Saturday, September 29, 2012

نفوذ الاسلاميين يتراجع في الصومال لكن السلام لا يزال بعيدا



تراجع نفوذ الاسلاميين الشباب في الصومال بعد خسارتهم اخر معقل لهم في كيسمايو، لكن هذا البلد لن يعرف السلام الا اذا اظهرت السلطات الجديدة قدرتها على ملء الفراغ بعد 21 عاما من انعدام السلطة المركزية.

واضطرت حركة الشباب المتحالفة مع القاعدة الى الانسحاب ليل الجمعة السبت من ميناء كيسمايو في جنوب الصومال تجنبا لهجوم تشنه القوات الكينية التي تشكل جزءا من قوة الاتحاد الافريقي.

وقال يواكيم غونديل ان "خسارة كيسمايو تشكل منعطفا لان الشباب خسروا مصدرا رئيسيا لعائداتهم"، في اشارة الى صادرات الفحم التي كانت تؤمن للاسلاميين قسما كبيرا من عائداتهم.
واضاف هذا المحلل في مركز "برايد اناليتيكس" "عليهم الان ان يعولوا في شكل كبير على التمويل الخارجي الذي لن يحصلوا عليه بسهولة ربما، بعد سقوط انظمة تدعم مجموعات متطرفة مماثلة"، في اشارة الى ليبيا في عهد معمر القذافي.

وحركة الشباب التي انبثقت العام 2007 هي من بقايا حركة اسلامية سابقة هي اتحاد المحاكم الاسلامية التي طردها الجيش الاثيوبي من مقديشو. وتعاظم نفوذ الحركة العسكري حتى كانت على وشك الاطاحة بالرئاسة الصومالية في مقديشو في ايلول/سبتمبر 2010.

لكنها سرعان ما تراجعت بضغط من قوة الاتحاد الافريقي في الصومال التي تمكنت من طرد مقاتليها من العاصمة الصومالية في اب/اغسطس 2011، وذلك قبل ان تصل الكتيبتان الكينية والاثيوبية اللتان كبدتا المتمردين خسائر متتالية في معاقلهم بلدوين وبيداوة وافقوي وافمادو واخيرا كيسمايو.

واعتبر غونديل ان "هذا الامر يمثل نهاية الشباب كحركة متمردة تسيطر على مناطق".

في المقابل، رات لورا هاموند من معهد الدراسات الشرقية والافريقية في لندن ان "خسارة كيسمايو هي ضربة كبرى مني بها الشباب لكنني لن اقول انها نهاية الحركة"، لافتة الى ان "الاسلاميين لا يزالون يسيطرون على اقسام كبيرة من الجبال الجنوبية وبعض المدن الصغيرة".

وينطبق هذا الامر على جوهر التي تبعد تسعين كلم شمال مقديشو والتي باتت راهنا اخر معاقل الشباب.

وحذر المتمردون من انهم سيكثفون الهجمات الانتحارية التي يشنونها منذ اشهر في الصومال وكينيا المجاورة، وذلك ردا على هزائمهم العسكرية.

ولكن بعيدا من التطورات الميدانية، فان المعركة المقبلة في الصومال ستكون سياسية. فهذا البلد الذي يضم ثمانية ملايين نسمة قادته منذ العام 2000 سلطات انتقالية لا تتمتع بشرعية فعلية ولا برصيد شعبي. وقد بات له منذ اب/اغسطس برلمان جديد ومنذ العاشر من ايلول/سبتمبر رئيس انتخبه هذا البرلمان هو حسن شيخ محمود (56 عاما) الذي يحظى باحترام المجتمع المدني.

وراى محمد عبدي افي السفير الكيني السابق في الصومال ان السيطرة على كيسمايو "هي رسالة الى الشباب وجميع المجموعات الاجرامية الاخرى ان اللعبة انتهت"، في اشارة الى 21 عاما من الحرب الاهلية.

واضاف هذا النائب عن دائرة كينية مجاورة للصومال ان "هناك حكومة شرعية في الصومال والجهود التي تبذلها كينيا تهدف الى ارساء الاستقرار في كل انحاء البلاد والسماح للحكومة الوطنية بالسيطرة في شكل تام على اراضيها".

لكن المشكلة ان الحكومة الصومالية تعول على جيوش اجنبية لحفظ النظام، وهي مضطرة بحكم الامر الواقع الى ترك امر الولايات لميليشيات وقبائل غالبا ما تخوض نزاعات.

وقالت لورا هاموند "من المهم الاقرار بان الشباب كانوا يحظون بنوع من التاييد الشعبي في جنوب الصومال. فمنذ ستة اعوام يوفر هؤلاء الامن لمنطقة في حاجة ماسة اليه".

واضافت "للقضاء فعليا على الشباب، على الحكومة الجديدة ان تثبت اولا لمناصريهم انها قادرة على الاقل على ضمان هذا الامن بالمقدار نفسه".

وعلى الصومال ايضا ان تتجاوز "تاريخها" من النزاعات بين القبائل. وفي هذا الاطار نبه غونديل الى ان "الخلافات لا تزال قوية جدا (بين القبائل) واذا لم تتمكن الحكومة الجديدة من التعامل مع هذا الامر، فان الشباب قد يستغلون ذلك للعودة الى الساحة".

