الجيش الشعبي والفرقتين التاسعة والعاشرة بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق باعتبار ذلك الضمانة الأكيدة لاستقرار الأمن وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه من جوانب أمنية 

نفوذ الاسلاميين يتراجع في الصومال لكن السلام لا يزال بعيدا



تراجع نفوذ الاسلاميين الشباب في الصومال بعد خسارتهم اخر معقل لهم في كيسمايو، لكن هذا البلد لن يعرف السلام الا اذا اظهرت السلطات الجديدة قدرتها على ملء الفراغ بعد 21 عاما من انعدام السلطة المركزية.

واضطرت حركة الشباب المتحالفة مع القاعدة الى الانسحاب ليل الجمعة السبت من ميناء كيسمايو في جنوب الصومال تجنبا لهجوم تشنه القوات الكينية التي تشكل جزءا من قوة الاتحاد الافريقي.

وقال يواكيم غونديل ان "خسارة كيسمايو تشكل منعطفا لان الشباب خسروا مصدرا رئيسيا لعائداتهم"، في اشارة الى صادرات الفحم التي كانت تؤمن للاسلاميين قسما كبيرا من عائداتهم.
واضاف هذا المحلل في مركز "برايد اناليتيكس" "عليهم الان ان يعولوا في شكل كبير على التمويل الخارجي الذي لن يحصلوا عليه بسهولة ربما، بعد سقوط انظمة تدعم مجموعات متطرفة مماثلة"، في اشارة الى ليبيا في عهد معمر القذافي.

وحركة الشباب التي انبثقت العام 2007 هي من بقايا حركة اسلامية سابقة هي اتحاد المحاكم الاسلامية التي طردها الجيش الاثيوبي من مقديشو. وتعاظم نفوذ الحركة العسكري حتى كانت على وشك الاطاحة بالرئاسة الصومالية في مقديشو في ايلول/سبتمبر 2010.

لكنها سرعان ما تراجعت بضغط من قوة الاتحاد الافريقي في الصومال التي تمكنت من طرد مقاتليها من العاصمة الصومالية في اب/اغسطس 2011، وذلك قبل ان تصل الكتيبتان الكينية والاثيوبية اللتان كبدتا المتمردين خسائر متتالية في معاقلهم بلدوين وبيداوة وافقوي وافمادو واخيرا كيسمايو.

واعتبر غونديل ان "هذا الامر يمثل نهاية الشباب كحركة متمردة تسيطر على مناطق".

في المقابل، رات لورا هاموند من معهد الدراسات الشرقية والافريقية في لندن ان "خسارة كيسمايو هي ضربة كبرى مني بها الشباب لكنني لن اقول انها نهاية الحركة"، لافتة الى ان "الاسلاميين لا يزالون يسيطرون على اقسام كبيرة من الجبال الجنوبية وبعض المدن الصغيرة".

وينطبق هذا الامر على جوهر التي تبعد تسعين كلم شمال مقديشو والتي باتت راهنا اخر معاقل الشباب.

وحذر المتمردون من انهم سيكثفون الهجمات الانتحارية التي يشنونها منذ اشهر في الصومال وكينيا المجاورة، وذلك ردا على هزائمهم العسكرية.

ولكن بعيدا من التطورات الميدانية، فان المعركة المقبلة في الصومال ستكون سياسية. فهذا البلد الذي يضم ثمانية ملايين نسمة قادته منذ العام 2000 سلطات انتقالية لا تتمتع بشرعية فعلية ولا برصيد شعبي. وقد بات له منذ اب/اغسطس برلمان جديد ومنذ العاشر من ايلول/سبتمبر رئيس انتخبه هذا البرلمان هو حسن شيخ محمود (56 عاما) الذي يحظى باحترام المجتمع المدني.

وراى محمد عبدي افي السفير الكيني السابق في الصومال ان السيطرة على كيسمايو "هي رسالة الى الشباب وجميع المجموعات الاجرامية الاخرى ان اللعبة انتهت"، في اشارة الى 21 عاما من الحرب الاهلية.

واضاف هذا النائب عن دائرة كينية مجاورة للصومال ان "هناك حكومة شرعية في الصومال والجهود التي تبذلها كينيا تهدف الى ارساء الاستقرار في كل انحاء البلاد والسماح للحكومة الوطنية بالسيطرة في شكل تام على اراضيها".

لكن المشكلة ان الحكومة الصومالية تعول على جيوش اجنبية لحفظ النظام، وهي مضطرة بحكم الامر الواقع الى ترك امر الولايات لميليشيات وقبائل غالبا ما تخوض نزاعات.

وقالت لورا هاموند "من المهم الاقرار بان الشباب كانوا يحظون بنوع من التاييد الشعبي في جنوب الصومال. فمنذ ستة اعوام يوفر هؤلاء الامن لمنطقة في حاجة ماسة اليه".

واضافت "للقضاء فعليا على الشباب، على الحكومة الجديدة ان تثبت اولا لمناصريهم انها قادرة على الاقل على ضمان هذا الامن بالمقدار نفسه".

وعلى الصومال ايضا ان تتجاوز "تاريخها" من النزاعات بين القبائل. وفي هذا الاطار نبه غونديل الى ان "الخلافات لا تزال قوية جدا (بين القبائل) واذا لم تتمكن الحكومة الجديدة من التعامل مع هذا الامر، فان الشباب قد يستغلون ذلك للعودة الى الساحة".

يبقى ان الانتشار الكثيف للقوات الاجنبية (17 الف جندي بوروندي واوغندي وكيني في اطار قوة الاتحاد الافريقي، اضافة الى كتيبة منفصلة تضم الاف الجنود الاثيوبيين) يترك صدى سيئا لدى الصوماليين.

وعلقت هاموند ان "انسحاب القوات الاجنبية السريع سيكون في محله، ولكن اذا تم ذلك قبل ان يصبح الجيش الصومالي قادرا على الحلول محل تلك القوات فسيصب ذلك في مصلحة الشباب الذين سيحاولون استعادة مناطق".

التعليم :منع المحمول لمرحلتي رياض الأطفال والابتدائية والكتب الخارجية



أصدرت وزارة التربية والتعليم قرارا بمنع دخول الكتب الخارجية داخل إدارات ديوان عام الوزارة أو توزيعها على العاملين بها .

وقال رئيس الإدارة المركزية للأمن اللواء حسام أبو المجد في تصريح السبت إن القرار يأتى فى أعقاب انتشار ظاهرة قيام بعض المطابع المتخصصة بطبع الكتب الخارجية وتوزيعها على العاملين بديوان عام للوزارة .

وأصدر الدكتور إبراهيم غنيم وزير التربية والتعليم تعليمات للمديريات التعليمية بالتنبه على طلبة المدارس برياض الأطفال والمرحلة الابتدائية بعدم استخدام المحمول في المدارس الحكومية والخاصة نظرا لخطورة ذلك على صحتهم.

