Sunday, September 30, 2012

«المؤسسة الدولية الإسلامية» تُوقّع مع الحكومة المصرية تمويلًا بـ235 مليون دولار




يشهد وزراء المالية والتخطيط والتعاون الدولي والبترول والثروة المعدنية، الإثنين، التوقيع على اتفاق إطاري جديد لتقديم تمويل ميسر بنظام المرابحة الإسلامية بقيمة 235 مليون دولار، ما يعادل نحو مليار و433 مليون جنيه لصالح الهيئة العامة للبترول، والمقدم من المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة، عضو مجموعة البنك الإسلامي للتنمية.

وقال ممتاز السعيد، وزير المالية، إن التمويل الجديد يأتي ضمن اتفاقيات إطارية وقعتها مصر مؤخرا مع المؤسسة الإسلامية، وذلك للحصول على تمويل ميسر لتلبية احتياجات البلاد من السلع الأساسية والاستراتيجية.

وبموجب الاتفاق ستضمن وزارة المالية سداد قيمة هذا الاتفاق، خصما من حساباتها بالبنك المركزي المصري عند حلول موعد الاستحقاق، إذا لم يتوافر بحسابات هيئة البترول ما يكفي للسداد.

رومني: "سلبية" أوباما قادت إلى "الفوضى" في العالم الإسلامي



 اتهم المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية ميت رومني الرئيس الأميركي باراك أوباما بـ "السلبية" التي قال إنها أدت إلى "الفوضى" وذلك بعد أعمال العنف الدامية في العالم الإسلامي التي سببها فيلم مسيء للإسلام أنتج في الولايات المتحدة.
واعتبر رومني في كلمة ألقاها في بلمونت "ماساتشوستس، شمال شرق" إن نظرية أوباما التي مفادها أن "تلاشي الزعامة الأميركية سيهدأ الغضب علينا ويجلب لنا تأييدا، لم تفشل فقط بل أدت إلى المزيد من الفوضى".

وأضاف "إن السياسة الخارجية للرئيس أوباما هي سياسة سلبية وإنكار".

وهاجم رومني تصريحات أوباما التي قال فيها إن أعمال العنف في العالم الإسلامي هي "عقبات على الطريق".

واعتبر رومني إن "مثل هذا التأكيد بشان أحداث صادمة يكشف أن الرئيس لا يدرك حقيقة، خطورة الرهانات التي نواجهها في الشرق الأوسط".

وأضاف "أن هذا يضع الولايات المتحدة وأصدقائها وحلفائها، تحت رحمة ما يحدث وأولئك الذين يريدون بنا شرا".

وقال "نحن رأينا رد فعل ملتبس وبطيء ومتضارب على الهجوم الإرهابي في ليبيا، ورفض مصارحة الأميركيين بشأن ما حدث وفشلا كاملا في تفسير التهديد الإرهابي المتعاظم الذي نواجهه في المنطقة".

وسخرت المعارضة الجمهورية من تغيير الحكومة الأميركية لروايتها بشأن الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي شرق ليبيا الذي قتل فيه سفير واشنطن في طرابلس، قبل أن تقر بان الهجوم "عمل إرهابي" من فعل القاعدة.

ويجري رومني مساء الأربعاء في دينفر أول مناظرة تلفزيونية مع أوباما في السباق للفوز برئاسة الولايات المتحدة في انتخابات نوفمبرالقادم.

ياسر على: زيارة مرسى لتركيا تركز على ملفى الاقتصاد وزيادة الاستثمار



يبحث الرئيس محمد مرسى خلال زيارته القصيرة لتركيا التى تبدأ اليوم، وتستغرق يوما واحدا، ملفات التعاون الثنائى بين مصر وتركيا خاصة ما يتعلق بزيادة الاستثمارات والسياحة التركية فى مصر، كما يستعرض فى لقائين مع الرئيس التركى عبد الله جول ورئيس الوزراء رجب طيب أوردوغان تدعيم العلاقات الثنائية فى مختلف المجالات، وعددا من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

صرح بذلك اليوم الأحد الدكتور ياسر على المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، وقال إن الرئيس مرسى سيلتقى خلال الزيارة بمجلس الأعمال المصرى التركى حيث يرافقه وفد من رجال الأعمال المصريين وذلك لاستكشاف فرص الاستثمار فى مصر وإقامة المشروعات المشتركة فى مختلف الأنشطة الإنتاجية والخدمية وبحث سبل تطوير العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين، وتعريف المستثمرين ورجال الأعمال بالفرص المتاحة فى كلا البلدين".

وأضاف أن الرئيس مرسى سيستعرض مع نظيره التركى ورئيس الوزراء آخر تطورات الأزمة السورية والتوصل إلى حل لها بعيدا عن التدخل الأجنبى لوقف نزيف دماء الشعب السورى، حيث إن تركيا عضو فى اللجنة الرباعية التى اقترحها الرئيس مرسى وتضم أيضا مصر والسعودية وإيران، كما تتناول المباحثات دعم القضية الفلسطينية ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطينى.

وقال المتحدث الرسمى إنه من المنتظر أن يحضر الرئيس مرسى خلال الزيارة المؤتمر العام الثالث لحزب العدالة والتنمية الحاكم فى تركيا، موضحا أن زيارة الرئيس مرسى لأنقرة تأتى فى إطار المساعى المتواصلة لفتح قنوات اتصال مع مختلف دول العالم لدعم الاقتصاد المصرى فى مرحلة التحول الديمقراطى وجذب الاستثمارات الأجنبية وتنشيط حركة السياحة وتوسيع التبادل التجارى بما يكفل زيادة الصادرات المصرية بما ينعكس فى النهاية على زيادة موارد الدولة من النقد الأجنبى وتوفير مزيد من فرص العمل للمواطنين، كما تأتى هذه الزيارة فى إطار تعزيز المشاركة الاقتصادية بين مصر وتركيا، ولاستثمار الثقل السياسى والاستراتيجى للبلدين فى المنطقة لتحقيق النمو والاستقرار بما يخدم مصالح الشعبين اللذين تربطهما أواصر تاريخية متعددة. 

ومن المقرر أن يستعرض مجلس الأعمال المصرى التركى خلال اجتماعه فى أنقرة آليات تشجيع القطاع الخاص فى البلدين على إقامة مشروعات مشتركة فى مصر ودفع الاستثمارات التركية فى مصر فى مجال صناعة الملابس الجاهزة والسياحة، وإعطاء دفعة للمنطقة الصناعية التركية بالإسماعيلية ولمشروع تركى فى مجال صناعة النسيج بدمياط باستثمارات 250 مليون دولار ليتم افتتاحه قريبا.

وكان وزير الخارجية التركى أحمد داود أوغلو قد أعلن أثناء زيارته للقاهرة فى منتصف سبتمبر الحالى عن التوصل إلى اتفاق مع الحكومة المصرية لتقديم تركيا 2 مليار دولار كوديعة واستثمارات من البنك المركزى المصرى بحيث تتركز هذه الاستثمارات فى المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

وقد وافق مجلس الوزراء على البدء فى مباحثات مع الجانب التركى لتسيير خط ملاحى وتسهيل خدمات النقل والترانزيت عبر الأراضى المصرية، لتكون مصر بوابة التجارة الخارجية التركية لدول الخليج ثم آسيا وأوروبا وذلك من خلال ميناء الإسكندرية سفاجا، حيث تتجه البضائع التركية إلى الإسكندرية ثم تقوم شاحنات بنقلها لميناء سفاجا بالبحر الأحمر ثم إلى دول الخليج العربى وآسيا وأوروبا، وذلك من خلال اتفاقية تحدد بها رسوم نقل وعبور الشاحنات بقيمة قد تصل إلى ألف دولار يوميا، بالإضافة إلى محاسبة هذه الشاحنات بالسعر الفعلى للوقود عند وقت التموين بدون دعم الدولة، بالإضافة إلى مشروعات التنمية والمشروعات الكبرى المقترح إنشاؤها والتى تخدم تلك الاتفاقية، حيث سيلتزم الجانب التركى بتدريب العاملين فى الخدمات اللوجيستية خلال الفترة المقبلة والتى من المتوقع أن تصبح مصر فيها نقطة تمركز تجارى بين تركيا ودول العالم، وجارٍ صياغة الاتفاقية فى ضوء المعايير والضوابط التى تحددها اللجنة المعينة والوزراء المعنيين.

كما تم الاتفاق خلال الزيارة التى قام بها بشير أطلاى نائب رئيس الوزراء التركى للقاهرة فى مارس الماضى على توسيع التبادل التجارى بين مصر وتركيا وزيادة حجم الاستثمارات التركية العاملة فى السوق المصرية ونقل السلع التركية التى كانت تنقل فى السابق عبر المنافذ السورية من خلال الموانئ والأراضى المصرية، كما تم الاتفاق على التوقيع قريبا على اتفاقية للنقل البحرى بين البلدين. 

وأكد بشير أطلاى نائب رئيس الوزراء التركى أنه حث فى لقائه مع المستثمرين الأتراك فى مصر على الاستمرار فى ضخ استثماراتهم وتوسيعها بما يزيد من حجم إنتاج الشركات التركية العاملة على الأرض المصرية وبما يزيد من فرص العمل للمواطنين المصريين، مشيرا إلى أن حجم التبادل التجارى بين البلدين خلال عام 2010 بلغ ما يقرب من ثلاثة مليارات دولار.

كما نقل رسالة شفهية من رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا تتعلق باستعداد بلاده بدعم الاقتصاد المصرى، وأضاف أنه تمت متابعة تنفيذ نتائج الزيارتين اللتين قام بهما لمصر مؤخرا كل من الرئيس التركى عبد الله جول ورئيس الوزراء أوردغان.

وأشار إلى أن اللقاء تناول أيضا أهمية تعزيز علاقات التعاون الاقتصادى والتجارى من خلال تفعيل اللجنة المشتركة المصرية التركية للتعاون الاقتصادى والفنى الذى كان آخر اجتماع لها فى أكتوبر 1996، كما تم التأكيد على أهمية الاستفادة من الخبرة الفنية فى مجالى التعليم العام والفنى، وتشجيع المشاركة فى المعارض والأسواق الدولية والمناسبات السياحية وتبادل المعلومات والخبرات فى مجال الاستثمار السياحى والاستفادة من الخبرة التركية فى مجال المنتجات السياحية.

المحكمة تبرئ توفيق عكاشة من تهمة سب وقذف علاء الأسواني



قضت محكمة جنح عابدين، برئاسة المستشار بكر أحمد بكر، ببراءة توفيق عكاشة، رئيس قناة الفراعين، من تهمة سب الروائي علاء الأسواني.

كان الأسواني قد أقام دعوى ضد عكاشة، يتهمه فيها بالسب والقذف والتشهير به وبسمعته الشخصية، وذلك خلال حلقة البرنامج الذي كان يقدمه عكاشة على قناة الفراعين.