يبقى ان الانتشار الكثيف للقوات الاجنبية (17 الف جندي بوروندي واوغندي وكيني في اطار قوة الاتحاد الافريقي، اضافة الى كتيبة منفصلة تضم الاف الجنود الاثيوبيين) يترك صدى سيئا لدى الصوماليين.

وعلقت هاموند ان "انسحاب القوات الاجنبية السريع سيكون في محله، ولكن اذا تم ذلك قبل ان يصبح الجيش الصومالي قادرا على الحلول محل تلك القوات فسيصب ذلك في مصلحة الشباب الذين سيحاولون استعادة مناطق".

التعليم :منع المحمول لمرحلتي رياض الأطفال والابتدائية والكتب الخارجية



أصدرت وزارة التربية والتعليم قرارا بمنع دخول الكتب الخارجية داخل إدارات ديوان عام الوزارة أو توزيعها على العاملين بها .

وقال رئيس الإدارة المركزية للأمن اللواء حسام أبو المجد في تصريح السبت إن القرار يأتى فى أعقاب انتشار ظاهرة قيام بعض المطابع المتخصصة بطبع الكتب الخارجية وتوزيعها على العاملين بديوان عام للوزارة .

وأصدر الدكتور إبراهيم غنيم وزير التربية والتعليم تعليمات للمديريات التعليمية بالتنبه على طلبة المدارس برياض الأطفال والمرحلة الابتدائية بعدم استخدام المحمول في المدارس الحكومية والخاصة نظرا لخطورة ذلك على صحتهم.

وأكد وزير التعليم ضرورة أن يتم إعلان ذلك في المدارس على لوحة إعلانات المدرسة أو في مكان بارز, ويراعي إخطار أولياء الأمور بذلك, على أن يتم تنفيذ هذه التعليمات ابتداء من الأسبوع الحالي.

وشدد غنيم على حظر استخدام المعلمين للمحمول داخل حجرات الدراسة أو بالقرب من الأطفال.

يأتي ذلك في إطار حرص وزارة التربية والتعليم على صحة الطلاب وخاصة في رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية, وفقا لما أثبتته الدراسات والبحوث الخاصة بتأثير أجهزة المحمول (الموبايل) على صحة الأطفال, حيث يتأثر الأطفال بأضرار صحية من تأثير هذه الأجهزة تزيد بمقدار الضعف عن تأثر الكبار بها.

ابراهيم عيسى يكتب جحا هو الحل.. أحيانًا



لم يكن أبدًا أبله ولا مغفلاً، ولكنه كان مفكرًا ومدركًا أن وسط أنواء وأجواء الاستبداد العربى لا يمكن -خصوصًا مع الحكام المجانين باسم الدين أو باسم السلطة- أن تقول لهم كلمة الحق دون أن تطير رقبتك.
إنه جحا الذى التزم القول الساخر والضحك الساحر، وعمل فيها عبيط، لكى يقول كل ما يريد دون أن يتأذى من حاكم أو قاضٍ.
فمَن هو جحا؟
بداية نصيحة مهمة، وهى أن تنسى كل ما سمعته عن الرجل.
فالمفاجأة أنه لم يكن جحا الذى تتصور أنك تعرفه.
أكثر سؤال سألتْه الناس لنفسها عن جحا هو هل جحا ده حقيقى؟
منذ نعومة أظفارك ونعومة أفكارك ونعومة حياتك وأنت تسمع عن جحا.
فمَن هو جحا؟
أول خيط بين أيدينا وأقدم مصدر ذُكر فيه جحا ونوادره هو كتاب للجاحظ المتوفَّى سنة 255هـ، فقد ذكر نادرة واحدة بطلها جحا، نفهم منها أنه كان معروفًا فى أوائل القرن الثالث الهجرى.
المصدر الثانى هو كتاب «الفهرست» لابن النديم الذى ألَّفَه سنة 377هـ، تحت فصل بعنوان «نوادر جحا»، وهذا يعنى -كما يقول الدكتور محمد عبد الله النجار- «أن نوادر جحا العربى قد باتت مشهورة فى القرن الرابع الهجرى، حتى وجدت من شهرتها مَن يهتم بها ويجمعها ويدوِّنها».
لكن إذا قرأت أو فتَّشت عن حكاياته كلها مع الملوك، وقد تعددت رواياتها واختلف فيها الحكام من تيمورلنك إلى أبو مسلم الخرسانى أو إلى الخليفة فى القاهرة وبغداد، فإنك ستجد جحا المعارض الصارخ الشجاع، لكن من وراء وجهه اللى عامل فيها عبيط.
وبين الحمق والجنون اختلف الرواة فى وصف جحا، إلى أن جاء المؤلف الأشهر ابن الجوزى، وخرج برأى جديد فى كتابه «أخبار الحمقى والمغفلين»، حيث روى عن جحا ما يدل على فطنة وذكاء، إلا أن الغالب عليه التغفيل، وأن بعض من كان يعادى جحا دسَّ عليه ووضع أكاذيب الحماقة والغباء فى سيرته.
قال رجل لجحا: سمعت من داركم صراخًا، قال: سقط قميصى من فوق، قال: وماذا فى ذلك؟ قال: يا أحمق لو كنت فيه أليس كنت قد وقعت معه؟
ومات جار له، فأرسل إلى الحفّار ليحفر له، فجرى بينهما خلاف فى أجرة الحفر، فمضى جحا إلى السوق واشترى خشبة بدرهمين وجاء بها، فسُئل عنها، فقال: إن الحفار لا يحفر بأقل من خمسة دراهم، وقد اشترينا هذه الخشبة بدرهمين لنصلبه عليها ونربح ثلاثة دراهم ويستريح من ضغطة القبر ومسألة منكر ونكير.
وهبَّت يومًا ريحٌ شديدةٌ، فأقبل الناس يدعون الله ويتوبون، فصاح جحا: يا قوم، لا تعجلوا بالتوبة وإنما هى زوبعة وتسكن.
وحُكى أن جحا دفن دراهم فى صحراء وجعل علامتها سحابة تظلها.
ومات أبوه فقيل له: اذهب واشتر الكفن، فقال: أخاف أن أشترى الكفن فتفوتنى الصلاة عليه (كأنه ممكن يُصلَى عليه من غير كفن).
وسمع قائلاً يقول: ما أحسن القمر، فقال: أى والله خاصة فى الليل.
لكن مع كل هذا الغفل والهبل، فإن مؤرخًا عظيمًا مثل الذهبى يقول عن جحا: إن أمه كانت خادمة أنس بن مالك، وكان الغالب عليه السماحة وصفاء السريرة، فلا ينبغى لأحد أن يسخر به إذا سمع ما يُضاف إليه من الحكايات المضحكة، بل يسأل الله أن ينفعه ببركاته، وأغلب ما يذكر عنه من الحكايات المضحكة لا أصل له وقد ذكره غير واحد، ونسبوا إليه كرامات وعلومًا جمة.
ولقد ترجم الذهبى فى «سِير أعلام النبلاء» لجحا، ونقل عن عباد بن صهيب: حدثنا أبو الغصن جحا، وما رأيت أعقل منه، ولعله كان يمزح أيام الشبيبة، فلما شاخ، أقبل على شأنه، وأخذ عنه المحدثون.
هل عرفت أن جحا الحقيقى كان فقيهًا وصاحب علم وكرامات، ولعله كان مرحًا وابن نكتة وصاحب مواقف مضحكة، فاستهبل 
البعض وطلعوه فى الكتب راجل أهبل!