وأكد وزير التعليم ضرورة أن يتم إعلان ذلك في المدارس على لوحة إعلانات المدرسة أو في مكان بارز, ويراعي إخطار أولياء الأمور بذلك, على أن يتم تنفيذ هذه التعليمات ابتداء من الأسبوع الحالي.

وشدد غنيم على حظر استخدام المعلمين للمحمول داخل حجرات الدراسة أو بالقرب من الأطفال.

يأتي ذلك في إطار حرص وزارة التربية والتعليم على صحة الطلاب وخاصة في رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية, وفقا لما أثبتته الدراسات والبحوث الخاصة بتأثير أجهزة المحمول (الموبايل) على صحة الأطفال, حيث يتأثر الأطفال بأضرار صحية من تأثير هذه الأجهزة تزيد بمقدار الضعف عن تأثر الكبار بها.

ابراهيم عيسى يكتب جحا هو الحل.. أحيانًا



لم يكن أبدًا أبله ولا مغفلاً، ولكنه كان مفكرًا ومدركًا أن وسط أنواء وأجواء الاستبداد العربى لا يمكن -خصوصًا مع الحكام المجانين باسم الدين أو باسم السلطة- أن تقول لهم كلمة الحق دون أن تطير رقبتك.
إنه جحا الذى التزم القول الساخر والضحك الساحر، وعمل فيها عبيط، لكى يقول كل ما يريد دون أن يتأذى من حاكم أو قاضٍ.
فمَن هو جحا؟
بداية نصيحة مهمة، وهى أن تنسى كل ما سمعته عن الرجل.
فالمفاجأة أنه لم يكن جحا الذى تتصور أنك تعرفه.
أكثر سؤال سألتْه الناس لنفسها عن جحا هو هل جحا ده حقيقى؟
منذ نعومة أظفارك ونعومة أفكارك ونعومة حياتك وأنت تسمع عن جحا.
فمَن هو جحا؟
أول خيط بين أيدينا وأقدم مصدر ذُكر فيه جحا ونوادره هو كتاب للجاحظ المتوفَّى سنة 255هـ، فقد ذكر نادرة واحدة بطلها جحا، نفهم منها أنه كان معروفًا فى أوائل القرن الثالث الهجرى.
المصدر الثانى هو كتاب «الفهرست» لابن النديم الذى ألَّفَه سنة 377هـ، تحت فصل بعنوان «نوادر جحا»، وهذا يعنى -كما يقول الدكتور محمد عبد الله النجار- «أن نوادر جحا العربى قد باتت مشهورة فى القرن الرابع الهجرى، حتى وجدت من شهرتها مَن يهتم بها ويجمعها ويدوِّنها».
لكن إذا قرأت أو فتَّشت عن حكاياته كلها مع الملوك، وقد تعددت رواياتها واختلف فيها الحكام من تيمورلنك إلى أبو مسلم الخرسانى أو إلى الخليفة فى القاهرة وبغداد، فإنك ستجد جحا المعارض الصارخ الشجاع، لكن من وراء وجهه اللى عامل فيها عبيط.
وبين الحمق والجنون اختلف الرواة فى وصف جحا، إلى أن جاء المؤلف الأشهر ابن الجوزى، وخرج برأى جديد فى كتابه «أخبار الحمقى والمغفلين»، حيث روى عن جحا ما يدل على فطنة وذكاء، إلا أن الغالب عليه التغفيل، وأن بعض من كان يعادى جحا دسَّ عليه ووضع أكاذيب الحماقة والغباء فى سيرته.
قال رجل لجحا: سمعت من داركم صراخًا، قال: سقط قميصى من فوق، قال: وماذا فى ذلك؟ قال: يا أحمق لو كنت فيه أليس كنت قد وقعت معه؟
ومات جار له، فأرسل إلى الحفّار ليحفر له، فجرى بينهما خلاف فى أجرة الحفر، فمضى جحا إلى السوق واشترى خشبة بدرهمين وجاء بها، فسُئل عنها، فقال: إن الحفار لا يحفر بأقل من خمسة دراهم، وقد اشترينا هذه الخشبة بدرهمين لنصلبه عليها ونربح ثلاثة دراهم ويستريح من ضغطة القبر ومسألة منكر ونكير.
وهبَّت يومًا ريحٌ شديدةٌ، فأقبل الناس يدعون الله ويتوبون، فصاح جحا: يا قوم، لا تعجلوا بالتوبة وإنما هى زوبعة وتسكن.
وحُكى أن جحا دفن دراهم فى صحراء وجعل علامتها سحابة تظلها.
ومات أبوه فقيل له: اذهب واشتر الكفن، فقال: أخاف أن أشترى الكفن فتفوتنى الصلاة عليه (كأنه ممكن يُصلَى عليه من غير كفن).
وسمع قائلاً يقول: ما أحسن القمر، فقال: أى والله خاصة فى الليل.
لكن مع كل هذا الغفل والهبل، فإن مؤرخًا عظيمًا مثل الذهبى يقول عن جحا: إن أمه كانت خادمة أنس بن مالك، وكان الغالب عليه السماحة وصفاء السريرة، فلا ينبغى لأحد أن يسخر به إذا سمع ما يُضاف إليه من الحكايات المضحكة، بل يسأل الله أن ينفعه ببركاته، وأغلب ما يذكر عنه من الحكايات المضحكة لا أصل له وقد ذكره غير واحد، ونسبوا إليه كرامات وعلومًا جمة.
ولقد ترجم الذهبى فى «سِير أعلام النبلاء» لجحا، ونقل عن عباد بن صهيب: حدثنا أبو الغصن جحا، وما رأيت أعقل منه، ولعله كان يمزح أيام الشبيبة، فلما شاخ، أقبل على شأنه، وأخذ عنه المحدثون.
هل عرفت أن جحا الحقيقى كان فقيهًا وصاحب علم وكرامات، ولعله كان مرحًا وابن نكتة وصاحب مواقف مضحكة، فاستهبل 
البعض وطلعوه فى الكتب راجل أهبل!

«برهامي»: قيادي بالإخوان قال لي قبل نتيجة الرئاسة «إحنا خلّصنا مع العسكري» .




اعترف ياسر برهامي، النائب الأول لرئيس الدعوة السلفية، بلقائه بالفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسي الخاسر، قبل إعلان نتيجة انتخابات الإعادة بيوم واحد، وقال إنه التقى «الإخوان والمجلس العسكري» أيضًا، في إطار مبادرة من الحزب للإصلاح والطمأنة لمؤسسات الدولة، لعدم سيطرة فصيل سياسي واحد على مفاصل الدولة، وبعد لقائه بكل الأطراف وعرض المبادرة، اتصل به قيادة إخوانية وقال: «إحنا خلصنا مع المجلس العسكري»، بحسب ما قاله «برهامي» .