وقال عكاشة: "إن الأسواني يدعو الشباب للشذوذ، ويقوم بترويج أفكار هدامة، تؤدي بالمجتمع المصري للانحدار".

رسالة "طالب ثانوى "من سجن وادى النطرون :جلدونى وزحفونى ونائب المأمور وضع جزمته على وجهي


قدمت عائلة " خالد مقداد" طالب الثانوية العامة المعتقل بسجن وادى النطرون ، على خلفية أحداث السفارة السعودية بالقاهرة، بلاغاً للنائب العام المستشار عبد المجيد محمود حمل رقم 10060 بلاغات للنائب العام ، يكشف عن تعرض خالد الى اشد انواع التعذيب داخل السجن .
وقالت حنان مقداد شقيقة خالد انهم تقدموا ببلاغ للنائب العام طالبوا فيه بايقاف تنفيذ الحكم العسكرى الصادر من محكمة جنح عسكرية شرق بالقضية رقم 2530 و الصادر فى حق الطالب و الذى تم التصديق عليه يوم فى 20 يونيه الماضى . موضحة انهم قرروا تقديم اوراق القضية لوزارة التربية و التعليم للسماح للطالب بأجراء امتحانات استثنائية لثانوية العامة بعدما رفضت ادارة السجن السماح له بدخولها العام المنصرم

كما كتب خالد رسالة من داخل سجن وادى نطرون حكى فيها عما تعرض له من قهر وتعذيب داخل السجن ، وأوضح فى رسالته ، عن جلده واهانته ،وسبه بأفظع الالفاظ والشتائم والى نص الرسالة :-
يوم السجين المحبط
بسم الله الرحمن الرحيم به نهتدي و نستعين وعلي اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلي اصحابه تسليما كثيرا
تواجه البلاد اليوم ظروف صعبة جدا ولكن دعونا نتكلم عن بئر عميق لا يشاهده احد من الشعب الا قليل وهو السجن .
تعدي الايام وتمر الايام ونحن هنا نري الظلم بعيوننا نرى كل يوم عذاب ولكن ماذا نفعل في لحظة تكلمت فيها وقلت لماذا تفعلون هذا بالمساجين هم بشر مثلكم تماما قالوا لي لا تتكلم يا حثالة المجتمع يا شوية رعاع اسقطوا رجلا عظيم فعل من اجل مصر الكثير واسقطوا وزير الداخلية اللي ضحى من اجل الامان للشعب انتم ايها الرعاع الفرافير اسقطتم هؤلاء الزعماء.

واخدوني وقيدوني علي "الفلكة" وكل ضربة اخدتها كان يقول بجانبها "يا ولاد الوسخة خربتوا البلد"
بعد خمسون جلدة على قدمى قال لى انت هدية اهديناها للسعودية . قلت فى عقلى حسبى الله ونعم الوكيل .
اول يوم جئت فيه هذا المعتقل دخلت من الباب الاول وفى يدى الكلبش .. قالوا لى اجلس على ركبتيك ..جلست
وبعد هذا قالوا لى قف على رجلك يا حقير وبعد هذا دخلت غرفة كبيرة جدا ورائحتها كريهة جدا جدا وكلها فضلات .. قالى لى نائب المأمور تعال .. جئت إليه ..قال لى ما هى تهمتك؟ قلت له "سب الذات العسكرية"
قال لى هل انت تنتمى الى احزاب او حركات قلت له نعم .. قال لى انظر الى هذه الغرفة .. قال لى اريدها نظيفة تماما
قلت له كيف افعل ذلك ..قال لى ازحف على صدرك ونظفها يابن ......... فجأة جاء المخبر ومعه كلبش ، كلبش يدى خلفى وجاء بالشومة على ضهرى وبعدما زحفت ساعتان على صدرى جاء المخبر واخدنى الى العنبر وفتح للمساجين و خلعوا ملابسى كلها كلها
وقال لى اقضى حاجتك فأقضيت حاجتى أمام المساجين.
جاء لى بزجاجه فيها مياه ومسحوق غسيل وكلور وقال لى اشرب هذه الزجاجة قلت له لماذا؟ قال لى عشان ترجع كل اللى فى بطنك شربت هذه الزجاجه ورجعت وفى الأخر طلعت غرفتى ونمت وافتكرت انى لم اذهب الى اى مكان.

يوم مظاهرات اهالى المساجين أمام مسبيرو جاءوا وقالو لى المأمور يريدك نزلت وقالوا لى اخلع ملابسك قلت لماذا قالو لى افعل ذلك بسرعه فعلت ذلك
جاء المأمور وقال لهم قيدوه تقيدت قال لى نام على ظهرك قلت لأ قال لى ماشى ياروح أمك انا هنيمك
نمت على ظهرى وضع جزمته على وجهى وضرب فى حتى فقدت الوعى وقال لى انتم الذى فعلتو بهذه البلد هكذا وتف فى وجهى ووضع العصا فى ..... وصرخت حتى قال لى انتم اللى ضيعتو هيبتنا يارعاع .
وذهبت الى غرفتى وكلى حسرة ولكن لن أسكت




السلطات المصرية تنفي ترحيل اقباط من رفح والمجلس القومي لحقوق الانسان يؤكد



اكد المتحدث باسم الرئاسة المصرية ياسر علي السبت ان "مؤسسة الرئاسة المصرية لا تقر اي شكل من التهجير لاي مواطن مصري"، مؤكدا ان اسرة مسيحية واحدة انتقلت من مدينة رفح الحدودية مع قطاع غزة "بصورة احترازية" بعدما شعرت بالخطر.
وقال علي في تصريحات نقلتها وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية ان "توجيهات الرئيس محمد مرسي لمحافظ شمال سيناء اللواء سيد عبدالفتاح حرحور والقيادات الأمنية منذ اللحظة الأولى تتمثل في توفير كافة الحماية لكل أهالي سيناء من مسلمين ومسيحيين".
واضاف ان "حالة انتقال الأسرة المسيحية برفح هي حالة فردية جاءت بصورة احترازية من جانبها عقب إطلاق بعض الأعيرة النارية أمام أحد المحال المملوكة لمواطن مسيحي مصري وأنه عندما شعر بالخطر خرج مع أسرته من المدينة".
وتابع علي ان "مؤسسة الرئاسة لا تقر هذا الشكل من التهجير لأي مواطن، والجميع لهم أسهم متساوية في الوطن سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين".
واكد ان الرئيس المصري محمد مرسي، القيادي السابق في جماعة الاخوان المسلمين، "أعطى توجيهاته لمحافظ شمال سيناء بضرورة توفير الحماية اللازمة لجميع المواطنين القاطنين بسيناء".
وشدد على ان "مؤسسة الرئاسة ترفض أي تمييز بين المواطنين وتعتبرهم جميعا سواء".
وكان رئيس الوزراء المصري هشام قنديل نفى السبت ترحيل مواطنين اقباطا من مدينة رفح مؤكدا ان حكومته اصدرت تعمليات بحماية الاقباط "اينما وجدوا".
لكن المجلس القومي لحقوق الانسان، اكد تلقي الاقباط في رفح تهديدات اضطرتهم للرحيل عن المدينة، داعيا الحكومة الى تحمل مسؤولياتها حيالهم.
وقال قنديل، في تصريحات للصحفيين نقلتها وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية "ان التوجيهات للسلطات المصرية هي توفير الحماية للأخوة الأقباط أينما كانوا".
واضاف "ليس هناك ترحيلا لبعض الأسر برفح وإنما ارتأت إحدى الأسر أن تنتقل الى منطقة أخرى، فأطلقت الحرية لها وهذا يعد من منطلق الحرية لهم شأنهم شأن أي مصري".
وقال عدد من سكان مدينة رفح ومسؤولون محليون الجمعة ان عدة اسر من رفح غادرت الى مدينة العريش، على بعد نحو 30 كيلومترا الى الغرب، بعد تلقيها تهديدات بالقتل.
واكد الاب ميشال انطوان في كنيسة العريش ان "هذه الاسر رحلت طوعا خوفا على حياتها بعد التهديدات" دون ان يوضح عدد هذه الاسر. واشار الى انه كان يوجد في رفح سبع اسر قبطية قبل هذه المغادرة.
وعثر الاسبوع الماضي في المدينة على منشورات تهدد اقباطها بالقتل اذا لم يرحلوا عنها كما افاد اهالي اكدوا ايضا ان السلطات المحلية، التي ابلغت سريعا، لم تتخذ اي اجراء لحماية الاقباط.
وبعد ذلك بايام تعرض متجر لعائلة قبطية لاطلاق نار من سلاح رشاش، وفقا للاهالي.
وفي بيان اصدره السبت، قال المجلس القومي لحقوق الانسان، الذي شكله الرئيس المصري محمد مرسي اخيرا، انه "يتابع ببالغ القلق الأحداث التي تجري علي أرض سيناء والتهديدات التى تلقاها المواطنون الأقباط في مدينة رفح من جماعات خارجة على القانون والنظام العام".
واضاف المجلس انه "ازاء تلك التهديدات أضطرت الأسر القبطية الى الرحيل من مساكنها" وشدد على انه "ليس مقبولا تبريرات بعض أجهزة الدولة بأن هذا الرحيل تم بناء على طلب تلك الاسر، لأن أبسط مسؤوليات الدولة أن توفر الحماية لمواطنيها وان تضمن لهم حق السكن الآمن والحماية من أي مخاطر تهددهم".
وطالب المجلس "أجهزة الامن وكافة المسؤولين فى الدولة على أعلى المستويات بمن في ذلك رئيس الوزراء أن يكفلوا للمواطنين الاقباط فى مدينة رفح مواصلة العيش فى امان لأن تخلي الدولة عن هذه المسؤولية سوف يشكل سابقة خطيرة غير مسبوقة فى مصر ويعود بنا الى عصر الغاب بدلا من دولة القانون".
وسبق ان تعرض اقباط مصر، الذي كانوا يعانون من التهميش في عهد حسني مبارك وباتوا اكثر خوفا على امنهم بعد تولي الاسلاميين الحكم، لعدة هجمات في السنوات الاخيرة.
كما يخشى الاقباط، الذين يشكلون ما بين 6 الى 10% من 82 مليون مصري، ان يكونوا ضحية لانعكاسات الفيلم المسيء للاسلام الذي اشعل موجة احتجاج عنيفة في العالم الاسلامي والذي يعتقد ان منتجه مصري من اقباط المهجر يعيش في الولايات المتحدة.

شافيز لـ"فرانس برس": أنا بصحة جيدة ومستعد للحكم حتى 2019



أكد الرئيس الفنزويلى هوجو شافيز المرشح لولاية رئاسية جديدة من ست سنوات فى السابع من أكتوبر المقبل، مجددا السبت أنه شفى من مرض السرطان، وقادر على الحكم حتى العام 2019 على أقل تقدير، وذلك فى مقابلة خص بها وكالة فرانس برس خلال تجمع فى إطار حملته.