«برهامي»: قيادي بالإخوان قال لي قبل نتيجة الرئاسة «إحنا خلّصنا مع العسكري» .




اعترف ياسر برهامي، النائب الأول لرئيس الدعوة السلفية، بلقائه بالفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسي الخاسر، قبل إعلان نتيجة انتخابات الإعادة بيوم واحد، وقال إنه التقى «الإخوان والمجلس العسكري» أيضًا، في إطار مبادرة من الحزب للإصلاح والطمأنة لمؤسسات الدولة، لعدم سيطرة فصيل سياسي واحد على مفاصل الدولة، وبعد لقائه بكل الأطراف وعرض المبادرة، اتصل به قيادة إخوانية وقال: «إحنا خلصنا مع المجلس العسكري»، بحسب ما قاله «برهامي» .

وقال «برهامي» إنه واثق أن هناك أيادي خارجية وراء أزمة حزب النور، لكنه لا يملك الدليل الذي يحدد تلك الأيادي، وإنه توجد تيارات أخرى ستنتفع بأزمة الحزب، وإن الأمر تفاقم مع القرارات الأخيرة للدكتور عماد عبد الغفور.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي، عقده «برهامي»، على هامش حفل زفاف لأحد أعضاء الحزب بكفر الدوار، مساء الجمعة، قال خلاله إن الحزب نشأ كذراع سياسية للدعوة السلفية، ويجب أن يظل كذلك من خلال أبناء الدعوة، مشيرًا إلى أن 95% من أعضاء الحزب مع قرارات الهيئة العليا، ونسبة الاستقالات من الحزب لا تتجاوز 5% من الأعضاء.

وعن وضع آيات من الإنجيل في المناهج التعليمية، التي كان يهاجمها السلفيون، بعد وعد الفريق أحمد شفيق المرشح الرئاسي الخاسر بها في الانتخابات، قال نحن ضد وضع كلام من الإنجيل في منهج اللغة العربية باعتبار الإنجيل مترجمًا، وسنعترض عليه، ولن نمانع في وضعه بمنهج التربية الوطنية مالم يكن مخالفًا للقرآن والسنة.

 وأضاف أنه يرفض إجراء انتخابات رئاسية جديدة عقب الاستفتاء على الدستور، مستندًا إلى أن الانتخابات الأخيرة كانت نزيهة، وأنه يجب أن يُكمل الدكتور محمد مرسى مدته، واعتبر أن أداء الرئيس كان جيداً خلال الفترة السابقة، رغم أنه لم يلتزم باتفاقاته مع حزب النور أثناء الانتخابات، حيث كان الاتفاق على تشكيل حكومة ائتلافية بنسبة تمثيل الأحزاب في البرلمان، ولكن لم يتم العرض على الحزب سوى وزارة البيئة، وعندما اعترض الحزب عرضوا أيضًا وزارة القوى العاملة.

قطر ترفض تصدير الغاز لمصر.. وتعرضه على إسرائيل بدولارين




كشفت جريدة الجمهورية أن الحكومة القطرية رفضت توقيع عقود تصدير الغاز إلي مصر، ولم تنفذ وعودها للقيادة المصرية بامداد مصر بحاجتها من الغاز القطري، في نفس الوقت الذي عرضت فيه علي إسرائيل امدادها بالغاز مقابل دورلاين لكل مليون وحدة حرارية.