وقال «برهامي» إنه واثق أن هناك أيادي خارجية وراء أزمة حزب النور، لكنه لا يملك الدليل الذي يحدد تلك الأيادي، وإنه توجد تيارات أخرى ستنتفع بأزمة الحزب، وإن الأمر تفاقم مع القرارات الأخيرة للدكتور عماد عبد الغفور.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي، عقده «برهامي»، على هامش حفل زفاف لأحد أعضاء الحزب بكفر الدوار، مساء الجمعة، قال خلاله إن الحزب نشأ كذراع سياسية للدعوة السلفية، ويجب أن يظل كذلك من خلال أبناء الدعوة، مشيرًا إلى أن 95% من أعضاء الحزب مع قرارات الهيئة العليا، ونسبة الاستقالات من الحزب لا تتجاوز 5% من الأعضاء.

وعن وضع آيات من الإنجيل في المناهج التعليمية، التي كان يهاجمها السلفيون، بعد وعد الفريق أحمد شفيق المرشح الرئاسي الخاسر بها في الانتخابات، قال نحن ضد وضع كلام من الإنجيل في منهج اللغة العربية باعتبار الإنجيل مترجمًا، وسنعترض عليه، ولن نمانع في وضعه بمنهج التربية الوطنية مالم يكن مخالفًا للقرآن والسنة.

 وأضاف أنه يرفض إجراء انتخابات رئاسية جديدة عقب الاستفتاء على الدستور، مستندًا إلى أن الانتخابات الأخيرة كانت نزيهة، وأنه يجب أن يُكمل الدكتور محمد مرسى مدته، واعتبر أن أداء الرئيس كان جيداً خلال الفترة السابقة، رغم أنه لم يلتزم باتفاقاته مع حزب النور أثناء الانتخابات، حيث كان الاتفاق على تشكيل حكومة ائتلافية بنسبة تمثيل الأحزاب في البرلمان، ولكن لم يتم العرض على الحزب سوى وزارة البيئة، وعندما اعترض الحزب عرضوا أيضًا وزارة القوى العاملة.

قطر ترفض تصدير الغاز لمصر.. وتعرضه على إسرائيل بدولارين




كشفت جريدة الجمهورية أن الحكومة القطرية رفضت توقيع عقود تصدير الغاز إلي مصر، ولم تنفذ وعودها للقيادة المصرية بامداد مصر بحاجتها من الغاز القطري، في نفس الوقت الذي عرضت فيه علي إسرائيل امدادها بالغاز مقابل دورلاين لكل مليون وحدة حرارية.

وأوضحت الجريدة أن قطر بررت موقفها المفاجئ بأنها لا تمتلك الغاز، وطلبت من الحكومة المصرية التفاوض مع الشركات العالمية العاملة علي أرضها حول تصدير الغاز القطري لمصر، في ذات الوقت الذي تعلم فيه أن مصر تمر بعلاقات متوترة مع هذه الشركات نتيجة تراكم مستحقات هذه الشركات لدي الحكومة المصرية.

وقالت جريدة الجمهورية في عدها الصادر اليوم، أن مصادرها الخاصة أكدت على أن الموقف القطري المفاجئ أحدث بلبلة كبري وتوتراً شديداً داخل وزارة البترول المصرية، خاصة أن زيارة وزير البترول المهندس أسامة كمال لدولة قطر لم تحقق النتائج الإيجابية المرجوة منها.

وكشفت المصادر أن الرفض القطري المفاجئ جاء كنوع من الضغط علي الحكومة المصرية والشعب المصري لقبول منح الدوحة حق تأجير وإدارة قناة السويس من باب الاستفادة بحالة المعاناة التي كابدها المصريون خلال الصيف الماضي بانقطاع الكهرباء لعدم توفير احتياجات محطات التوليد من الغاز.

وأكدت المصادر لـ”الجمهورية” أن هذا الموقف القطري خلق أزمة داخل وزارة البترول التي كانت قد أعدت الدراسات للاستفادة بالغاز القطري لضخه في الشبكة الكهربائية المصرية قبل الصيف القادم وعدم توفير احتياجات المحطات الثلاثة الجديدة المقرر تشغيلها العام القادم في العين السخنة وبنها وشمال الجيزة وتصل طاقتها إلي 3 آلاف ميجاوات.

زيادة إنتاج محصول القمح إلى 30 آردب للفدان بالشرقية



قال المهندس محى الدين عوض الله وكيل وزارة الزراعة بالشرقية أن الإرشاد الزراعى دور هام فى تطبيق التوصيات الفنية وتوعية المزارعين من خلال عدد 100 حقل إرشادى منتشرة بمراكز المحافظة تجربة الزراعة على مصاطب بعد التسوية الجيدة للتربة مضيفاً أن هذه التجربة نجحت فى زيادة متوسط إنتاج الفدان يبلغ ( 25 – 30 أردب ) بزيادة حوالى 3.5 أردب للفدان بالمقارنة بالحقول المجاورة بالاضافة الى ترشيد استهلاك المياه.

وأضاف عوض الله فى تصريح أن المساحة المنزرعة من محصول القمح العام الماضى بلغت 403983 فدان وكانت محافظة الشرقية الاولى فى التوريد حيث بلغت الكمية الموردة ( 4304731 أردب ) تعادل 557031 طن . 

وأوضح أن محصول القمح من المحاصيل الاستراتيجية التى تهتم بها الدولة لسد الفجوة الغذائية مؤكداً على أن مديرية الزراعة بالشرقية تولى اهتماما بالغاً بهذا المحصول بدءاً من عمليات الخدمة وحتى الحصاد والتسويق .

وأضاف عوض الله أن وزير الزراعة واستصلاح الاراضى قام بتكريم عدد 8 مزارعين متميزين فى إنتاج القمح العام الماضى بالشرقية، ونظرا لنجاح هذه التجربة فقد تم وضع خطة للتوسع فى زراعة محصول القمح على مصاطب من خلال عدة محاور الأول الإهتمام بعمليات الخدمة والزراعة فى الميعاد المناسب .

أما المحور الثانى فهو تفعيل دور الإرشاد الزراعى حيث تم زيادة الحقول الارشادية هذا العام لتصل الى 250 حقل ارشادى بالاضافة الى حقل بكل جمعية زراعية تم اعتماد 89 حقل يتم الاشراف عليهم لتعميم هذه التجربة، والرابع توفير التقاوى المنتقاه عالية الانتاج من اصناف سخا 93 – سخا 94 ج 168 – جميزه ( 7،9 ،10)مصر (1 ، 2) وقد تم توزيع 29000 أردب هذا العام من الاصناف عالية الانتاج، والخامس هو التوسع فى عمليات التسوية واستخدام السطارة فى الزراعة توفيرا للتقاوى وترشيدا لاستهلاك المياه

وائل قنديل يكتب هذا العار القومى فى رفح




من حق المصريين أن يخرج عليهم مسئول ببيان واضح وكلام يحترم العقول يشرح لنا ماذا يجرى على أرض سيناء ورفح تحديدا.