وعلى سؤال لمعرفة ما إذا كان شفى تماما من السرطان طرح عليه على شاحنة تسير وسط آلاف من أنصاره فى مدينة جواريناس شرق كراكاس، أجاب شافيز "اعتقد أن الجواب هو نعم، اشعر بأننى فى أحسن حال".

وأضاف الرئيس المنتهية ولايته، والذى ترجح استطلاعات الرأى فوزه على الحاكم السابق هنريكى كابريلس مرشح المعارضة الرئيسى، البالغ من العمر 40 عاما، "لو أننى لا أشعر بالقوة لأحكم ست سنوات إضافية لما كنت هنا، وسنعمل بوتيرة سريعة".

وفى الموكب كانت بعض النساء تبكين لدى رؤيتهن له وهو يمر بينما كانت أخريات تلقين رسائل تتضمن تظلماتهن وكانت تجمع بعناية.

وكان شافيز (58 عاما) خضع لعملية جراحية مرتين فى 2011 و2012 بسبب سرطان مصاب به فى منطقة الحوض لم تكشف طبيعته مطلقا لكن اضطره لمتابعة علاجات طبية مكثفة.

وبعد أن ندرت إطلالاته على الساحة السياسية خلال بضعة أشهر تزامنت عودته بزخم مع بداية الحملة الانتخابية فى يوليو.

واقر شافيز أيضا أنه اضطر للتخفيف من وتيرة أنشطته، وقال الرئيس الذى أعيد انتخابه باستمرار منذ 1998، "فى العامين التى الأولين من الحكومة لم أهدأ مطلقا، لكن الجسم يذكرك أن عليك تخفيف الوتيرة".

وبالرغم من ذلك كانت مسيرة جواريناس عرضا جديدا للقوة، وسأل شافيز طفلا فى الثامنة أخذه بين ذراعيه أثناء المسيرة "لماذا تبكى يا صغيرى؟". فأجاب الطفل "لأننى أحبك".

وأثناء سنواته ال14 فى الحكم كسب هذا الزعيم الذى يتمتع بالكاريزما امتنان الطبقات الشعبية بفضل برامجه الاجتماعية الممولة بعائدات النفط.

وعبر أيضا عن ثقته فى هزم كابريلس، ودعا إلى تحقيق فوز أوسع قائلا "إن الأهم هو توسيع الفارق لترسيخ الثورة" الاشتراكية.

لكنه أقر أيضا انه لم يتوصل إلى تحرير البلاد من الاعتماد على الإيرادات النفطية التى تمثل 90% من موارد فنزويلا من العملات الصعبة، علما أن هذا البلد يملك ثروة نفطية تعد من أكبر الاحتياطات النفطية فى العالم لكنه طلب مزيدا من الوقت لبلوغ هذا الهدف.

وتابع "أنه نموذج عمره مئة عام، لقد حققنا تقدما لكنه أمر يسير تدريجيا فهناك حاجة للوقت لوضع النشاط الاقتصادى فى مساره".

واقر "ارتكبنا أخطاءً فى تطبيق البرامج التى لم تعمل كما كان ينبغى خصوصا فى الخدمات العامة" وهو موضوع ركز كابريلس هجومه عليه فى بلد يعانى من عيوب فى التغذية بالمياه أو الكهرباء ويملك بنى تحتية فى حالة رديئة.

وأضاف الرئيس المرشح "نحن بحاجة لمزيد من الفعالية السياسية والاجتماعية والاقتصادية، لقد طورنا التعليم لكن ما زالت تنقصه الجودة". وقد تراجعت نسبة الأمية فى فنزويلا من 9.1% فى 1999 إلى 4.9% فى 2011 بحسب أرقام رسمية.

أمريكا تعيد أصغر معتقلي غوانتانامو إلى كندا



أعادت السلطات الأمريكية أصغر سجناء معتقل "غوانتانامو"، عمر خضر، إلى كندا مطلع هذا الأسبوع، ليمضي بقية عقوبته في بلده الأصلي، بعدما قضى نحو عشر سنوات معتقلاً في القاعدة العسكرية التابعة للجيش الأمريكي في كوبا، بينما كان في الخامسة عشرة من عمره.

وأكد وزير السلامة العامة في الحكومة الكندية، فيك توز، أن طائرة عسكرية أقلت خضر من سجن غوانتانامو، هبطت في إحدى القواعد الجوية في "ترنتون" بإقليم أونتاريو، حيث من المقرر أن يمضي بقية فترة عقوبته في سجن "ميلهافن" في "باث"، والذي يبعد حوالي 130 ميلاً إلى الشرق من مدينة تورنتو.

وأثارت قضية خضر، الذي احتجزته السلطات الأمريكية ضمن معتقلي تنظيم "القاعدة" في خليج غوانتانامو، عام 2002، كثيراً من الجدل بين الكنديين، حيث يعتقد كثيرون أن عقوبته جاءت "مخففة"، فيما يرى آخرون أنه كان يجب معاملته على أنه "طفل مقاتل"، كما انتقدوا تعرضه لـ"سوء معاملة" خلال فترة احتجازه.

وبموجب اتفاق مع الإدعاء العسكري، في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2012، أقر خضر بـ"الذنب" في إلقاء قنبلة يدوية على عدد من الجنود الأمريكيين، في بداية الحرب على أفغانستان عام 2002، مما أسفر عن مقتل الجندي كريستوفر سبير، الرقيب أول بالقوات الخاصة الأمريكية.

وأثناء محاكمته أواخر العام 2010، التي تُعد أول محاكمة عسكرية تجري بقاعدة غوانتانامو، منذ تسلّم الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، لمنصبه، قضت المحكمة بسجن خضر 40 عاماً، سيقضي منها 8 أعوام، بعدما أقر بذنبه بتهم القتل، ومحاولة القتل، وتقديم دعم مادي لجماعة إرهابية

إحالة بلاغ يتهم أبوحامد بالتحريض على الإخوان لنيابة دمياط



أمر النائب العام المستشار عبد المجيد محمود، بإحالة البلاغ المقدم من أحمد عبد السلام الريطي، المحامي، ضد محمد أبو حامد، عضو مجلس الشعب "المنحل"، لنيابة دمياط للتحقيق في اتهامه بالتحريض على أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وتكدير السلم والأمن الاجتماعي وازدراء طائفة من الشعب المصري.

وأوضح المحامي في بلاغه الذي حمل رقم 3404 لـسنة 2012 بلاغات النائب العام، أن النائب السابق محمد أبو حامد، اعتاد توجيه التهم الكاذبة لجماعة الإخوان المسلمين، كما اعتاد على تحريض الشعب على أعضاء الجماعة، بالإدعاء عليهم كذباً بأن جماعتهم تحتل مصر، ويجب مقاومتها، والثورة عليها، مما يعد تحريضا على طائفة من الشعب المصرى لإرهابها وازدرائها.

وطالب في نهاية بلاغه النائب العام بالتحقيق مع "أبو حامد" بتهمة الإرهاب، وفقاً للمادة 86 من قانون العقوبات التي تنص على (يقصد بالإرهاب كل استخدام للقوة أو العنف أو التهديد أو الترويع، يلجأ إليه الجاني تنفيذاً لمشروع إجرامي فردي أو جماعي، بهدف إيذاء الأشخاص أو إلقاء الرعب بينهم، أو تعريض حياتهم أو حرياتهم أو أمنهم للخطر).

إحالة شفيق للجنايات بتهمة الفساد المالي في وزارة الطيران واهدار 3 مليار جنيه



احال  المستشار هشام رءوف قاضى التحقيقات المنتدب من وزير العدل اليوم الفريق أحمد شفيق المرشح السابق لمنصب رئيس الجمهورية إلى محكمة جنايات القاهرة بعد توجيه له تهمه إهدار المال العام، وارتكاب فساد مالى فى قطاع الطيران يقدر بنحو 3 مليارات، وذلك فى البلاغ المقدم من النائب حسن أبو العزم عضو مجلس الشعب عن حزب النور.

وقالت مصادر بأن المستشار هشام رؤف استمع إلى أقوال النائب أبو العزم، وقدم النائب أوراقا ومستندات عبارة عن تقرير الجهاز المركزى للمحاسبات، حول مديونيات وزارة الطيران والتى جاءت على النحو التالى 3 مليارات و280 مليون جنيه للبنك الدولى، و380 مليون دولار ومليار و700 مليون لبنك الاستثمار القومى، و330 مليون جنيه قرضا فرنسيا و750 مليون جنيه للبنك الأهلى، و50 مليون جنيه من بنك التمويل السعودى، و5 مليارات و700 مليون ين يابانى من بنك اليابان للتعاون الدولى.

وأوضح أن الفريق أحمد شفيق سلم المطار لشركات أجنبية لإدارته مثل شركة مطار باريس الفرنسية بأجر مليون و250 ألف دولار سنوياً منذ عام 2005، وشركة أمريكية للقضاء على الحشرات بالمطار، وقيام وزارة الطيران بضخ 240 مليون جنيه من أموال الشركات التابعة لوزارة الطيران لصالح شركات لا تربح مملوكة لرجال أعمال، وإهدار 54 مليون جنيه فى تجديد شبكات الكهرباء فى مبنى الركاب 2، وشراء سيارتى مرسيدس لأحمد شفيق فى باريس، وسفر بناته وأقاربه 45 مرة إلى باريس على نفقة الوزارة، وإنشاء ممر جديد وبرج مراقبة تكلفت مليارا و250 مليون جنيه.

وأضاف أبو العزم فى بلاغه، أن شفيق عين وزيراً للطيران المدنى عقب منحه لنجلى الرئيس السابق علاء وجمال مبارك 40 ألف متر بالبحيرات المرة، وأهدر شفيق 3 مليارات جنيه من البنك الدولى عبارة عن قرض لإنشاء ممر ثالث بمطار القاهرة الجديد، لافتاً إلى أن تقرير جهاز المركزى للمحاسبات يؤكد أن الممر الثالث لا يعمل، ويستخدم فى حالة الطوارئ لوجود عيوب فنية به عبارة عن تشققات ومطبات رغم تكلفة الممر نحو مليار و500 مليون جنيه.

وبعد اتخاذ الإجراءات اللازمة تقرر إحالته إلى محكمة الجنايات

إسلام حربى.. قاصر فى زنزانة «الدواعى الأمنية» الأم بحسرة: مستقبل ابنى ضاع ويا ويله من نظرة المجتمع



جلست «الأم والأخت» طويلاً بجانب هاتف المنزل الأرضى انتظارا لمكالمة مصلحة السجون لتبشر الأسرة المكلومة منذ مارس 2011 بخروج الابن الأصغر للعائلة صاحب الـ4 أشقاء، بحسب وعود المحامين بأن العفو الرئاسى بات قريباً، ولكن حينما رن الهاتف كانت الإجابة مقتضبة: «إسلام مش خارج فى عفو الريس.. معلش أكيد هيخرج المرة الجاية».