وأوضحت الجريدة أن قطر بررت موقفها المفاجئ بأنها لا تمتلك الغاز، وطلبت من الحكومة المصرية التفاوض مع الشركات العالمية العاملة علي أرضها حول تصدير الغاز القطري لمصر، في ذات الوقت الذي تعلم فيه أن مصر تمر بعلاقات متوترة مع هذه الشركات نتيجة تراكم مستحقات هذه الشركات لدي الحكومة المصرية.

وقالت جريدة الجمهورية في عدها الصادر اليوم، أن مصادرها الخاصة أكدت على أن الموقف القطري المفاجئ أحدث بلبلة كبري وتوتراً شديداً داخل وزارة البترول المصرية، خاصة أن زيارة وزير البترول المهندس أسامة كمال لدولة قطر لم تحقق النتائج الإيجابية المرجوة منها.

وكشفت المصادر أن الرفض القطري المفاجئ جاء كنوع من الضغط علي الحكومة المصرية والشعب المصري لقبول منح الدوحة حق تأجير وإدارة قناة السويس من باب الاستفادة بحالة المعاناة التي كابدها المصريون خلال الصيف الماضي بانقطاع الكهرباء لعدم توفير احتياجات محطات التوليد من الغاز.

وأكدت المصادر لـ”الجمهورية” أن هذا الموقف القطري خلق أزمة داخل وزارة البترول التي كانت قد أعدت الدراسات للاستفادة بالغاز القطري لضخه في الشبكة الكهربائية المصرية قبل الصيف القادم وعدم توفير احتياجات المحطات الثلاثة الجديدة المقرر تشغيلها العام القادم في العين السخنة وبنها وشمال الجيزة وتصل طاقتها إلي 3 آلاف ميجاوات.

زيادة إنتاج محصول القمح إلى 30 آردب للفدان بالشرقية



قال المهندس محى الدين عوض الله وكيل وزارة الزراعة بالشرقية أن الإرشاد الزراعى دور هام فى تطبيق التوصيات الفنية وتوعية المزارعين من خلال عدد 100 حقل إرشادى منتشرة بمراكز المحافظة تجربة الزراعة على مصاطب بعد التسوية الجيدة للتربة مضيفاً أن هذه التجربة نجحت فى زيادة متوسط إنتاج الفدان يبلغ ( 25 – 30 أردب ) بزيادة حوالى 3.5 أردب للفدان بالمقارنة بالحقول المجاورة بالاضافة الى ترشيد استهلاك المياه.

وأضاف عوض الله فى تصريح أن المساحة المنزرعة من محصول القمح العام الماضى بلغت 403983 فدان وكانت محافظة الشرقية الاولى فى التوريد حيث بلغت الكمية الموردة ( 4304731 أردب ) تعادل 557031 طن . 

وأوضح أن محصول القمح من المحاصيل الاستراتيجية التى تهتم بها الدولة لسد الفجوة الغذائية مؤكداً على أن مديرية الزراعة بالشرقية تولى اهتماما بالغاً بهذا المحصول بدءاً من عمليات الخدمة وحتى الحصاد والتسويق .

وأضاف عوض الله أن وزير الزراعة واستصلاح الاراضى قام بتكريم عدد 8 مزارعين متميزين فى إنتاج القمح العام الماضى بالشرقية، ونظرا لنجاح هذه التجربة فقد تم وضع خطة للتوسع فى زراعة محصول القمح على مصاطب من خلال عدة محاور الأول الإهتمام بعمليات الخدمة والزراعة فى الميعاد المناسب .

أما المحور الثانى فهو تفعيل دور الإرشاد الزراعى حيث تم زيادة الحقول الارشادية هذا العام لتصل الى 250 حقل ارشادى بالاضافة الى حقل بكل جمعية زراعية تم اعتماد 89 حقل يتم الاشراف عليهم لتعميم هذه التجربة، والرابع توفير التقاوى المنتقاه عالية الانتاج من اصناف سخا 93 – سخا 94 ج 168 – جميزه ( 7،9 ،10)مصر (1 ، 2) وقد تم توزيع 29000 أردب هذا العام من الاصناف عالية الانتاج، والخامس هو التوسع فى عمليات التسوية واستخدام السطارة فى الزراعة توفيرا للتقاوى وترشيدا لاستهلاك المياه

وائل قنديل يكتب هذا العار القومى فى رفح




من حق المصريين أن يخرج عليهم مسئول ببيان واضح وكلام يحترم العقول يشرح لنا ماذا يجرى على أرض سيناء ورفح تحديدا.

من حقنا أن نعرف الحقيقة كاملة فى موضوع تهجير الأسر المسيحية من رفح، ومن وراء هذه الفاجعة الحضارية.. إن حالة غليان تنتاب المجتمع بتأثير هذه الأخبار المزعجة، التى إن صحت تكون مصر كلها وليست سيناء فقط فى مواجهة خطر حقيقى، يتجلى فى هذا الغياب الفادح للدولة عما يجرى هناك.

ويخطئ من يتصور أن عملية إجلاء وتهجير المسيحيين من تلك المنطقة مجرد مسألة طائفية، أو انفراد من قبل مجموعة من المتطرفين بالأشقاء المسيحيين هناك، ذلك أنه من الواضح أننا أمام عملية تهجير للدولة المصرية من على أرض سيناء، لكى تخلو للمسلحين والمغامرين الغامضين.. ومن العبث أن ننظر للأمر من زاوية ضيقة تقول إن جماعات متطرفة تمارس عنفا طائفيا فى بوابة مصر الشرقية، ذلك أن القصة شديدة التعقيد والإلغاز وتعبر بشكل مخيف عن غياب مصر عن سيناء، وتغييب سيناء عن مصر.