من حقنا أن نعرف الحقيقة كاملة فى موضوع تهجير الأسر المسيحية من رفح، ومن وراء هذه الفاجعة الحضارية.. إن حالة غليان تنتاب المجتمع بتأثير هذه الأخبار المزعجة، التى إن صحت تكون مصر كلها وليست سيناء فقط فى مواجهة خطر حقيقى، يتجلى فى هذا الغياب الفادح للدولة عما يجرى هناك.

ويخطئ من يتصور أن عملية إجلاء وتهجير المسيحيين من تلك المنطقة مجرد مسألة طائفية، أو انفراد من قبل مجموعة من المتطرفين بالأشقاء المسيحيين هناك، ذلك أنه من الواضح أننا أمام عملية تهجير للدولة المصرية من على أرض سيناء، لكى تخلو للمسلحين والمغامرين الغامضين.. ومن العبث أن ننظر للأمر من زاوية ضيقة تقول إن جماعات متطرفة تمارس عنفا طائفيا فى بوابة مصر الشرقية، ذلك أن القصة شديدة التعقيد والإلغاز وتعبر بشكل مخيف عن غياب مصر عن سيناء، وتغييب سيناء عن مصر.

ولعل الرسالة القادمة مما يجرى فى رفح والتى تريد هذه الجماعات توصيلها للجميع أن الدولة المصرية غير قادرة على حماية أقباطها فى سيناء، ما يعنى فى نهاية المطاف أن سيناء ليست خاضعة للسيادة المصرية، وعليه فإن الصمت والسكوت أمام هذه الأنباء المأساوية يعنى تسليما من الحكومة بالأمر الواقع الذى يحاوله المتطرفون فرضه.

و إذا رضخت الدولة لعملية تهجير المسيحيين قسريا اليوم، فلن يمر وقت طويل حتى يقوم الذين فعلوها بترحيل مصريين آخرين لا يريدونهم من المنطقة لتخلو لهم فضاء مفتوحا لممارسة العربدة والعبث بالجغرافيا والتاريخ.

وفى لحظة كهذه لابد من أن تخرج علينا السلطة الحاكمة فى مصر بخطاب واضح وقاطع يجيب عن أسئلة الذعر والهلع التى تجتاح المصريين عموما والأقباط بشكل خاص، مع الوضع فى الاعتبار أنه ليس خافيا على أحد أن أطرافا دولية وإقليمية تعبث فى سيناء، كما أن هناك سيناريوهات ومخططات بدأت ملامحها فى الظهور منذ سنوات.

وليس من التجنى أن يُقال إننا ندفع الآن ثمنا باهظا لسياسات الغفلة والوهن التى حكمتنا فى الماضى، غير أن هذا لا يصلح مبررا لحالة الصمت العاجز التى تخيم على مصر الآن.. فما كان سائدا ومفروضا علينا فى مرحلة شديدة الانحطاط يجب ألا يستمر ملازما لنا بحجة تعقد الخارطة السياسية إقليميا ودوليا.

وفى مواجهة هذه السيناريوهات الكابوسية لن تستطيع الحكومة المصرية التعامل مع أزمة سيناء دون ظهير شعبى قوى يساند، ويشارك ويتصدى لاختطاف منطقة غالية وعزيزة من مصر، لكن للمساندة والمشاركة شروطا كثيرة، أولها أن تصارح الدولة شعبها بالحقائق، وتشعره بأنها دولة للجميع وليست لتيار بعينه.

عماد الدين حسين يكتب شبح صفوت الشريف فى حزب النور




خسارة.. ما يحدث فى حزب النور هذه الأيام يثبت أن أمامنا سنوات طويلة كى تكون لدينا حياة حزبية تشبه ما لدى العالم الديمقراطى.

يوم السبت الماضى كتبت فى هذا المكان مقالا عنوانه «ما يحدث فى النور يقتل الظلام» خلاصته أن الخلافات داخل الأحزاب ليست عيبا وهى أمر طبيعى يحدث داخل الأحزاب التى تعمل فى النور بعد ان هجرت العمل السرى.

الذى حدث قبل أيام ان عماد عبدالغفور رئيس الحزب اتخذ قرارات بفصل مجموعة من القيادات وردت الهيئة العليا باتخاذ قرارات مضادة منها إقالة عبدالغفور من رئاسة الحزب.

الآن كل طرف يدَّعى ان ما فعله هو «عين الشرعية» ولا نعرف من نصدق، خصوصا أن الكفة داخل الهيئة العليا تبدو منقسمة بين الجناحين.

من سوء الحظ أن ينحدر الحال داخل حزب النور إلى هذه الدرجة المؤسفة.

هذا الانحدار يذكرنا بما كان يحدث داخل الأحزاب الكرتونية والانبوبية قبل الثورة.

الحزب من هذه الفصيلة لم يكن أعضاؤه يتجاوزون المائة فى أفضل الأحوال، وقد تتدهور عضويته لتقتصر على رئيس الحزب وزوجته.

يحصل الحزب على الرخصة من لجنة أحزاب صفوت الشريف ليضاف إلى لوحة الشرف الديكورية التى كان يرسمها الحزب الوطنى ليقول إن لدينا تعددية وديمقراطية ومعارضة.

بعدها تدب الخلافات لاقتسام الكعكة التى هى عبارة عن سفريات ودعوات عشاء فى السفارات وأحيانا ظهور فى وسائل الإعلام.

إذا كان الحزب مؤيدا فهو فى أمان على طول الخط وإذا فكر فى المعارضة تتفاجأ بأن هناك مجموعة داخله قررت إقالة رئيس الحزب وتعيين بديل له. والحل يتلخص ببساطة فى عقد جمعية عمومية طارئة للحزب عبر استئجار بلطجية أو أبرياء وتسجيل أسمائهم باعتبارهم أعضاء بالحزب.

عندما قامت ثورة يناير كانت غالبية الأحزاب الكرتونية تعانى من نفس هذا المرض الانقسامى الخطير.

كنا نظن أن هذا الفيروس الخطير سوف ينتهى بقيام الثورة، خصوصا أن القيود على إنشاء هذه الأحزاب تلاشت، ولم تعد هناك حاجة للتغنى بعبارة «أزهى عصور الديمقراطية» التى كان يرددها الشريف.

أن يتكرر ذلك داخل حزب النور فالمعنى أن هذا الفيروس الانقسامى صار متوطنا داخل الحياة الحزبية المصرية.

مرة أخرى ليس عيبا أن تختلف وجهات النظر داخل أى حزب، لكن العيب كل العيب ان تختفى فجأة الآليات والقواعد الديمقراطية عند حدوث الأزمات.