إسلام حربى، ذلك القاصر صاحب الـ16 عاماً، بات «النزيل» الأقدم فى زنزانته بسجن طرة، فهو حبيسها منذ 30 مارس 2011، بعدما حوكم بتهمة حيازة سلاح أبيض والتجمهر فى قضية لم يكن «طرفاً» فيها بالأساس، وحصل على حكم عسكرى بـ7 سنوات، وهو فى الـ14 من عمره، قبل أن يرفق القضاء العسكرى بحاله ويخفضها إلى عامين، لتظل الأم تقدم تبريرات واهية لتساؤلات ابنها فى الزيارة الأسبوعية بطرة حول أسباب عدم مغادرته سجون العسكر ضمن «عفو مرسى».

الأخت الكبرى لإسلام تتحدث عن مأساة أسرة كان هو عائلها، قائلة: «خرج إسلام برغبته من المدرسة وهو فى الصف الخامس الابتدائى ليتفرغ لرعاية الأسرة، متعلقاً بمهنة «صبى فرن» بعائدها المادى البسيط، قبل أن يدفعه فضوله لمعرفة أسباب شجار عنيف نشب فى 22 مارس 2011 بمنطقة القطامية بين عائلتين، إلى قضاء عامين من عمره وراء جدران السجن، بعدما قبضت عليه الشرطة العسكرية بشكل عشوائى مع أطراف المشاجرة».

تواصل الأخت الحديث: «إسلام يلقى معاملة سيئة داخل السجن، فكونه المسجون الأصغر وسط معتقلين جنائيين وسياسيين يجعله عرضة دائمة للتحرش والاعتداء الجنسى من المساجين، وإدارة السجن لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم، وكأنه عقاب»، مشيرة إلى أن أخيها دائم الشكوى من تعرضه للسرقة، خاصة فيما يتعلق بملابسه التى تحضرها له الأسرة، حتى إنه يبدو لنا فى زياراتنا الدورية كأنه «فعلاً مجرم»، لأنه يقبع فى زنزانة مخصصة للحالات الخطيرة يطلق عليها «دواعى أمنية».

الأم التى لم تجد وسيلة لكسب الرزق الحلال سوى مهنة «بائعة الجرائد»، تطالع يومياً الصحف لعلها تجد خبر العفو عن ابنها الأصغر، تتحدث عن أنها لا تريد سوى رد كرامة واعتبار إسلام بإسقاط التهم عنه التى ستطارده مستقبلاً فى حياته، قائلة: «ابنى لو التهم ماسقطتش عنه.. هيتعامل معاملة السوابق.. وهيضيع أكتر ما هو ضايع»، موضحة أنه سيغادر السجن فى أكتوبر المقبل ولكنه سيغادره إلى سجن أكبر هو المجتمع الذى سينظر إليه نظرة أرباب السجون وهو ما زال فى عامه الـ16، فبالرغم من أن وسائل الإعلام سارعت فى بداية سجن إسلام إلى عرض قضيته فإنها سرعان ما «تجاهلته مع الأيام، وظللت وحدى أنا وعيالى نبحث عن الحرية لابنى»، موجهة الشكر إلى مجموعة «لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين» التى ساندت القضية منذ لحظتها الأولى ولم تتوقف عن تقديم الدعم والإعاشات للابن المسجون.

النديم ينشر شهادة شقيق مجند قتل على أيدي الشرطة في قليوب



النديم ينشر شهادة شقيق مجند قتل على أيدي الشرطة في قليوب.. كريم مات خلاص بس فيه غيره هايخش القسم ده 

المجند هو كريم بيومي يوسف. كريم يعمل في القاهرة. أسرته تسكن في قرية كوم أشفين بعد قليوب بمحطة. معه ابتدائية. مجند حربية للسنة الثالثة وموعد خروجه مارس 2013. كان يعمل مع شقيقه في محله لبيع اكسسوارات السيارات. والده متوفي منذ كان كريم في العاشرة من عمره. شقيقه اسمه شادي. يقول شادي:

يوم الخميس:
يوم 20 سبتمبر كريم كان معدي وهو رايح مكتب الشغل بتاعه (كان راكب ماكينة) لقى فيه خناقة في الشارع ومن ضمن الواقفين كان فيه ابن عمه صغير في السن.. ضربه وقال له روّح (ابن العم عمره 16 سنة). جاي يمشي مخبر مسكه من هدومه. "أنا مليش دعوة أنا مجند ورايح وحدتي" "مليش فيه" "الكارنيه بتاعي أهو" "مليش فيه".
وجت قوة من القسم أخدت كريم وأخدت مجموعة من الناس في بوكس وراحوا على قسم قليوب. ناس اتصلت بينا وقالوا أن الشرطة أخدوا كريم، روحنا وقفنا قدام القسم محدش عايز يدينا عقاد نافع.. أنكروا إن كريم جوا.. والدتي راحت تتوسل لأمين الشرطة قال لها امشي بدل ما أمد ايدي عليكي.

يوم الجمعة الصبح:
فوجئنا بعربية شرطة عسكرية جاية القسم. فكرت إنهم جايين لكريم. سألت قالوا لأ، لأ جايين لمشكلة تانية. قلت له فين كريم. قالوا احنا معندناش معلومات خالص. في القسم كمان أنكروه مرتين، وفي المرة الثالثة عسكري الشرطة العسكرية أخد مني بيانات كريم.. برضه أنكروه. طلب منهم المحاضر واطلع عليها بنفسه، لقى كريم في أول محضر. المأمور رفض يسلم الشرطة العسكرية كريم، واختلفوا.
يوم الجمعة بالليل:
قالوا فيه عرض على النيابة. شوفنا كريم والشرطة العسكرية راحت معاه. دخلوا المحاضر من غير الأشخاص. الشرطة العسكرية ألحت إن وكيل النيابة يشوف حالة كريم. أول ما دخل وكيل النيابة صعق لما شافه وقال عرض باكر. شكل كريم، كان عينه الشمال وارمة وزرقان تحت العين وجروح بالجبهة والوجه والرقبة والصدر والكتف: كدمات حمراء على زرقاء (كله مش بقع). كان صعبان عليه نفسه.. مش عايز يورينا نفسه.

يوم السبت الصبح
رحنا النيابة الصبح. حضر معاه محامي احنا اللي جايبينه. كانوا عايزين يرجعوه القسم والشرطة العسكرية أصرت إنهم ياخدوه، وأخدوه. وكيل النيابة أمر بعرضه على طبيب في مستشفى بولاق العام ثاني يوم. واداله 4 أيام على ذمة التحقيق. مش عارف ليه ماعرضوش في نفس اليوم. يوم السبت عرفنا من كريم: إن ضابط المباحث كسر له الكارنيه وشتمه أول ما دخل القسم ودفعه على الأرض ووقف عليه بالجزمة فوق رقبته. كل ده عشان قال له: "أنا مينفعش تاخدني.. أنا عسكري". معاون المباحث أحمد عبد العال هو اللي ضرب كريم في الشارع والقسم، هو ورقيب الشرطة محمد الشحات رجب، وعريف شرطة محمد عبد الباقي عبد الباقي. عملنا محضر في النيابة يوم السبت باللي حصل لكريم في القسم على إيد رئيس المباحث والمخبرين وناس كريم عارفهم شكلاً. المحضر بإسم والدتي لواحظ سليمان علي عبد الدايم.

يوم الأحد:
الشرطة العسكرية جاية بكريم وجواب رسمي من الجيش لقينا شبه كوردون في المستشفى. والدكتور عمل تقرير ظاهري فقط (مناخيره كانت بتنزف دم، وبقعة دم في العين وحاسس إنه مش شايف، ضربة طبنجة عاملة إصابة في دماغه من الضهر).. كريم كان عايز يعمل آشعات على الحاجات دي كلها وكان بيعيط. الدكتور رفض وقال التعليمات بتقول اعمل ظاهري فقط. خرجنا من عند الدكتور.. المأمور بعت اتنين أمناء شرطة ياخدوا التقرير.. ورفضوا يدوا نسخة للشرطة العسكرية وقالوا تروحوا القسم تاخدوا صورة طبق الأصل.. لما راحوا القسم لقوا الموظفين مشيوا.

يوم الاثنين:
كريم طالع يجدد أمام قاضي التحقيق، جدد له 15 يوم. القسم جاي بالتقرير وبرضه رفضوا إن الشرطة العسكرية تطلع أو تاخد صورة. وقالوا روحوا القسم، ونفس الحكاية ما أخدوش حاجة. "استخدام القوة والعنف مع موظفين عموميين وتهريب متهم". فيه تعتيم معمول على كريم مش عارف ليه.
كريم حالياً مع الشرطة العسكرية على ذمة القضية. الواقعة حصلت في مكان شغل كريم. الدنيا كلها بتحب كريم.. 3 سنوات في الجيش لا جزاء ولا أي حاجة. يوم الجلسة، ضابط المباحث بيقول عملنا تحريات لقينا كريم الدنيا كلها بتحبه.
كريم اتسأل كمتهم وكمجني عليه.. مكتوب في التحقيق إن وكيل النيابة سأله هل ترغب في عرضك على الطب الشرعي وإن كريم جاوب بلأ. ما أخدوش أقوال الشهود.

كريم مات خلاص.. فيه غيره هيخش القسم ده.. مفيش حد بيحط كلمة حلوة في القسم ده. احنا قلنا البلد اتعدلت وكل واحد هياخد حقه بالقانون.

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تلغي زيارتها إلى تونس



أعلن يوم أمس مساعد المستشارة الالمانية انجيلا ميركل، أن المستشارة ميركل ألغت زيارة لتونس كان من المقرر أن تقوم بها في اوائل شهر أكتوبر القادم، وذكرت صحيفة ألمانية ان الإلغاء يرجع الى بواعث قلق امنية بسبب الاضطرابات التي شهدتها المنطقة خلال الاحتجاجات على الفيلم المناهض للاسلام.
وقال المتحدّث باسم ميركل ستيفين سايبرت أن الزيارة ألغيت “بالاتفاق مع الحكومة التونسية”. وامتنع عن الافصاح عن سبب الالغاء لكن صحيفة فاينانشال تايمز دويتشلاند أرجعته الى بواعث قلق أمنية في عرض موجز لعدد يوم الخميس.
واتخذت المستشارة موقفا تصالحيا مع مسلمي ألمانيا خلال حديث عبر الهاتف مع انصار حزبها في وقت متأخر يوم الاربعاء. وقالت انه مع وجود أكثر من ثلاثة ملايين مسلم في المانيا صار الاسلام “جزءا منا”.
وأشارت الى الاحتجاجات العنيفة على فيلم “براءة المسلمين” التي تعرّضت خلالها السفارة الالمانية في السودان للاقتحام هذا الشهر “معظم المسلمين في ألمانيا نأوا بأنفسهم بوضوح عن مثل هذه الافعال.”
وانتقدت الحكومة الالمانية الفيلم ووصفته بأنه هجوم فجّ على الاسلام كما وصفه وزير الخارجية جيدو فسترفيله بأنه “فيديو معاد للاسلام ويحض على الكراهية”. وتقول السلطات الالمانية أنّها ستنظر في منع أيّ محاولة لعرضه.