ولعل الرسالة القادمة مما يجرى فى رفح والتى تريد هذه الجماعات توصيلها للجميع أن الدولة المصرية غير قادرة على حماية أقباطها فى سيناء، ما يعنى فى نهاية المطاف أن سيناء ليست خاضعة للسيادة المصرية، وعليه فإن الصمت والسكوت أمام هذه الأنباء المأساوية يعنى تسليما من الحكومة بالأمر الواقع الذى يحاوله المتطرفون فرضه.

و إذا رضخت الدولة لعملية تهجير المسيحيين قسريا اليوم، فلن يمر وقت طويل حتى يقوم الذين فعلوها بترحيل مصريين آخرين لا يريدونهم من المنطقة لتخلو لهم فضاء مفتوحا لممارسة العربدة والعبث بالجغرافيا والتاريخ.

وفى لحظة كهذه لابد من أن تخرج علينا السلطة الحاكمة فى مصر بخطاب واضح وقاطع يجيب عن أسئلة الذعر والهلع التى تجتاح المصريين عموما والأقباط بشكل خاص، مع الوضع فى الاعتبار أنه ليس خافيا على أحد أن أطرافا دولية وإقليمية تعبث فى سيناء، كما أن هناك سيناريوهات ومخططات بدأت ملامحها فى الظهور منذ سنوات.

وليس من التجنى أن يُقال إننا ندفع الآن ثمنا باهظا لسياسات الغفلة والوهن التى حكمتنا فى الماضى، غير أن هذا لا يصلح مبررا لحالة الصمت العاجز التى تخيم على مصر الآن.. فما كان سائدا ومفروضا علينا فى مرحلة شديدة الانحطاط يجب ألا يستمر ملازما لنا بحجة تعقد الخارطة السياسية إقليميا ودوليا.

وفى مواجهة هذه السيناريوهات الكابوسية لن تستطيع الحكومة المصرية التعامل مع أزمة سيناء دون ظهير شعبى قوى يساند، ويشارك ويتصدى لاختطاف منطقة غالية وعزيزة من مصر، لكن للمساندة والمشاركة شروطا كثيرة، أولها أن تصارح الدولة شعبها بالحقائق، وتشعره بأنها دولة للجميع وليست لتيار بعينه.

عماد الدين حسين يكتب شبح صفوت الشريف فى حزب النور




خسارة.. ما يحدث فى حزب النور هذه الأيام يثبت أن أمامنا سنوات طويلة كى تكون لدينا حياة حزبية تشبه ما لدى العالم الديمقراطى.

يوم السبت الماضى كتبت فى هذا المكان مقالا عنوانه «ما يحدث فى النور يقتل الظلام» خلاصته أن الخلافات داخل الأحزاب ليست عيبا وهى أمر طبيعى يحدث داخل الأحزاب التى تعمل فى النور بعد ان هجرت العمل السرى.

الذى حدث قبل أيام ان عماد عبدالغفور رئيس الحزب اتخذ قرارات بفصل مجموعة من القيادات وردت الهيئة العليا باتخاذ قرارات مضادة منها إقالة عبدالغفور من رئاسة الحزب.

الآن كل طرف يدَّعى ان ما فعله هو «عين الشرعية» ولا نعرف من نصدق، خصوصا أن الكفة داخل الهيئة العليا تبدو منقسمة بين الجناحين.

من سوء الحظ أن ينحدر الحال داخل حزب النور إلى هذه الدرجة المؤسفة.

هذا الانحدار يذكرنا بما كان يحدث داخل الأحزاب الكرتونية والانبوبية قبل الثورة.

الحزب من هذه الفصيلة لم يكن أعضاؤه يتجاوزون المائة فى أفضل الأحوال، وقد تتدهور عضويته لتقتصر على رئيس الحزب وزوجته.

يحصل الحزب على الرخصة من لجنة أحزاب صفوت الشريف ليضاف إلى لوحة الشرف الديكورية التى كان يرسمها الحزب الوطنى ليقول إن لدينا تعددية وديمقراطية ومعارضة.

بعدها تدب الخلافات لاقتسام الكعكة التى هى عبارة عن سفريات ودعوات عشاء فى السفارات وأحيانا ظهور فى وسائل الإعلام.

إذا كان الحزب مؤيدا فهو فى أمان على طول الخط وإذا فكر فى المعارضة تتفاجأ بأن هناك مجموعة داخله قررت إقالة رئيس الحزب وتعيين بديل له. والحل يتلخص ببساطة فى عقد جمعية عمومية طارئة للحزب عبر استئجار بلطجية أو أبرياء وتسجيل أسمائهم باعتبارهم أعضاء بالحزب.

عندما قامت ثورة يناير كانت غالبية الأحزاب الكرتونية تعانى من نفس هذا المرض الانقسامى الخطير.

كنا نظن أن هذا الفيروس الخطير سوف ينتهى بقيام الثورة، خصوصا أن القيود على إنشاء هذه الأحزاب تلاشت، ولم تعد هناك حاجة للتغنى بعبارة «أزهى عصور الديمقراطية» التى كان يرددها الشريف.