ما الذى كان يمنع ان تجتمع الهيئة العليا لحزب النور لتناقش مسألة إجراء انتخابات داخلية فى الحزب أو أى قرار آخر بشأن سياسة الحزب، وبعد المناقشة يتم إجراء تصويت عليه، هذا هو الطبيعى، فإذا شعر أى طرف أو جناح أنه أقلية فعلية احترام النتيجة والانتظار لأول جمعية عمومية أو مؤتمر عام للحزب لمحاولة تغيير دفة سياسة أو اتجاه الحزب فى أى طريق يريده طالما كان الأعضاء هم الذين يقررون ذلك.

وطالما أن حزب النور قد استنسخ نفس الطريقة التى كانت تتم قبل الثورة فلا أعرف هل علينا أن نعتذر لصفوت الشريف لأن الداء يكمن داخلنا، أم نلومه لأنه صاحب نظرية تفجير الأحزاب من الداخل التى أدمنها البعض بمن فيهم الإسلاميون.

درس حزب النور الأخير يقدم لنا جرس إنذار شديد، لأنه إذا كان حزب النور حصل على ربع مقاعد مجلس الشعب، وفشل فى أول اختبار ديمقراطى داخلى، فكيف سيكون مؤمنا بممارسة الديمقراطية على المستوى الأشمل وهو الوطن.

طريق الديمقراطية صعب وطويل ومرهق ومكلف ويحتاج شخصيات تؤمن بها أولا.. ورغم كل الصعوبات فالمغامرة تستحق.

فهمي هويدي يكتب أنور وجدى مع حسن بك




حين التقى مرشد الإخوان الدكتور محمد بديع مع الفنان عادل إمام فى احتفال السفارة السعودية بالعيد الوطنى الأحد الماضى (19/9) فإن الحوار بين الاثنين لم يختلف فى جوهره عن الحوار الذى دار منذ نحو سبعين عاما بين مؤسس حركة الإخوان الأستاذ حسن البنا وبين الفنان أنور وجدى. اختلفت التفاصيل والأجواء لكن الموضوع ظل واحدا؛ الحلال والحرام فى الفن.

فى مذكراته يروى أحد رفاق الأستاذ البنا، الدكتور محمود عساف، أنه التقاه ذات صباح من أيام صيف عام 1945، فدعاه لأن يذهب إلى البنك لفتح حساب للجماعة، التى لم يكن لها أى رصيد فى البنوك آنذاك. فى مكتب رئيس البنك جلسا على أريكة فى حين كان أحد العملاء يحدثه وظهره للضيفين. رحب بهما رئيس البنك (شومان بك) بصوت عال، فالتفت نحوهما العميل الجالس وما إن رأى الأستاذ البنا حتى هب واقفا وقال: حسن بك؟ أهلا وسهلا يا حسن بك. ثم تقدم منهما وقال: أنا أنور وجدى، المشخصاتى، يعنى الممثل. طبعا انتم تنظرون إلينا ككفرة نرتكب المعاصى كل يوم، فى حين أننى والله اقرأ القرآن وأصلى كلما كان ذلك مستطاعا.

أضاف الدكتور العساف بعد ذلك قوله: كان الأمر مفاجئا لى. نعم لم نكن ننادى الإمام (البنا) أو نشير إليه إلا بقولنا: فضيلة الأستاذ (أو المرشد)، أما حسن بك فقد كانت نشازا. ونقل عن الأستاذ البنا قوله: يا أخ أنور انتم لستم كفرة ولا عصاة بحكم عملكم. فالتمثيل ليس حراما فى حد ذاته، ولكنه حرام إذا كان موضوعه حراما. وانت واخواتك الممثلات تستطيعون أن تقدموا خدمة عظمى للإسلام إذا عملتم على إنتاج أفلام أو مسرحيات تدعو إلى مكارم الأخلاق، بل أنكم تكونون أكثر قدرة على نشر الدعوة الإسلامية من كثير من الوعاظ وأئمة المساجد. وأنا أرحب بك وآمل أن تحضر لزيارتنا بدار الإخوان المسلمين بالحلمية الجديدة لنتبادل الرأى حول ما يمكن أن تسهموا به فى نشر الفضيلة والدعوة إلى الله. بقية القصة يرويها الباحث عصام تليمة، الذى أورد النص السابق فى كتابه «حسن البنا وتجربة الفن»، فذكر أن أنور وجدى حين سمع هذا الكلام بكى وقبل رأس البنا ويده، وبعدها رأينا له فيلم ليلى بنت الفقراء. وقال لى عصام تليمة إنه بعدما أصدر كتابه علم أن زكى فطين عبدالوهاب ابن السيدة ليلى مراد من زوجها (اللاحق) المخرج فطين عبدالوهاب ذكر فى إحدى المناسبات أن الأستاذ البنا زار أنور وجدى بعد ذلك عدة مرات فى بيته، وكان الفنان الكبير وقتذاك متزوجا من السيدة ليلى مراد، وكانت زيارته تلك من العوامل التى اسهمت فى تحولها من اليهودية إلى الإسلام.

  سألت الدكتور محمد بديع مرشد الإخوان عما دار فى لقائه مع عادل إمام، الذى برأته المحكمة أخيرا من تهمة ازدراء الإسلام التى نسبها إليه أحد المتدينين، وجدت أنه فى رده لم يذهب بعيدا عما قاله الأستاذ البنا لأنور وجدى، سواء فى الموقف من الفن أو فى أمله فى أن يوظف لصالح الإعلاء من شأن الفضائل وإبراز القيم الحقيقية للإسلام.

مما لاحظته فى بحث عصام تليمة أنه سلط الأضواء على علاقة قديمة للإخوان بالنشاط الفنى تخلت عنها الجماعة فيما بعد، أغلب الظن بسبب توتر العلاقة مع السلطة وظروف الملاحقات الأمنية منذ الخمسينيات حتى سقوط نظام مبارك فى العام الماضى. فى هذا الصدد تحدث الباحث عن علاقة بين الأستاذ حسن البنا وبين الفنان حسين صدقى. وهى العلاقة التى استمرت بين الأخير وبين الأستاذ سيد قطب، وفى تحرير تلك العلاقة ذكر الباحث أن حسين صدقى أخبر الأستاذ سيد برغبته فى اعتزال الفن، لكنه حثه على العدول عن الفكرة، وقال له إنه يكتب عشرات المقالات ويلقى عشرات الخطب لكنه بفيلم واحد يستطع أن يلغى كل ما فعله، وإذ نصحه بأن يستمر فى عمله السينمائى فإنه تمنى عليه أن يكون ذلك فى إطار الأفلام الهادفة. وقد استجاب حسين صدقى لذلك وأنتج بعد ذلك فيلمين فى ذلك الاتجاه.