فهمي هويدي يكتب ارفعوا أيديكم عن عبدالناصر



أصبحت أخشى على عبدالناصر من الذين يهتفون باسمه هذه الأيام ويتدثرون بعباءته، حتى أزعم بأن الرجل لو بعث حيا لأدهشه وأغضبه أن يزج باسمه فى الكثير مما يجرى، ولتمنى ألا يأتى البعض على سيرته فيما يقولون ويفعلون.

خصوصا أولئك الذين يحاولون تقمص شخصيته والادعاء بأنهم خلفاء له. وكان الرئيس الليبى السابق معمر القذافى أبرز هؤلاء، منذ استغل عبارة قالها الرئيس الراحل بحسن نية ذات مرة أثناء زيارته لليبيا، ووصف فيها صاحبنا بأنه أمين على الثورة العربية والقومية العربية. ومنذ ذلك الحين حولت أبواق القذافى تلك الشهادة إلى نشيد وطنى يتردد كل يوم تقريبا. واعتبرها الأخ العقيد صكا أرضى به غروره وطموحه، وأذل به شعبه إلى أن كشفت الثورة الليبية عن حقيقته وعاقبته بما يستحقه.

أستغرب تمسح بعض الفلول فى اسم عبدالناصر وزعمهم بأنهم امتداد له. وجنود أوفياء لثورة 23 يوليو، فى حين أنهم بقايا نظام كان بمثابة انقضاض على أهم ما مثله عبدالناصر، على الصعيدين الوطنى والاجتماعى. لقد حاولوا ان يستخدموا اسمه وقبره فى إطلاق المظاهرات المعادية للثورة. وطالعنا رسالة لأحدهم فى ذكرى وفاته (28 سبتمبر) حيا فيها «الزعيم الخالد» وأعلن التزامه بمبادئه ونهجه، فى حين أنه هو من قال أن مبارك وليس عبدالناصر هو مثله الأعلى، فى مراهنة ساذجة على ضعف ذاكرة المصريين. وكان ذلك من قبيل الإفراط فى الادعاء والتدليس، إذ لم يجد صاحبه غضاضة ولا فرق بين من كان كنزا استراتيجيا لإسرائيل، ومن كان عدوا استراتيجيا لها. تجلت تلك الفجاجة أيضا فى أداء نموذج لأحد المهرجين الذين ظهروا فى الساحة السياسية مؤخرا. فصاحبنا هذا الذى يتمسح الآن فى ثياب عبدالناصر، كان قبل عدة أشهر ضيفا على حزب الكتائب اللبنانى، وألقى خطبة اعتبر فيها زعيم الحزب سمير جعجع الذى تلاحقه شبهات واتهامات عديدة تشينه سياسيا ــ سواء فى ارتكاب جرائم القتل فى الداخل أو فى تعامله مع إسرائيل وغيرها من الدوائر المشبوهة ــ ويعتبر ان ذلك الدور المشبوه كان «ملهما» للثورة المصرية!

خلال السنوات الأخيرة لاحظنا أن إرث عبدالناصر تنافست عليه أربع مجموعات على الأقل ظهرت تحت مسميات هى: الحزب العربى الديمقراطى ــ وحزب المؤتمر الشعبى الناصرى ــ وحزب الكرامة ــ وحزب الوفاق. وداخل كل واحدة من تلك المجموعات أجنحة كان التنافس بينها  أشخاص بالدرجة الأولى وليس حول مبادئ وأفكار. صحيح أنه كان بينهم متطرفون يصرون على استنساخ التجربة الناصرية كما كانت، ومعتدلون فضلوا اخضاع التجربة للنقد والتطوير، كما ان بعضهم ظل ملتزما بإطار التنظيم الطليعى، فى حين أن جيلا آخر من الشباب انخرطوا فيما عرف باسم أندية الفكر الناصرى، إلا أن القاسم المشترك الأعظم بين الجميع كان شخص عبدالناصر.

قبل أيام قليلة ــ فى ذكرى وفاة عبدالناصر يوم 28/9 ــ أعلنت تلك الأحزاب اندماجها فى حزب واحد قيل انه سيحمل اسم الحزب الناصرى. ولم يعد سرا ان تجاوز تلك المجموعات لخلافاتها لا يرجع إلى تقارب فى الأفكار وتنازل عن الحسابات الشخصية بقدر ما انه ينطلق أساسا من الاحتشاد لمواجهة الإخوان والسلفيين فى الانتخابات القادمة. الأمر الذى قد يعنى انه تحالف مؤقت معرض للانفراط بمجرد انتهاء الظرف الذى استدعاه.

من ناحية ثانية فإن الاسئلة يمكن أن تثار حول مدى قدرة الائتلاف الجديد على جذب أصوات الجماهير، خصوصا الشرائح التى ترى ان التجربة الناصرية تمثل خبرة ماضوية بأكثر من كونها مشروعا مستقبليا. وفيما فهمت فإن الداعين إلى إقامة الحزب أو الائتلاف الجديد يتطلعون إلى الحفاظ فى الانتخابات القادمة على الأصوات التى حصلها المرشح الرئاسى السابق حمدين صباحى (مؤسس حزب الكرامة) إضافة إلى الأصوات التى أعطيت للفريق أحمد شفيق عن غير اقتناع به، ولكن تعبيرا عن معارضة المرشح الآخر الدكتور محمد مرسى. كما أنهم يأملون أيضا فى جذب أصوات الخائفين من نفوذ الإخوان المسلمين.

الأمر الجدير بالتسجيل فى هذا السياق ان جمال عبدالناصر كان من أوائل الذين عارضوا تداول مصطلح الناصرية، حين برز فى أوساط بعض الجماعات الوطنية فى أفريقيا وأمريكا اللاتينية، وكان من رأيه أن هناك أناسا يتعاطفون مع تجربته وهؤلاء يمكن وصفهم بالناصريين حقا، ولكن من الخطأ أن تختزل التجربة فى شخصه بحيث تصبح  المبادئ والقيم الوطنية والاجتماعية التى دافع عنها مشروعا ناصريا، وهى ليست كذلك بالأساس. وقد سجل هذه الفكرة الأستاذ محمد حسنين هيكل فى بعض كتاباته، وعلى موقع السيد سامى شرف مدير مكتب الرئيس الراحل شهادة له بذات المعنى.

أدعو الجميع لأن يرفعوا أيديهم عن عبدالناصر. سواء كانوا انتهازيين يتمسحون فيه لإيهامنا بانتماءاتهم ونسبهم الوطنى، أو حواريين يدغدغون مشاعر الناس بأحلامهم سنوات خلت وعالم انقلب رأسا على عقب. لذلك أزعم أن الوفاء الحقيقى لعبدالناصر يكون بتجنب ابتذال اسمه. وبنقد تجربته بنزاهة ومسئولية، وبالدفاع عن القيم الايجابية التى ناضل من أجلها وتمثلت فى تمسكه بالاستقلال الوطنى والعدل الاجتماعى والانتماء إلى الأمة العربية ــ لأن الشخص زائل والأمة باقية.

وائل قنديل يكتب خبر سار وسط مناحة قومية




أن يقرر أربعة من المنسحبين الخمسة من الجمعية التأسيسية لوضع الدستور العودة إلى المشاركة واستئناف عملهم فى صياغة دستور مصر الجديدة فهذا خبر يستحق الاحتفاء ويبعث على بعض التفاؤل فى ظل هذه المناحة القومية المنصوبة بطول مصر وعرضها.

وأن يعلن كل من الدكتور عبدالجليل مصطفى والدكتور سمير مرقس والدكتور جابر جاد نصار والدكتورة سعاد كامل رزق، وكلهم من التيار المدنى، فى بيان صدر أمس الرجوع عن قرار الانسحاب، والانخراط فى صناعة الدستور فهذه خطوة تعلى المصلحة الوطنية، بعيدا عن هذه المهارشات والمكايدات الصغيرة التى تملأ سماء مصر بالغيوم.

وبالنظر إلى أسماء العائدين فهم مجموعة من المعارضين الأشداء الأوفياء للقضية الوطنية دون مزايدة أو ترخص فى الخلاف أو ابتذال للمواقف.. أما البيان الصادر بشأن العودة فإنه يؤكد مجموعة من القيم المحترمة فى ممارسة العمل السياسى المتجرد من شبق الاحتراب من أجل الاحتراب، وهو الميكروب الذى هاجم الساحة السياسية مؤخرا، وأدى إلى نوع خطير من السيولة فى المواقف التى دفعت بالبعض إلى تسييد نوازع المناوأة والمناكفة، حتى وإن كان ذلك بالتنسيق والتحالف مع أطراف تناصب ثورة 25 يناير العداء الصريح.

وحسب نص البيان «فإن المنسحبين يعودون إلى الجمعية للمشاركة الفعالة فى أعمالها على النحو المشار إليه وعلى قاعدة تأكيد وتفعيل دور الجمعية التأسيسية كوكيل عن الشعب فى إنشاء وإدارة حوار مجتمعى واسع وشفاف يضمن التوافق والمشاركة وليس التغالب والمنازعة لتأكيد احترام التقاليد الدستورية المصرية العريقة وإحاطة جموع الشعب بما يتم التوافق عليه داخل الجمعية ويحتفظون فى ذات الوقت بحقهم فى اتخاذ أى موقف تمليه عليهم ضمائرهم والتطورات اللاحقة سواء داخل الجمعية أو خارجها من أجل هدفهم الثابت فى كتابة دستور يليق بمصر الحرة الأبية بتنوعها الثقافى وتركيبها الحضارى وتجربتها التاريخية لتكون بحق وطنا عادلا ومنجزا ومتقدما ومكتفيا».

ومن الواضح أن هذه العودة لا تعنى أننا بصدد تقديم «شيك على بياض» للجمعية، بل إن وجود هذه الأسماء يوفر قدرا من الشفافية والوضوح فى عمل الجمعية، ويمثل عينا أمينة للمجتمع على ما يجرى داخلها، ومدى استجابة نصوص مواد الدستور لتطلعات وأحلام المصريين فى دستور ما بعد ثورة 25 يناير.

ويبقى على التيار الغالب داخل الجمعية التأسيسية أن يحتفى بهذه العودة بشكل عملى، من خلال الوفاء بما جرى الاتفاق عليه سابقا من السعى إلى تصعيد عدد من الأعضاء الاحتياطيين، بما يجعل التشكيل النهائى مجسدا بحق لحالة التنوع المجتمعى، ومعبرا عن جميع مكونات الأمة المصرية.

