Monday, October 1, 2012

خالد البري يكتب ليه الحنفية اسمها الحنفية؟ مقال فى السماحة والحب



- عارفة موضوع «إحنا اللى عملناها الأول»؟
- أيوه عارفاه. كل حاجة فى الدنيا يطلع حد يفتى ويقول دول واخدينها من عندنا.
- عليكى نور. بس دا مش موضوعنا. موضوعنا هو العكس تمامًا. أنا دلوقتى هافتيلك فى حاجات كتير فاكرين إن إحنا عملناها الأول، بس الحقيقة إنها كانت موجودة من قبلنا.
تعرفى ليه بتقولى على حنفية المطبخ حنفية؟ مفكرتيش فى يوم إنها قريبة من كلمة فى القرآن؟ بالضبط كده، كلمة «الأحناف»، والدين «الحنيف». الحنفية هى الوعاء الكبير من الماء الذى يوضع أمام المسجد للوضوء. والأحناف اتسموا بالاسم دا، لأنهم كانوا بيتوضوا من الحنفيات. فيه ناس بتقول العكس، إن أوعية المياه هى اللى اتسمَّت على اسم الأحناف. المهم إن الأحناف كانوا بيتوضوا الوضوء اللى إنت خدتيه. وإن الوضوء كان موجودًا من قبل الإسلام. إنما تميّزت هذه الأمة بحاجة تانى: التيمم. غياب الماء طبعًا مهم فى البيئة العربية الصحراوية. والتميز دا هو اللى ذكره النبى فى الخمسة التى لم يُعطهن أحد قبله «وجعلت لى الأرض (١) مسجدا و(٢) طهورا». التيمم هو نمرة اتنين.
إنتِ طبعًا عارفة إن الحج كان موجودًا من قبل الإسلام، لكن الكفار أضافوا له حاجات غريبة زى الطواف عرايا. الإسلام أبطل العرى وأبطل المُكاء (الصفير) والتصدية (التصفيق)، ونظَّف المسجد الحرام من الأوثان. لكن الحج بما فيه من طواف ومن سعى بين الصفا والمروة كان موجودًا. «إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما…»، خدتِ بالك ليه القرآن بيقول «فلا جناح عليه» مع إن المفروض إن دى طاعة؟ أيوه، لأن الآية نزلت فى صحابة تحرجوا فى فعل شىء كان الكفار يفعلونه.. والزكاة كانت موجودة تحت اسم الصدقة. وشهادة أن لا إله إلا الله، كانت موجودة، وطبعًا أضيف إليها شهادة أن محمدًا رسول الله، بعد بعثة النبى. الصوم كان موجودًا كمان، ولكنه حدد فى رمضان.
الصلاة -عماد الدين- كانت موجودة، بصفتها الحالية، بقيامها (القنوت) وركوعها وسجودها، «يا مريم اقنتى لربك واسجدى واركعى مع الراكعين». إنما اليهود كانوا بيسجدوا على جانب واحد من وجههم، لأن المفترض إنهم يبصوا ناحية جبل الطور. تغيّر طبعًا اللى بتقريه فى الصلاة. وبعد ما كنا بنصلى نحو بيت المقدس زى اليهود، اتحولت القبلة إلى البيت الحرام. ومواقيت الصلاة عند اليهود كانت الصباح، والظهيرة، والعصر، وأول الليل وآخره. لكن بعض الناس بيقول كان المفروض منها صلاة واحدة بس فى اليوم، وناس بتقول تلاتة وناس بتقول أربعة.
طب أنا ليه باقول الكلام ده؟! إيه يعنى اللى طلع فى دماغ أهلى أجيب لنفسى وليهم الكلام ويبتدى الجهلة يشككوا فى نيتى ويشتمونى، وبعدين يرجعوا يسألوا الشيخ (ما همّ بيكسلوا يدوروا بنفسهم، والحالة الدينية الحالية هى دين الكسل فى الحقيقة)، ولما الشيخ يقول لهم الكلام دا صح، هيضيف، بس هو الواد دا ابن… على أى حال. فمش هيرجعوا يعتذروا.
ليه باقول الكلام ده؟ علشان لازم نتعلم نحب الناس، نتعلم إننا عادى يعنى، زينا زى غيرنا، فى سلسلة ممتدة عبر الزمن من عبادات بتتطور، وأفكار بتتطور. وإن اللى يجمع بين الناس أكتر من اللى بيفرق. لازم نبطل نفكر فى نفسنا على إننا محصلناش ولا هنحصل.
دا حلو للمسلمين، وحلو كمان للإسلام. علشان مش كل اللى تخرج من دين الكسل اللى نشره شيوخ الأميين (علقها فى رقبة عالم واطلع سالم) وتقرر إنها تقرا كتابين، تقوم تتصدم وتكفر بكل حاجة. أصلها بتلاقى نفسها يا ولداه خرجت من أوضة ضلمة وبعدين فوجئت أن العالم بره مختلف تمامًا عن اللى بيقوله شيخ الزاوية، أو شيخ الجامع الكبير. وكمان علشان أنا مؤمن بأن العلم نور. وأن أوحش حاجة تعمليها إنك تحولى الناس لآلات تتعبد بدون علم وفهم. وعلشان مايجيش يوم يكون المسلمين الباقيين همّ بس الكسالى اللى عمرهم ما قروا كتاب.. دى كارثة. دى مصيبة.. دا ضد التطور الطبيعى يا بشر.. هتنقرضوا إلهى «يعمِر» بيتكم!!

No comments:

Post a Comment