  استهل عصام تليمة بحثه باستعراض جهود الإخوان فى المسرح، وكيف أنهم بدأوا نشاطهم ذاك فى عام 1934، وكان الأستاذ عبدالرحمن البنا شقيق مؤسس الجماعة ذو الميول الأدبية هو الراعى لذلك النشاط. وكانت أولى مسرحيات الجماعة باسم «جميل بثينة» التى انتجتها لجنة تشجيع التمثيل التابعة لوزارة المعارف وقررت إخراجها على نفقتها آنذاك. وكان من النجوم المشاركين فيها أشخاص صاروا أعلاما فيما بعد، فى المقدمة منهم جورج أبيض وعباس فارس وحسن البارودى وفتوح نشاطى ومحمود المليجى، وفاطمة رشدى وعزيزة أمير.

اتسع النشاط المسرحى للإخوان وتعددت العروض التى قدموها فى تلك المرحلة. وكان من الممثلين الذين لمعوا فى تلك العروض آنذاك كل من عبدالمنعم مدبولى وسراج منير ومحمد السبع وشفيق نورالدين وسعد أردش وإبراهيم سعفان، والشقيقان حمدى وعبدالله غيث.

إذا قارنت هذه الخلفية بالصورة الحاصلة الآن تلاحظ أن الإخوان صاروا أكثر بعدا عن عالم الفن، وأغلب الظن أنه سيحيرك السؤال التالى: هل كان الفنانون أكثر مرونة أم أن الإخوان كانوا أكثر استنارة أم أن النخب كانت أقل توترا والمجتمع أكثر تسامحا؟

الدكتورة بسمة عبد العزيز تكتب تلك القضبان



وسط الحرارة الخانقة وأدخنة السجائر، مددت يداى بالأوراق من بين القضبان الحديدية الضيقة، ثم مررتها من أسفل الفتحة المنخفضة للشباك الزجاجى، محاذرة أن تنثنى أو ينفلت بعضها، حتى أوصلتها فى نهاية المشوار إلى يد تلقفتها من وراء كل تلك الحواجز، وجَذَبَتها لتعبر بها إلى الناحية الأخرى، فتمزقت بعض الأطراف وانبعجت من المنتصف.

●●●

ظللت طوال شهرين كاملين أكرر الأمر ذاته فى محاولة لإنهاء بعض الإجراءات الحكومية، أنضم إلى صف طويل، أستمع إلى ثرثرة الواقفين، وأشارك فى محاولات لفض المعارك الجانبية، ثم أصل فى نهاية المسيرة إلى حاجز من القضبان أو الزجاج السميك، وأقف أمام الموظف أو الموظفة فى موضع اتهام، مجبرة على إثبات حسن النوايا تجاه كل طلب، وكل ورقة أقوم باستخراجها.

مع تزايد عدد الإجراءات وتشعبها، أضفت إلى حصيلتى السابقة، سماعة تليفون ثقيلة باردة، تشبه كثيرا تلك الموجودة فى سجون الأفلام الأجنبية، كى يتواصل السجين عبرها مع زائريه، يعرف السماعة كل من اضطرته الظروف ذات يوم لزيارة سفارة هنا أو قنصلية هناك. مع انتهاء رحلة جمع الأوراق والأختام والإمضاءات، أدركت كم هو طويل هذا الوقت الذى قضيته، أرفع صوتى، وأشب على أطراف أصابعى، أو أنحنى وألصق رأسى بالقضبان، لأتمكن من التواصل مع محدثى، كم هو طويل ذاك الوقت الذى شعرت فيه بالحصار والاختناق وأحيانا بالفشل.

●●●

حاولت أن أحصى عدد الحواجز التى قد أمر بها فى الأيام العادية، فوجدتها كثيرة، أمام شباك التذاكر فى محطة مترو الأنفاق قضبان، وحول المخابز المدعمة، وبعض مكاتب البريد ومحطات القطار قضبان، ونافذة الخزانة التى أقبض منها راتبى الشهرى بالمستشفى كذلك، ومنافذ بعض المؤسسات والدور الثقافية، دار الأوبرا ذاتها لم تسلم بعض مكاتبها من القضبان، وكل نوافذها من الزجاج العازل ذى الفتحات شديدة الصغر، حتى مكاتب وزارة الخارجية فى العديد من الأحياء، تبدو بعيدة جدا عن وصف «الخارجية»، لفرط ما يحيط بها من حواجز، فى حى مصر الجديدة على سبيل المثال، يختفى كل حس ودود قد يُمَنِّى المرءُ به نفسه، لتحل محله قضبان حديدية سميكة، لها لون رمادى باهت، يليها زجاج مطوس، يُلقى بالزائر بعيدا عن مطلبه وحاجته من المكان.

ربما تصنع القضبان والحواجز عوازل مستفزة فى بعض الأحيان، تحمل فكرة التخوين والخوف والتوجس من الآخر، تضع حدودا بين من يملك السلطة ومن يحتاج إليها، وتُذَكِّرُ بأن ثمة مسافة تفصل بين من يتكلم ومن يسمع، وبأن ثمة من لا يُمَسُّ وما لا يمكن الوصول إليه، عَظُمَ شأنه أو صَغُر. ربما لا يستدعى مرأى القضبان إلى الذاكرة، إلا ما يرتبط بالسجون وأقسام الشرطة، ولطالما ارتبطت كلمة «القضبان» بالمدانين، مجرمين وأبرياء، بحرية مُشتَهَاه بعيدة المنال، لكن الذاكرة تستدعى أحيانا ما هو أكثر إيلاما؛ قد تأتى مثلاُ بصورة فوتوجرافية مريعة، لتلك القضبان، التى سدت نوافذ القطار المحترق، ومنعت الناس من الفرار حتى تفحموا وهم يتشبثون بها.

يقال إن الحواجز الزجاجية والبلاستيكية الشفافة، إنما هى لحماية الموظفين من التعرض المكثف لميكروبات، يحملها مئات وآلاف من الناس يأتون يوميا لقضاء مصالحهم، ويتحدثون ويتنفسون فى وجوه مستقبليهم، لكنى أظن أن هذا السبب هو فقط الأكثر تهذيبا ودماثة، فسماعة التليفون التى تنتقل من يد إلى يد ومن فم إلى فم فى الأماكن الأكثر تقدما والأعلى مستوى، لابد وأنها تحمل ميكروبات أكثر تنتشر بين الزائرين، وأغلب الظن أن تلك الحواجز المتينة ما هى إلا وسيلة للحماية من أى اعتداء مباغت، قد يقوم به مواطن مغتاظ، أو مواطنة فقدت صبرها من طول الانتظار.