ولو تم ذلك، ومع وجود لجنة الخبراء الفنيين المكونة من عشرة من المثقفين والسياسيين من القوى المدنية، تمارس عملها فى المناقشة والصياغة والتصويب، فإننا نكون قد بددنا كثيرا من سحابات الشك والتربص بعملية وضع الدستور.

ومن الآن ستبدأ جوقة التشكيك والترويع فى النهش فى المنسحبين العائدين، واتهامهم ببيع القضية والسقوط فى إغواء الأخونة، إلى آخر هذه اللائحة من فزاعات الابتزاز وقطع الطريق على أية محاولة لتحقيق تقدم على هذا الطريق المزروع بالألغام وقنابل الكلام، الجاد منه والفارغ.

عماد الدين حسين يكتب خطورة تسليح أبناء سيناء



نتمنى أن تنجح جهود جميع الأجهزة الحكومية فى استعادة سيناء مرة أخرى لتصبح إضافة إلى الأمن القومى المصرى، وليس شوكة فى ظهورنا جميعا.

واجبنا يحتم علينا أن نناقش بهدوء ما تفكر فيه وتدرسه هذه الأجهزة، ومن بينها نية وزارة الداخلية تدريب وتسليح ألف من أبناء قبائل سيناء فى حفظ الأمن بالمنطقة يعملون فى وظيفة «حارس الدرك».

من الطبيعى أن نفكر فى كل الوسائل كى نخرج من هذا النفق الأكثر إظلاما من الأنفاق المحفورة فى رفح على جانبى الحدود. ونسأل هل فكرنا فى التداعيات التى يمكن أن تنشأ بسبب فكرة تسليح أبناء القبائل؟!.

السؤال لا يعنى رفض الفكرة بل ضرورة تقليبها من كل الوجوه حتى نضمن نجاحها حال تطبيقها.

من المنطقى مراعاة طبيعة المنطقة وعاداتها وتقاليدها التى تختلف إلى حد ما عن كثير من عادات أهل الصعيد والدلتا أحيانا.

من الطبيعى أيضا الإيمان بأن فكرة عصا الأمن الغاشمة لم ولن تنجح فى فرض الاستقرار بالقوة، من دون وجود توافق شامل يراعى متطلبات أهل سيناء وتنمية مناطقهم.

علينا أن نفكر فى تجارب مماثلة حاولت بلدان أخرى تطبيقها وتقترب من نفس الحالة لكن مع فارق الظروف.

الحكومة السودانية الحالية لجأت إلى فكرة قريبة حينما سلحت قبل سنوات مجموعة من أبناء القبائل «الجنجويد» لمقاتلة المتمردين من نفس القبائل فى دارفور، والنتيجة هى تكريس الحرب الأهلية فى هذه المنطقة وليس إنهاءها.

الحكومة العراقية وبالتعاون مع المحتل الأمريكى اخترعت «الصحوات» واغدقت عليهم بملايين الدولارات، وتتلخص الحكاية فى تسليح بعض أبناء القبائل خصوصا السنية لمواجهة المقاومين للمحتل المنحدرين من نفس القبائل، والنتيجة أيضا هى حرب تصفية بين أبناء القبائل أنفسهم واتهامات متبادلة.. الصحوات تتهم المقاومة بأنهم إرهابيون، والمقاومة تتهم قيادات القبائل بأنها صارت أدوات فى يد المحتل.

من المهم تماما دمج أبناء قبائل سيناء ليس فقط فى جهاز الأمن ولكن فى سائر أجهزة الدولة حتى يشعروا بأن «البلد بلدهم» فعلا. لا نريد حلا يقضى على بعض الإرهابيين لكن يقود إلى حرب أهلية بين قبائل سيناء، علينا أن ندرس الأمر طويلا حتى لا نعالج مشكلة بمشكلة أكبر وأخطر.

الأمر يحتاج إلى استراتيجية شاملة فى جميع المجالات وليس فقط فى تعيينات بقطاع الأمن.

عندما يتم تعيين الخريجين فى سائر الوزارات، وعندما تكون هناك فرص عمل حقيقية، وعندما يشعر ابن سيناء أن الحكومة تتعامل معه باعتباره شريكا فى التنمية والوطن، فأغلب الظن سوف يختفى تماما المسلحون والإرهابيون والعملاء والمغرر بهم، وحتى إذا بقى بعضهم فإن أبناء المنطقة سيهبون لمواجهته.

مرة أخرى ما تفعله أجهزة الأمن فى مطاردة الخارجين على القانون فى سيناء شىء مهم جدا، لكن للأسف لا ولن يكفى مهما طال أمده.

نخطئ دائما حينما نتصور أن حل مشكلة سيناء فى جيب الأمن. ونخطئ أكثر حينما نعلق الأمر على شماعة المؤامرة الإسرائيلية الأمريكية.

المؤامرة موجودة لا شك، لكنها لا تعمل إلا من خلال أوضاع محلية، نحن السبب فيها. وعندما نفشل منذ عودة سيناء قبل أكثر من ثلاثين عاما فى حل مشاكلنا فمن العار أن نحمل المشكلة فقط لإسرائيل أو لأمريكا أو لبضعة تنظيمات متطرفة فى العريش أو غزة.

منذ عشرات السنين يقول الجميع إن الحل هو تعمير سيناء بصورة شاملة.. ولن يحدث ذلك إلا بتوافق وطنى شامل.. من دون ذلك لن تجدى أى خطة مهما حسنت النوايا.

مرسي يؤيد تدخلاً عسكرياً عربيا في سوريا مستشاره سيف عبد الفتاح ربط الأمر بمعرفة حدود وأهداف هذا التحرك




في أول موقف سياسي جديد يصدر عن الرئاسة المصرية، كشف سيف عبد الفتاح مستشار الرئيس المصري محمد مرسي، أمس السبت، أن مصر مستعدة للمشاركة في تدخل عسكري عربي في سوريا لإنهاء أزمتها، مجددة موقفها الرافض للتدخل الأجنبي في سوريا. 

وقال عبد الفتاح في تصريحات لوكالة أنباء "الأناضول" التركية إن "مصر تدرس المقترح القطري بشأن التدخل العسكري العربي في سوريا، وستجري اتصالات مع الدوحة وأنقرة قريبا حول هذا المقترح".

وأشار مستشار مرسي إلى أن "القاهرة قد تدفع تركيا لتنشيط المقترح القطري ودعم التدخل العربي في سوريا"، مضيفا أن "هذا الأمر سيتطرق إليه لقاء الرئيس مرسي مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان خلال لقائهما المنتظر".

وأضاف عبد الفتاح "نحن مستعدون من حيث المبدأ للمشاركة في التدخل العربي في سوريا، ولكن بعد التعرف على حدود وأهداف وملامح هذا التدخل"، مشددا على "تمسك مصر برفض التدخل الأجنبي في سوريا".

وكان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة دعا، خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الثلاثاء الماضي، إلى تدخل عربي في سوريا، مشددا على أنه "من الأفضل للدول العربية أن تتدخل انطلاقا من واجباتها الإنسانية والسياسية والعسكرية، بعد فشل مجلس الأمن في التوصل إلى موقف موحد بشأن سوريا".

وسبق للرئيس مرسي أن طالب في أكثر من مناسبة الرئيس بشار الأسد بالرحيل عن السلطة، معتبرا أنه لا مجال للحديث عن إصلاحات في هذه الآونة، لكن التغيير ووقف النزيف.

وعن المبادرة المصرية الرباعية لحل الأزمة السورية، قال عبد الفتاح "من السابق للأوان القول إنها أخفقت، ولكن نستطيع وصفها بأنها مبادرة النفس الطويل"، مضيفاً أن "إلغاء اجتماع دول المبادرة الرباعية في نيويورك الأسبوع الماضي، لا يعني فشلها ولكن الفترة المقبلة ستشهد لقاءات ثنائية بين دول المبادرة (مصر وتركيا وإيران والسعودية) وربما نحاول أن نجعل الأمور تصل لاتفاق الحد الأدنى".

ابراهيم عيسى يكتب ليبراليو الوهابية فى دستور الإخوان



فرقٌ كبيرٌ بين التوفيق والتلفيق..
جهود حثيثة نشهدها الآن فى لجنة الدستور سواء من الإخوان أو من الأعضاء الذين اختارهم الإخوان من غير التيار الإسلامى لزوم تجميل اللجنة، تسرع من إيقاع وحماس تمثيل مسرحية التنازلات المشتركة من الطرفين حتى تقطع الطريق على كشف عورات هذا الدستور وعوار واضعيه.
إن لجوء الإخوان المتلهف إلى الإخوة المحسوبين على القوى المدنية (ونحتسبهم عند الله) إنما يشبه الاستعانة بمحلل يبيح الزيجة غير المشروعة لهدف واحد هو إنقاذ وجه الطرفين ذوَى الوجهين.
الإخوان الذين يسعون للاستحواذ على الدولة ويستخدمون نفس الأساليب الفجة والتعسة التى احترفها مِن قبلهم النظام السابق، يريدون تمرير دستور يسمح لهم بالترويج لجمهورهم ثم لمستهدفيهم من الجمهور أنهم نصروا الإسلام وأعزوا الشريعة وواجهوا الملاحدة وأعداء المشروع الإسلامى.
حقيقة الأمر أن الإخوان والسلفيين يريدون من الدستور أن يكون دعايتهم الانتخابية فى معركة الانتخابات البرلمانية القادمة، فهو إنجازهم الوحيد إلى جانب إنجاز تحوُّل الرئيس مرسى إلى واعظ مصر الأول وأشهر خطيب مسجد فى العالم.
أما المحسوبون على التيار المدنى والذين، يا للمفارقة، يتحدثون عن أنفسهم باعتبارهم ليبراليين بينما هم يرضون بالتنازل عن قيم الحرية والعقل ويتوافقون مع التخلف ويضعون نظريات للقبول برجعية البداوة فهم فعلا ليبراليو الوهابية الجدد، يريدون دورا تحت الأضواء التى خَبَت عنهم وتكثفت على غيرهم والتزموا نفس المنهج السقيم القديم وهو أن يحاولوا لعب دور المعارضة الرسمية المستأنِسة المعترِفة بتفوق الحزب الحاكم ليتحصلوا منه على الفتات من المقاعد فى تنسيق انتخابى خائب كعادة هذا المنهج الذى ينتهى به الحال دائما إلى تحول هؤلاء إلى قطط منتظرة أمام محلات السمك.
الطرفان، مع اعترافى بحسن نية البعض وإخلاص البعض الأقل، يدّعيان القدرة على التوفيق بين مطالب المدنية ومساعى الغلوّ والتطرف الدينى، ولا أحد قال لنا كيف ستتم معجزة إبراء الأكمه وشفاء الأبرص عن طريق هؤلاء، فالمؤكد أن مادة فى الدستور تنص على حرية عقيدة لا يمكن أن تتوافق مع مادة تحدد العقيدة بأنها الأديان الثلاثة، واستمرار المادتين حتى نُرضِى الطرفين تلفيق لا توفيق.
ثم عندما تكون هناك مادة تبيح زواج القاصرات، وإن تلميحًا، لا يمكن أن تتوافق مع مادة تتحدث عن الحفاظ على حقوق الطفل، واستمرار المادتين معًا حتى يشعر كل طرف أنه نجح فهذا تلفيق لا توافق.
وأن يكون هناك نص على حرية الصحافة ثم آخَر على حق تعطيل الصحف، فكيف يتصور السادة الملفقون من جماعتنا فى الإخوان أو ليبراليى الوهابية أن هذا يَخِيل على الناس كأنه لا تناقض أو تنافر؟!
يناضل الإخوان كى يخرجوا بهذا الدستور من كهفهم الذى يحرسه الغريانى بتوتره التوافقى! ممسكين فى يدهم بليبراليى الوهابية كشهود من أهلها ويهللون بخروج دستور الثورة، وهو دستور يليق بأن يكون دستور ثورة القاهرة الأولى فى أثناء الحملة الفرنسية لا ثورة يناير!
لكن هذا الدستور التلفيقى لا يمنح لهؤلاء ولا أولئك براءة من التلفيق، بل الأمر ممارسة علنية للفحشاء السياسية ليبرر ليبراليو الوهابية لأنفسهم مهزلتهم وتجارتهم الفاسدة مع الغلوّ والتطرف، وليصرحوا ويثرثروا ما شاؤا أن يفعلوا وُسْع الطاقة، وهى واسعة والحمد لله، لكن هذا لن يحقق لهم إلا مكانة ممتازة فى قهوة بعرة حيث الكومبارس المتميزون ينتظرون طول الوقت دور البطولة… الذى لا يجىء أبدا.