أن يتكرر ذلك داخل حزب النور فالمعنى أن هذا الفيروس الانقسامى صار متوطنا داخل الحياة الحزبية المصرية.

مرة أخرى ليس عيبا أن تختلف وجهات النظر داخل أى حزب، لكن العيب كل العيب ان تختفى فجأة الآليات والقواعد الديمقراطية عند حدوث الأزمات.

ما الذى كان يمنع ان تجتمع الهيئة العليا لحزب النور لتناقش مسألة إجراء انتخابات داخلية فى الحزب أو أى قرار آخر بشأن سياسة الحزب، وبعد المناقشة يتم إجراء تصويت عليه، هذا هو الطبيعى، فإذا شعر أى طرف أو جناح أنه أقلية فعلية احترام النتيجة والانتظار لأول جمعية عمومية أو مؤتمر عام للحزب لمحاولة تغيير دفة سياسة أو اتجاه الحزب فى أى طريق يريده طالما كان الأعضاء هم الذين يقررون ذلك.

وطالما أن حزب النور قد استنسخ نفس الطريقة التى كانت تتم قبل الثورة فلا أعرف هل علينا أن نعتذر لصفوت الشريف لأن الداء يكمن داخلنا، أم نلومه لأنه صاحب نظرية تفجير الأحزاب من الداخل التى أدمنها البعض بمن فيهم الإسلاميون.

درس حزب النور الأخير يقدم لنا جرس إنذار شديد، لأنه إذا كان حزب النور حصل على ربع مقاعد مجلس الشعب، وفشل فى أول اختبار ديمقراطى داخلى، فكيف سيكون مؤمنا بممارسة الديمقراطية على المستوى الأشمل وهو الوطن.

طريق الديمقراطية صعب وطويل ومرهق ومكلف ويحتاج شخصيات تؤمن بها أولا.. ورغم كل الصعوبات فالمغامرة تستحق.

فهمي هويدي يكتب أنور وجدى مع حسن بك




حين التقى مرشد الإخوان الدكتور محمد بديع مع الفنان عادل إمام فى احتفال السفارة السعودية بالعيد الوطنى الأحد الماضى (19/9) فإن الحوار بين الاثنين لم يختلف فى جوهره عن الحوار الذى دار منذ نحو سبعين عاما بين مؤسس حركة الإخوان الأستاذ حسن البنا وبين الفنان أنور وجدى. اختلفت التفاصيل والأجواء لكن الموضوع ظل واحدا؛ الحلال والحرام فى الفن.

فى مذكراته يروى أحد رفاق الأستاذ البنا، الدكتور محمود عساف، أنه التقاه ذات صباح من أيام صيف عام 1945، فدعاه لأن يذهب إلى البنك لفتح حساب للجماعة، التى لم يكن لها أى رصيد فى البنوك آنذاك. فى مكتب رئيس البنك جلسا على أريكة فى حين كان أحد العملاء يحدثه وظهره للضيفين. رحب بهما رئيس البنك (شومان بك) بصوت عال، فالتفت نحوهما العميل الجالس وما إن رأى الأستاذ البنا حتى هب واقفا وقال: حسن بك؟ أهلا وسهلا يا حسن بك. ثم تقدم منهما وقال: أنا أنور وجدى، المشخصاتى، يعنى الممثل. طبعا انتم تنظرون إلينا ككفرة نرتكب المعاصى كل يوم، فى حين أننى والله اقرأ القرآن وأصلى كلما كان ذلك مستطاعا.

أضاف الدكتور العساف بعد ذلك قوله: كان الأمر مفاجئا لى. نعم لم نكن ننادى الإمام (البنا) أو نشير إليه إلا بقولنا: فضيلة الأستاذ (أو المرشد)، أما حسن بك فقد كانت نشازا. ونقل عن الأستاذ البنا قوله: يا أخ أنور انتم لستم كفرة ولا عصاة بحكم عملكم. فالتمثيل ليس حراما فى حد ذاته، ولكنه حرام إذا كان موضوعه حراما. وانت واخواتك الممثلات تستطيعون أن تقدموا خدمة عظمى للإسلام إذا عملتم على إنتاج أفلام أو مسرحيات تدعو إلى مكارم الأخلاق، بل أنكم تكونون أكثر قدرة على نشر الدعوة الإسلامية من كثير من الوعاظ وأئمة المساجد. وأنا أرحب بك وآمل أن تحضر لزيارتنا بدار الإخوان المسلمين بالحلمية الجديدة لنتبادل الرأى حول ما يمكن أن تسهموا به فى نشر الفضيلة والدعوة إلى الله. بقية القصة يرويها الباحث عصام تليمة، الذى أورد النص السابق فى كتابه «حسن البنا وتجربة الفن»، فذكر أن أنور وجدى حين سمع هذا الكلام بكى وقبل رأس البنا ويده، وبعدها رأينا له فيلم ليلى بنت الفقراء. وقال لى عصام تليمة إنه بعدما أصدر كتابه علم أن زكى فطين عبدالوهاب ابن السيدة ليلى مراد من زوجها (اللاحق) المخرج فطين عبدالوهاب ذكر فى إحدى المناسبات أن الأستاذ البنا زار أنور وجدى بعد ذلك عدة مرات فى بيته، وكان الفنان الكبير وقتذاك متزوجا من السيدة ليلى مراد، وكانت زيارته تلك من العوامل التى اسهمت فى تحولها من اليهودية إلى الإسلام.