●●●

بعد زيارتى الأخيرة لأحد المكاتب الحكومية القريبة من محل سكنى، قررت أن أكتفى بالاحتمال الأخير: القضبان موجودة فى أماكنها لمنع اعتداء جمهور المقهورين على عموم الموظفين، الذين يشترك أغلبهم فى السمات المزعجة ذاتها، تأكدت من صحة اختيارى حين ضبطتنى أفكر فى كيفية انتزاع القضبان من أماكنها، كى أرى جيدا وجه وملامح الموظف، الذى يستخدم كل ما أوتى من مهارات وقدرات لتعطيل الواقفين، وأتمكن من سؤاله دون «حواجز» عن سبب سلوكه.

تمر بذهنى حواجز أخرى هائلة الحجم، مصمتة، لا تتمتع بالفراغات الكائنة بين القضبان، ولا تحمى فردا موظفا أو مكتبا صغيرا، بل تفصل مجموعات كبيرة من الناس عن هدف هو أيضا كبير؛ الأحجار العريضة الضخمة التى رُصَّت فى الشوارع المحيطة بوزارة الداخلية لتعزلها عن الثائرين على طغيانها؛ والجدار الفولاذى العازل الذى بدأ تنفيذه منذ سنوات ثلاث على الحدود بين مصر وغزة، كى يمنع حفر الأنفاق؛ وأخيرا هناك حائط برلين، الذى ربما شَكَّل حتى وقت ليس ببعيد، أكبر عازل أقيم بين البشر فى بلد واحد، وقد سقط الحائط عام 1989، مع سقوط القيود المفروضة على التحرك بين ألمانيا الشرقية والغربية، وتكاد معالمه الباقية أن تختفى فى الوقت الحاضر، بسبب العادة التى دأب الزوار عليها، وهى الاستيلاء على بعض أحجاره للاحتفاظ بها كتذكار لفشل التقسيم.

●●●

حواجز متعددة الأشكال تحيط بنا، نقضى وقتا طويلا من حياتنا أمامها دون أن نرتكب ذنبا واضحا، فقط مشكوك فينا. يبدو لى أن هناك تناسبا طرديا يحكم حجم وسمك وقوة العازل، فكلما ازدادت الفظاظة كلما صُنِعَت قضبان وجدران وحوائط.

الأستاذ أيهاب وهبة يكتب أمن سيناء مرة أخرى




تعرضت فى مقالات عديدة سابقة إلى موضوع الأمن فى شبه جزيرة سيناء، غير أننى أجد نفسى مضطرا لمعاودة الكتابة فى الموضوع، بعد أن اتخذ هذا الأخير أبعادا جديدة وخطيرة، ليس أقلها شأنا حديث الولايات المتحدة وإسرائيل عن سيناء باعتبارها منطقة خارجة عن السيطرة المصرية، وتنعدم فيها ممارسة القانون والحفاظ على الأمن والنظام!

أودُّ معالجة الأمر من ثلاث زوايا، أولها وسيلة تعديل ترتيبات الأمن التى تم الاتفاق عليها فى معاهدة السلام مع إسرائيل، والثانية موضوع الأنفاق، وأخيرا قضية التعامل مع قطاع غزة بشكل عام.

●●●

ففيما يتعلق بالشق الأول، لاشك أن الكل ــ فى مصر وفى خارجها ــ على يقين بأن ترتيبات الأمن التى تضمنتها المعاهدة الموقعة منذ أكثر من 33 عاما، لم تعد لتتناسب مع الأوضاع الأمنية الحالية فى سيناء، وخصوصا ما تعلق منها بالمنطقة المحاذية لحدود مصر الدولية مع غزة ومع إسرائيل والتى يطلق عليها المنطقة «ج». راجت الآن تجارة السلاح بجميع أنواعه بشكل لم يسبق له مثيل، وأكثر من هذا نشطت عمليات تهريب السلاح عبر الحدود، وهى عمليات تدر الكسب الوفير على القائمين بها. وأصبحنا الآن نجد الأسلحة الآلية والمدافع والصواريخ فى أيدى الأفراد والجماعات، والأخيرة لها أجنداتها وأهدافها. ومع سقوط النظام فى ليبيا، وكميات السلاح الضخمة التى ألقيت جوا على الثوار دون ضابط أو روابط، وتلك التى تم الاستيلاء عليها من مخازن السلاح الليبية، ثم تهريب كميات ضخمة من هذه الأسلحة المتطورة عبر الحدود الغربية لمصر ومنها إلى سيناء ومناطق أخرى. إذن فنحن نواجه جماعات مسلحة بسلاح متطور فى مقابل تواجد أمنى متواضع للغاية فى المنطقة «ج» المحاذية للحدود وبعمق نحو 20 كيلومترا، حيث تحصر المعاهدة التواجد الأمنى فى هذه المنطقة فى قوات «الشرطة المدنية المسلحة بالأسلحة الخفيفة». وسط ذلك الخلل الواضح فى نوعية التسليح وحجمه نشطت جماعات مسلحة فى هذه المنطقة منذ عدة سنوات، وقامت بأعمال تخريب مرة فى طابا وأخرى فى نويبع، وكذلك فى شرم الشيخ. وتمكنت هذه الجماعات من تفجير خط أنابيب الغاز الطبيعى (الذى يمد أيضا دولة عربية شقيقة وهى الأردن باحتياجاتها) أكثر من 15 مرة.

غير أن الجريمة الشنعاء، والمريبة فى نفس الوقت، التى وقعت يوم 5 أغسطس الماضى، والتى استشهد فيها ستة عشر جنديا من حرس الحدود المصرى، لم يكن لتمر دون رد فعل قوى وفورى. دفعت القوات المسلحة وقوات الشرطة بأعداد من قواتها وبأسلحة ثقيلة ومتقدمة إلى شرق سيناء من أجل مطاردة هذه العصابات الإرهابية. وبالرغم من النجاح الذى حققته هذه القوات فى حملتها، فإن هذه الجماعات ما زالت تطل برأسها من حين لآخر لتهاجم المقار الأمنية ونقاط التفتيش. واتخذت الهجمات بُعدا جديدا بحصار ومهاجمة مقر القوة متعددة الجنسيات بالجورة يوم 6 سبتمبر الحالى وإلحاق إصابات بأفرادها.

كان لإسرائيل نصيب من هذه الهجمات كان آخرها يوم 21 سبتمبر الحالى، عندما قُتِلَ جندى إسرائيلى وأصيب آخر بواسطة جماعة مسلحة ادعت إسرائيل أنها تسللت عبر الحدود من سيناء. وهذا الحادث هو تكرار لحادث آخر وقع فى 18 يوليو الماضى عندما قُتِلَ أحد العمال المشاركين فى إقامة سياج عازل بين إسرائيل ومصر، وقامت إسرائيل أثر ذلك بتقديم شكوى رسميه لمجلس الأمن الدولى. وتتخذ إسرائيل من هذه الهجمات ذريعة لانتهاك الأراضى المصرية، مثلما وقع فى شهر أغسطس من العام الماضى عندما استشهد ستة من جنود حرس الحدود المصرية. وصل الأمر مؤخرا بأحد المواقع الإخبارية الإسرائيلية إلى القول بأن نيتانياهو قد يأمر بعمل عسكرى ضد «الإرهابيين» فى سيناء أو تنفيذ عمليات تصفية جسدية لهم مثلما يحدث فى غزة!