ناصر عبد الحميد يكتب فى بيان التكفير



بنفس الثقة التى ألصق بها السيد وجدى غنيم الكفر بأعضاء حزب الدستور والأحزاب الليبرالية كافة، أرى بنفس الثقة أن حسابه مع الله لن يكون سهلا وأن توزيعه للكفر هكذا على عباد الله «جملة وقطاعى» سيكون أثره عسيرا، إلا إذا تاب عنه الشيخ واستغفر ربه وأعلن مرة أخرى على الملأ أنه كان يقول أى كلام لأنه كان منفعلا مثلا أو واكل صحن كبير من الفول على الصبح فغشى بظلاله على الصحيح فى رأسه، أما لو استمر هكذا فله أن ينتظر يوم الحساب اختصام الآلاف الذين كفّرهم له أمام المولى عز وجل، حيث وجه المدعو هكذا بثبات وتجرؤ يُحسَد عليه لومه إلى السيد محمد يسرى سلامة على دعوته الناس لدخول حزب الدستور، وذكّره بحساب الله، ثم أردف بأنه لا يفهم «ليبرالى أو علمانى أو حداثى فكله كافر كافر».
والواقع والحادث أيضا أن هذه الظاهرة ليست وليدة اليوم ولا البارحة، فقد فعلها الخوارج وكفّروا على بن أبى طالب بعد أن كانوا يحاربون معه، وهم الفئة المتطرفة المتزمتة متحجرة العقل والفكر الذين استحلوا بعد ذلك دماء أهل الذمة وأموالهم، وهم الذين تكونوا بعد معركة صفين ورفضوا نتيجة التحكيم وعينوا عليهم وليا وشقوا صف علىّ كرم الله وجهه، ولم يكتفوا بذلك فحسب بل كفّروا عثمان والحكمين وأصحاب الجمل وكل من رضى بتحكيم الحكمين، ويمكن أن تحسب هذه كبداية لنشأة هذه الظاهرة بين المسلمين، أما على بن أبى طالب فرفض فكرة تكفيرهم وتبعه فى ذلك بعدها أهل الرأى رغم كل ما فعلوه وقالوه ووصفوهم بالفاسقين خشية النصوص الكثيرة التى تحذر من الاجتراء على إخراج أحد من الإسلام.
المهم هنا واللافت للنظر أيضا أن هؤلاء الخوارج رفعوا شعار «لا حكم إلا لله»، كموقف من التحكيم، وبالطبع فهو حق يُراد به باطل ولكنهم استخدموا ذلك لاستقطاب بسطاء الناس باسم التمسك بكتاب الله، وقد كانوا كثيرى التعبد وقراءة القرآن على فكرة، وهكذا ببساطة يمكنك أن تقيس اليوم بالبارحة فى ما يتجاوز السيد وجدى غنيم بكثير وما يمكن أن يحدث فى المستقبل من استغلال الدين فى الحكم والسياسة، فتجارب البشر والمجموعات وطبائعهم تتكرر، وستظل حتى قيام الساعة إما بالمثل تماما وإما بتصرف.
على جانب آخر فإننى أرى أن مثل هذه الفتاوى التى تطلق فى الفضاء كل ليلة وضحاها خصوصا التكفيرى منها له جزء آخر إيجابى، حيث إنها التجربة العملية لعموم الناس للتعلم بالمشاركة والمراقبة والحكم بالبديهية والتلقائية دون تعقيد، فلما يستمع أحد العامة المصدقين إلى هذا الشيخ مثلا، شيخ لكبر السن، ويجده يكفّر آلافا من المنتمين إلى أحزاب معينة وبالمصادفة يكون أحد أعضاء هذا الحزب أو ذاك أحد أقربائه، أو أخاه أو أباه أو بنته مثلا، أو جارا له يَخبره جيدا، أو أصدقاء لابنه يطمئن لاستضافتهم فى منزله، أو زميلا فى عمل، أو أحد المارين عليه ليل نهار، لا بد من أن صدمة كهربائية ستطاله، فلا يمكن أن يكون هذا الذى يعلمه شخصيا كافرا أو فاسقا، وإن أخطأ فكل ابن آدم خطَّاء، على طريقة أنه لا يمكن أن يكون حسين ابن الحاج وهدان من أعداء الوطن كما عبر أحمد سبع الليل فى فيلم «البرىء»، بعد أن اكتشف الزيف الذى يلقيه المستبدون الطغاة أصحاب المصالح فى الفيلم على مسمعه ليل نهار، حتى غيروا من سلوكه وحقنوا فى قلبه العداوة والغلظة على غير فطرته السليمة البريئة التى فطره الله عليها فصار جلادا بيديه النقيتين.
أما اللافت والغريب هنا فهو أن السيد وجدى غنيم بعد أن وصف معارضى الرئيس والنخبة فى مصر بالصراصير والفئران التى تعيش فى النجاسة، وأنهم كالكلاب المسعورة والخنازير لجهرهم بمعارضة الرئيس ومطالبته له بأن لا يعبّرهم فى جزمته، لأن جزمته أنضف منهم، جاء بعدها مذهولا يعتب على الرئيس بعد لقائه الفنانين كأن به صدمة بعد أن قال الرئيس فى لقاء الفنانين إنه يقدر دورهم فى النقد، وإن الفن والإبداع فى خدمة الوطن وطالبهم بأن يعملوا ويزيدوا، فيعتب عليه بأنهم سيفهمون كلامه غلط، وهو أمر مثير للشفقة على الشيخ الذى لم يستطع هو من بعد ما سمعه من كلام الرئيس أن يفهم أى شىء أو أن يدرك أى شىء أو يحلل أى شىء، فهذا الكلام قاله الدكتور مرسى بعظْمة لسانه، والفن الذى يراه هو دعارة وفجورا يراه الدكتور مرسى إبداعا وفى خدمة الوطن.
ملحوظة: أنا أقدّر للشيخ وجدى غنيم موقفه من حسنى مبارك.