  سألت الدكتور محمد بديع مرشد الإخوان عما دار فى لقائه مع عادل إمام، الذى برأته المحكمة أخيرا من تهمة ازدراء الإسلام التى نسبها إليه أحد المتدينين، وجدت أنه فى رده لم يذهب بعيدا عما قاله الأستاذ البنا لأنور وجدى، سواء فى الموقف من الفن أو فى أمله فى أن يوظف لصالح الإعلاء من شأن الفضائل وإبراز القيم الحقيقية للإسلام.

مما لاحظته فى بحث عصام تليمة أنه سلط الأضواء على علاقة قديمة للإخوان بالنشاط الفنى تخلت عنها الجماعة فيما بعد، أغلب الظن بسبب توتر العلاقة مع السلطة وظروف الملاحقات الأمنية منذ الخمسينيات حتى سقوط نظام مبارك فى العام الماضى. فى هذا الصدد تحدث الباحث عن علاقة بين الأستاذ حسن البنا وبين الفنان حسين صدقى. وهى العلاقة التى استمرت بين الأخير وبين الأستاذ سيد قطب، وفى تحرير تلك العلاقة ذكر الباحث أن حسين صدقى أخبر الأستاذ سيد برغبته فى اعتزال الفن، لكنه حثه على العدول عن الفكرة، وقال له إنه يكتب عشرات المقالات ويلقى عشرات الخطب لكنه بفيلم واحد يستطع أن يلغى كل ما فعله، وإذ نصحه بأن يستمر فى عمله السينمائى فإنه تمنى عليه أن يكون ذلك فى إطار الأفلام الهادفة. وقد استجاب حسين صدقى لذلك وأنتج بعد ذلك فيلمين فى ذلك الاتجاه.

  استهل عصام تليمة بحثه باستعراض جهود الإخوان فى المسرح، وكيف أنهم بدأوا نشاطهم ذاك فى عام 1934، وكان الأستاذ عبدالرحمن البنا شقيق مؤسس الجماعة ذو الميول الأدبية هو الراعى لذلك النشاط. وكانت أولى مسرحيات الجماعة باسم «جميل بثينة» التى انتجتها لجنة تشجيع التمثيل التابعة لوزارة المعارف وقررت إخراجها على نفقتها آنذاك. وكان من النجوم المشاركين فيها أشخاص صاروا أعلاما فيما بعد، فى المقدمة منهم جورج أبيض وعباس فارس وحسن البارودى وفتوح نشاطى ومحمود المليجى، وفاطمة رشدى وعزيزة أمير.

اتسع النشاط المسرحى للإخوان وتعددت العروض التى قدموها فى تلك المرحلة. وكان من الممثلين الذين لمعوا فى تلك العروض آنذاك كل من عبدالمنعم مدبولى وسراج منير ومحمد السبع وشفيق نورالدين وسعد أردش وإبراهيم سعفان، والشقيقان حمدى وعبدالله غيث.

إذا قارنت هذه الخلفية بالصورة الحاصلة الآن تلاحظ أن الإخوان صاروا أكثر بعدا عن عالم الفن، وأغلب الظن أنه سيحيرك السؤال التالى: هل كان الفنانون أكثر مرونة أم أن الإخوان كانوا أكثر استنارة أم أن النخب كانت أقل توترا والمجتمع أكثر تسامحا؟

الدكتورة بسمة عبد العزيز تكتب تلك القضبان



وسط الحرارة الخانقة وأدخنة السجائر، مددت يداى بالأوراق من بين القضبان الحديدية الضيقة، ثم مررتها من أسفل الفتحة المنخفضة للشباك الزجاجى، محاذرة أن تنثنى أو ينفلت بعضها، حتى أوصلتها فى نهاية المشوار إلى يد تلقفتها من وراء كل تلك الحواجز، وجَذَبَتها لتعبر بها إلى الناحية الأخرى، فتمزقت بعض الأطراف وانبعجت من المنتصف.

●●●

ظللت طوال شهرين كاملين أكرر الأمر ذاته فى محاولة لإنهاء بعض الإجراءات الحكومية، أنضم إلى صف طويل، أستمع إلى ثرثرة الواقفين، وأشارك فى محاولات لفض المعارك الجانبية، ثم أصل فى نهاية المسيرة إلى حاجز من القضبان أو الزجاج السميك، وأقف أمام الموظف أو الموظفة فى موضع اتهام، مجبرة على إثبات حسن النوايا تجاه كل طلب، وكل ورقة أقوم باستخراجها.

مع تزايد عدد الإجراءات وتشعبها، أضفت إلى حصيلتى السابقة، سماعة تليفون ثقيلة باردة، تشبه كثيرا تلك الموجودة فى سجون الأفلام الأجنبية، كى يتواصل السجين عبرها مع زائريه، يعرف السماعة كل من اضطرته الظروف ذات يوم لزيارة سفارة هنا أو قنصلية هناك. مع انتهاء رحلة جمع الأوراق والأختام والإمضاءات، أدركت كم هو طويل هذا الوقت الذى قضيته، أرفع صوتى، وأشب على أطراف أصابعى، أو أنحنى وألصق رأسى بالقضبان، لأتمكن من التواصل مع محدثى، كم هو طويل ذاك الوقت الذى شعرت فيه بالحصار والاختناق وأحيانا بالفشل.