●●●

تبدى إسرائيل موافقتها أحيانا على دخول المزيد من القوات المصرية إلى مناطق سيناء الشرقية، وأحيانا أخرى تقيم الدنيا ولا تقعدها متهمة مصر بخرق معاهدة السلام، لا يمكن لمصر أن ترهن تحركاتها التى تستهدف الحفاظ على أمنها القومى بالأهواء والأمزجة الإسرائيلية. ويحتاج الأمر إلى معالجة الموضوع بشكل جذرى، بمعنى تفعيل ما نصت عليه معاهدة السلام من إعادة النظر فى ترتيبات الأمن بناء على طلب أى من طرفى المعاهدة. وأسمح لنفسى باقتراح الخطوات التالية فى هذا الصدد بما يضمن الاستجابة لطلباتنا:

أولا: تقدم مصر بطلب رسمى لفتح باب التفاوض بينها وبين إسرائيل حول تعديل ترتيبات الأمن فى المنطقة المحاذية للحدود (المنطقة ج) استنادا إلى نص الفقرة الرابعة من المادة الرابعة فى المعاهدة. ويتعين أن تطلب مصر تواجد مناسب لقواتها فى البر والبحر والجو فى هذه المنطقة، وبالتسليح المناسب بما يردع تلك العصابات التى استباحت لنفسها هذه المنطقة عن مواصلة أعمالها الإجرامية، وبما يُمكّن قواتنا من التعامل معها بالفاعلية اللازمة.

ثانيا: يتعين على إسرائيل الرد على الطلب المصرى فى فترة لا تتجاوز الثلاثة أشهر وفقا لما نص عليه المحضر المتفق عليه بين طرفى المعاهدة والمرفق بها.

ثالثا: قيام مصر بمطالبة الولايات المتحدة بإلقاء كل ثقلها وراء الطلب المصرى، أخذا فى الاعتبار أن الولايات المتحدة كانت شريكا كاملا فى مفاوضات المعاهدة ووقع رئيسها على المعاهدة بصفة شاهد، وتُكرر باستمرار، خاصة فى الأشهر الأخيرة، ضرورة تعزيز مصر للأمن فى شبه جزيرة سيناء، بل تبدى استعدادها لتقديم كل ما يساعد على القيام بهذه المهمة بالشكل الفعّال.

رابعا: أما إذا رفضت إسرائيل الاستجابة للطلب المصرى والضغوط الأمريكية، فإن معاهدة السلام قد رسمت لنا الطريق الذى علينا أن نسلكه فى مواجهة مثل هذا التعنت الإسرائيلى، وذلك بتطبيق نص المادة السابعة من المعاهدة التى تقضى بأنه «إذا لم يتيسر حل الخلافات بين الطرفين عن طريق المفاوضة فتحل بالتوفيق أو تحال إلى التحكيم». ولنا فى قضية طابا أسوة حسنة، حيث لجأنا للتحكيم عندما فشلت المفاوضات، وأصدرت هيئة التحكيم حكمها التاريخى فى 29 سبتمبر 1988 بصحة الموقف المصرى وحق مصر فى السيادة على هذه الجزء العزيز من ترابها الوطنى.

●●●

وفيما يتعلق بالشق الثانى الخاص بالأنفاق، فقد أحسنت مصر صنعا بهدم أنفاق التهريب هذه أو جزء كبير منها حتى الآن. ومن المهم الاستمرار فى حملات هدم كل الأنفاق تماما، وعدم التجاوب مع أى مطالب للتوقف أو الحد من هذه الحملات تحت أى ذريعة من الذرائع. لا أتصور أن دولة تحترم نفسها تسمح بوجود أنفاق التهريب هذه التى تهدد أمنها القومى، فالحدود مصونة لا تمس، وعبورها إنما يتم خلال المنافذ الشرعية، أرضيه كانت أم جوية أو بحرية. واتصالا بذلك يتعين وضع آلية لمراقبة الالتزام بإغلاق هذه المعابر تماما بين الجانبين المصرى والفلسطينى. ومن أجل تخفيف الحصار الخانق الذى تفرضه السلطات الإسرائيلية على الأهل فى القطاع، يتعين السماح بانتقال البضائع عبر منفذ رفح الذى يربط مصر مباشرة بقطاع غزة، ولا ينحصر الأمر فى ضرورة مرور البضائع عبر معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي، حيث لإسرائيل الكلمة الأخيرة فى السماح بعبور البضائع أو رفضها. لم أتفهم حتى هذه اللحظة الأسباب التى منعت مصر من تطوير معبر رفح بحيث يسمح بانتقال البضائع بين مصر وغزة، بتواجد الأجهزة الجمركية والحجر الزراعي، وغير ذلك. يشير البعض فى تبرير ذلك إلى اتفاق المعابر لعام 2005. وواقع الأمر أن الاتفاق المذكور تم توقيعه بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، ومصر ليست طرفا فيه، كما أن الاتفاق محدد سريانه بسنة واحدة. وأهم من ذلك أن الاتفاق نص على إمكانية استخدام معبر رفح فى تصدير البضائع من القطاع. وفى هذا الصدد أيضا أتمنى الانتهاء من دراسة فكرة قيام سوق تجارة حرة على الحدود وبما يُمكّن سكان قطاع غزة من الحصول على احتياجاتهم بأسرع وأيسر الطرق دون الالتجاء إلى أنفاق التهريب.

●●●

أخيرا أودُّ التعرض إلى موضوع علاقة مصر بقطاع غزة. هناك حساسية لدى السلطة الفلسطينية فى رام الله من إمكان تفسير الاتصالات المصرية بشخصيات فى القطاع، والزيارات التى تتم من قبل بعض هذه الشخصيات لمصر، على أنها قد تعنى اعترافا بالأمر الواقع فى القطاع والتفافا على حقيقة أن الحكومة فى غزة هى فى واقع الأمر حكومة مُقالة. وأعتقد أنه من المهم التأكيد فى جميع الاتصالات ومن خلال أجهزة الإعلام على هذه الحقيقة، وهى أن مصر لا تعترف بأى سلطة فلسطينية إلا السلطة فى رام الله، والتأكيد على حرصها على التمسك بالوحدة بين الضفة والقطاع فى إطار الدولة الفلسطينية، خاصة وأننا نسعى إلى حصول الدولة الفلسطينية على مركز قانونى متقدم فى منظمة الأمم المتحدة باعتبارها دولة غير عضو، إلى أن تحصل فلسطين بإذن الله فى القريب على عضويتها الكاملة فى المنظمة الدولية.