●●●

حاولت أن أحصى عدد الحواجز التى قد أمر بها فى الأيام العادية، فوجدتها كثيرة، أمام شباك التذاكر فى محطة مترو الأنفاق قضبان، وحول المخابز المدعمة، وبعض مكاتب البريد ومحطات القطار قضبان، ونافذة الخزانة التى أقبض منها راتبى الشهرى بالمستشفى كذلك، ومنافذ بعض المؤسسات والدور الثقافية، دار الأوبرا ذاتها لم تسلم بعض مكاتبها من القضبان، وكل نوافذها من الزجاج العازل ذى الفتحات شديدة الصغر، حتى مكاتب وزارة الخارجية فى العديد من الأحياء، تبدو بعيدة جدا عن وصف «الخارجية»، لفرط ما يحيط بها من حواجز، فى حى مصر الجديدة على سبيل المثال، يختفى كل حس ودود قد يُمَنِّى المرءُ به نفسه، لتحل محله قضبان حديدية سميكة، لها لون رمادى باهت، يليها زجاج مطوس، يُلقى بالزائر بعيدا عن مطلبه وحاجته من المكان.

ربما تصنع القضبان والحواجز عوازل مستفزة فى بعض الأحيان، تحمل فكرة التخوين والخوف والتوجس من الآخر، تضع حدودا بين من يملك السلطة ومن يحتاج إليها، وتُذَكِّرُ بأن ثمة مسافة تفصل بين من يتكلم ومن يسمع، وبأن ثمة من لا يُمَسُّ وما لا يمكن الوصول إليه، عَظُمَ شأنه أو صَغُر. ربما لا يستدعى مرأى القضبان إلى الذاكرة، إلا ما يرتبط بالسجون وأقسام الشرطة، ولطالما ارتبطت كلمة «القضبان» بالمدانين، مجرمين وأبرياء، بحرية مُشتَهَاه بعيدة المنال، لكن الذاكرة تستدعى أحيانا ما هو أكثر إيلاما؛ قد تأتى مثلاُ بصورة فوتوجرافية مريعة، لتلك القضبان، التى سدت نوافذ القطار المحترق، ومنعت الناس من الفرار حتى تفحموا وهم يتشبثون بها.

يقال إن الحواجز الزجاجية والبلاستيكية الشفافة، إنما هى لحماية الموظفين من التعرض المكثف لميكروبات، يحملها مئات وآلاف من الناس يأتون يوميا لقضاء مصالحهم، ويتحدثون ويتنفسون فى وجوه مستقبليهم، لكنى أظن أن هذا السبب هو فقط الأكثر تهذيبا ودماثة، فسماعة التليفون التى تنتقل من يد إلى يد ومن فم إلى فم فى الأماكن الأكثر تقدما والأعلى مستوى، لابد وأنها تحمل ميكروبات أكثر تنتشر بين الزائرين، وأغلب الظن أن تلك الحواجز المتينة ما هى إلا وسيلة للحماية من أى اعتداء مباغت، قد يقوم به مواطن مغتاظ، أو مواطنة فقدت صبرها من طول الانتظار.

●●●

بعد زيارتى الأخيرة لأحد المكاتب الحكومية القريبة من محل سكنى، قررت أن أكتفى بالاحتمال الأخير: القضبان موجودة فى أماكنها لمنع اعتداء جمهور المقهورين على عموم الموظفين، الذين يشترك أغلبهم فى السمات المزعجة ذاتها، تأكدت من صحة اختيارى حين ضبطتنى أفكر فى كيفية انتزاع القضبان من أماكنها، كى أرى جيدا وجه وملامح الموظف، الذى يستخدم كل ما أوتى من مهارات وقدرات لتعطيل الواقفين، وأتمكن من سؤاله دون «حواجز» عن سبب سلوكه.

تمر بذهنى حواجز أخرى هائلة الحجم، مصمتة، لا تتمتع بالفراغات الكائنة بين القضبان، ولا تحمى فردا موظفا أو مكتبا صغيرا، بل تفصل مجموعات كبيرة من الناس عن هدف هو أيضا كبير؛ الأحجار العريضة الضخمة التى رُصَّت فى الشوارع المحيطة بوزارة الداخلية لتعزلها عن الثائرين على طغيانها؛ والجدار الفولاذى العازل الذى بدأ تنفيذه منذ سنوات ثلاث على الحدود بين مصر وغزة، كى يمنع حفر الأنفاق؛ وأخيرا هناك حائط برلين، الذى ربما شَكَّل حتى وقت ليس ببعيد، أكبر عازل أقيم بين البشر فى بلد واحد، وقد سقط الحائط عام 1989، مع سقوط القيود المفروضة على التحرك بين ألمانيا الشرقية والغربية، وتكاد معالمه الباقية أن تختفى فى الوقت الحاضر، بسبب العادة التى دأب الزوار عليها، وهى الاستيلاء على بعض أحجاره للاحتفاظ بها كتذكار لفشل التقسيم.

●●●

حواجز متعددة الأشكال تحيط بنا، نقضى وقتا طويلا من حياتنا أمامها دون أن نرتكب ذنبا واضحا، فقط مشكوك فينا. يبدو لى أن هناك تناسبا طرديا يحكم حجم وسمك وقوة العازل، فكلما ازدادت الفظاظة كلما صُنِعَت قضبان وجدران وحوائط.