خالد البري يكتب «فيسبوك» و«تويتر» سيقودان التغيير – ما تستعجلوش



أنا من جيل كبر على السمع، وعلى نجوم شرايط الكاسيت. الواحد منهم كان يخبط الكام جملة، ويسجل لنفسه بوُوكمان «سونى» اخترعه الكفرة، وشرايط اخترعها الكفرة، ويوزعها على سواقين الميكروباصات اللى اخترعها الكفرة، ويقعد يشتم فى الكفرة، وركاب الميكروباص تمصمص شفايفها إعجابا بقصص ليس لها فى الحقيقة أى مردود إيجابى على حياتهم اليومية. المهم إنِّك لو قاعدة فى الميكروباص كان لازم تسمعى. عاجبك عاجبك. حتى لو اللى بيتكلم عمَّال يكرَّهِك فى نفسك. لو عايزة تصرخى مش هتعرفى تصرخى. وكتر الزن أقوى من السحر. بعد شوية تلاقى نفسك مقتنعة إن دى الحقيقة. ما هو ماحدش قال لك كلام مختلف.
طيب مال ذكريات الطفولة السعيدة دى بـ«فيسبوك» و«تويتر»؟ ماله وماله إزاى يا برنسيسة؟!
فى جيل «فيسبوك» و«تويتر» مافيش الكلام ده. «فيسبوك» و«تويتر» خلوا الكتابة أهم من السمع. ولما أقول الكتابة يعنى إنتاج الكتابة ويعنى كمان تلقى الكتابة. اللى بتكتب حلو بتاخد أصحاب أو متابعين أكتر. ولايكات أكتر. واللى بيختلفوا معاك بأدب بتتعلمى منهم حاجة. دايما بتتعلمى منهم حاجة (سيبك من اللى بياخدوا لايكات من الهتّيفة، أو اللى بيقلوا أدبهم فى سبيل أى حاجة).
حتى الناس اللى لسه شغالة على السميعة المطيعين، هتلاقى اللى اترحموا منه وسط جمهورهم الأمى اللى مش بيناقش، بياخدوه مضاعف من الجمهور الكتابى بتاع «فيسبوك» و«تويتر». تلاقى الواحد منهم طلع بتصريح بيخالف تصريح قاله من خمس شهور، زى ما كان متعود يعمل زمان، بيروح أهل «فيسبوك» و«تويتر» جايبين له التصريح، والتويتة، والكليب على «يوتيوب»، ويقولوا له لو كان جمهورك سلطانية، إحنا مش أكيلة فتة. أنا عارف إن انتى عارفة أنا قصدى على مين، وهو عارف، وأصحابه عارفين. بس تعملى إيه فى أطقم البلاستيك اللى بتعيش أكتر من أطقم البورسلين؟ دى حكمته!
لكن بعيد عن السياسة، ودا الأهم هنا، «فيسبوك» و«تويتر» بيغير ذوق الناس الجمالى بطريقة غير مباشرة. إزاى؟! خليكى معايا هنا لاحسن إحنا داخلين  حتة من الحتت اللى بتشوفى فيها الناس رافعة حاجب ومنزلة حاجب وعاملين فيها «مثقفين» ويعرفوا كلام كبير.
بصى كده على نجوم «فيسبوك» و«تويتر». الناس اللى عندهم فولوورز كتير. هل هم الناس اللى بيتكلموا كلام متنمق وواخد فُمّ غسالة وبعده فُمّ تجفيف ومكوة بمية النشا؟! أبدا أبدا أبدا. وف نفس الوقت أوعى تفتكرى إن قصدى إن اللى بيتكلموا عكس كده تماما هم اللى بيبقى عندهم متابعين وأصدقاء أكتر من غيرهم.
الكلام الجذاب، الملعوب، ممكن ييجى بكل الأنواع: جد وهزل. ناعم وجاف. المهم يكون جذاب. من غير ما أنظَّر عليكى، الناس، إنتى وانا واحنا، بنتعلم ده. بنتعلم نخرج من التنميط والنموذج الواحد اللى اتفرض علينا فى التعليم التلقينى. بنتعلم نبقى متمردين، ونعبّر عن نفسنا، ونثق فيها. بنتعلم ننافس علشان يبقى لينا أسلوبنا المميز، وأفكارنا الأصيلة. وبنتعلم إن «الجمال» -خدى بالك من الجملة دى- مالوش دعوة بالتهذيب وعدمه، بالزينة وعدمها. دى قضية كبيرة فى الفن، مهما حاولتى تشرحيها نظريا مش هتقدرى وهتضطرى تقولى كلام كبير زى «مقدمات فن ما بعد الحداثة»، أو تغير «المعايير الجمالية» «aesthetics». لكننا كلنا دلوقت بنتعلمها عمليا. عُمْر حفظ الكلام وقراية عدد أكبر من الكتب والقدرة على النطق بالمصطلحات ما كان هو الفارق بين إنسانة وأخرى. أبدا يا صديقتى. الفرق هو الرؤية. ساعات بنسميها «الشخصية»، وساعات بنسميها «الأصالة»، وساعات بنسميها «الإبداع»، لكن كل دا فى الأصل منه الرؤية. قدرتك إنى تشوفى أى حاجة من أكتر من زاوية، وبالتالى فرصتك فى إنك تكتشفى فيها زاوية جديدة.
دا الفرق بين واحدة وواحدة. دا اللى بيخلى فلانة ترضى إنها تكون مجرد نعجة وسط القطيع، فى حين فلانة التانية بتبقى إضافة للجماعة/ للحزب/ للأمة اللى هى فيها. بس أهم من دا كله إضافة لنفسها. «فيسبوك» و«تويتر» عرفونا على ناس كتير لو اتولدوا فى جيلى كانوا عاشوا وماتوا ياكلوا جبنة وبطيخ، ويسمعوا شرايط فيها كلام فاضى من غير ما حد ياخد باله إنهم الوحيدين فى الميكروباص اللى مش بيمصمصوا شفايفهم على الكلام الفاضى. أو كانوا حلموا بعالم أحسن، من خلال الطريق الوحيد المفتوح قدامهم، ودخلوا السجن واتنسوا.

دكتور جمال زهران يكتب اغتيال الحريات فى زمن الإخوان



بعد ثورة 25 يناير 2011، يحدث فى مصر ما لا يصدَّق، وما لا علاقة له بتاريخ الثورات فى العالم كله، فبعدما يتمكن فصيل سياسى -هو آخِر من شارك فى الثورة بعد نجاحها، وأول من غادر الميدان بعد تنحى رئيس الدولة- من الوصول إلى السلطة عبر الصفقات الداخلية مع المجلس العسكرى، والخارجية مع الحكومة الأمريكية بصورة انتهازية فجة وغير مسبوقة، فإن أول قراراته اغتيال الحريات، وهذا مما يحدث بالضبط فى زمن «الإخوان» الذى احتل أحد رموزها مقعد رئيس الدولة وهو د.محمد مرسى!
إن أول كلمة نطق بها الشعب خلال الثورة بل ومن بدايتها هى «الحرية» فى كل شىء، ومارستها الجماهير فى الواقع العملى، حيث بدأت بحرية التظاهر وأصبح حقًّا مكتسبا انتزعه الشعب بإرادته الحرة وبإصراره على كسر إرادة الاستبداد، ثم انتقلت إلى حرية تكوين الأحزاب التى سمحت بخروج أحزاب التيار الإسلامى وفى المقدمة حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، وغيره من الأحزاب الأخرى.
ثم انتقلت إلى حرية الإعلام وسقط الاستبداد داخل الصحافة والإذاعة والتليفزيون واستنشق الشعب نسيم الحرية فى وسائل الإعلام التى يمتلكها وأصبح يرى نفسه فيها، ووجد الممنوعون من دخول التليفزيون وغيره، أنفسهم فى كل البرامج التى بدأت فى تجسيد الحرية فى ممارسة مهنية راقية إلى حد إصرار العاملين فيه على تطهيره من رموز النظام السابق ودعاته وحماته، ونجحوا إلى حد كبير وبمساندة كل الثوار وتشرفتُ أن أكون داعما لهم فى كل وقفاتهم واعتصاماتهم وهم المعروفون بـ«ثوار ماسبيرو»، وشهدت وسائل الإعلام توازنا كبيرا يشهد له أهل الاختصاص والعلم فى هذا المجال، بكل وضوح. وفى التحليل السياسى، يمكن تحليل درجة المصداقية بالمطابقة بين الخطاب المعلن، والسلوك الفعلى. ولذلك لا يمكن الاكتفاء بالخطاب فقط، فما أسهله، وقد أثبت بحكم الممارسة الواقعية فشله فى السيطرة على الخطاب الإعلامى، فقرر السيطرة على جميع وسائل الإعلام الرسمية لحسابه ضاربا عرض الحائط بالمهنية وبحرية الرأى والتعبير والحيادية، ويتضح ذلك من خلال رصد ما يلى:
1- توظيف مجلس الشورى كأداة للسيطرة على الصحف القومية، وهى نفس أداة النظام السابق، بتعيين رجال الإخوان وأنصارهم فى مواقع رئيس التحرير ورئيس مجلس الإدارة فى كل صحيفة، ومن بينهم مهادنون ومستأنَسون وزئبقيون.. إلخ.
والفارق الوحيد بينهم وبين النظام السابق فى الشكل، حيث الزعم بوجود قواعد للاختيار ولكن فاتهم أن الثورة التى طالبت بإسقاط النظام السابق، تستتبع تغيير قواعد النظام من حيث الملكية وأعمال الانتخاب فى تولى المناصب مثلما حدث فى الجامعة وأصر الأساتذة على إعمال ذلك فى الواقع العملى دون سند من قانون النظام السابق، وذلك على خلفية الشرعية الثورية.
وكان من جراء ذلك العصف بالأقلام القوية التى تمتلك الرأى الحر فى مواجهة الإخوان وغيرهم، ومنهم صاحب هذا القلم الذى استبعده رئيس تحرير «الأخبار» بعد انتظام لعام ونصف، وغيره، من الكتابة، فى نفس الوقت الذى أُفسح فيه المجال فى كل الصحف لقيادات إخوانية -لا علاقة لها بالكتابة- لنشر مقالاتهم بانتظام!
بل تغيرت مانشتات الصحف لصالح الرئيس وجماعته الإخوان، وتم تأميم الدسك المركزى الذى فقد المهنية وفترة الحرية التى تولدت مع الثورة، وعاد مرة أخرى إلى ممارسات النظام السابق، وكأن ثورة لم تحدث بعد!!
2- تعيين وزير الإعلام من قيادات الإخوان، وذلك للسيطرة على الآلة الإعلامية الضخمة وتأميمها لصالح الجماعة والرئيس مرسى. ومن الواضح أن حكومة قنديل التى تضم صلاح عبد المقصود وزيرا للإعلام من جماعة الإخوان، تصر على هدم المهنية فى الإعلام واغتيال قيم الحرية. وهنا فإن رصد أحاديث وزير الإعلام الإخوانى يكاد يصل بنا إلى حيادية هذا الرجل، ولكن برصد أفعاله نجد أنه جاء بأجندة «التأمين والاغتيال» للحرية والمهنية، وأصبح معاديا للثورة ومطالبها، مؤكدا ما كان يُشاع عن جماعة الإخوان أنها ضد الحرية فى كل مجالاتها.
ومما هو ثابت فى هذا الشأن، أن أول عمل قام به وزير الإعلام الإخوانى، أن استدعى رئيس قطاع الأخبار إبراهيم الصياد، وأبلغه بالمحظورات الثلاثة: حظر نقد الرئيس (المقابل شكره وتمجيده وتأليهه كالعادة السابقة)، وحظر نقد جماعة الإخوان المسلمين ورموزها وتاريخها منذ عام 1928 وحتى الآن (المقابل تأليه الجماعة والإشادة بها وبرموزها.. إلخ) وحظر نقد برنامج المئة يوم الذى وضعه الرئيس والتلاعب بالموعد حتى ينسى الشعب هذا الموضوع (المقابل التركيز على الإنجازات وتضخيمها وتحميل أطراف مجهولة مسؤولية ما يحدث). كما طالبه بمراجعة جميع الضيوف فى سياق هذا التوجيه، واستبعاد ما يتعارض مع ذلك، ومراقبة الضيوف الذين يخرجون على ذلك، باستبعاد ما يتعارض مع ذلك، ومراقبة الضيوف الذين يخرجون على ذلك، باستبعادهم. فى ما بعد!! وتم إعداد قائمة بالمستبعَدين، وأتشرف بأن أكون أول المضطَّهَدين حيث لم أعد من ضيوف كل البرامج التى كانت تحرص على استضافتى بعد خلع مبارك، ولم يكن يمر الأسبوع إلا وكنت مشاركا فى نحو ثلاثة برامج على الأقل، لنعود بعد ذلك إلى نفس ممارسات النظام السابق الاستبدادى الإرهابى لقوى المعارضة بمختلف فصائلها.
وحتى لا يتصور أحد أن هذه مسألة شخصية، فإن الجماهير الأذكى يقابلوننى فى الشارع ويسألوننى عن أسباب الاختفاء من برامج التليفزيون، فأقول لهم: مثلما استبعدوا قلمى من «الأخبار»، استبعدوا رأيى من التليفزيون!! لكنهم يصرون على عدم السكوت وفضح هذه الممارسات الإرهابية.
وأؤكد وقائع الاتصال بى من إحدى المعدَّات فى برنامج «يسعد صباحك» فى القناة الثانية، وتحدد الموعد ثم أُلغى، وكذلك اتصال آخر من زميلة لها فى نفس البرنامج وتحدد الموعد ثم أُلغى. وفى قناة النيل الثقافية تحدد الموعد وحضرت، ولأننى كنت قد أبلغتهم أننى مضطر إلى المغادرة فى التاسعة مساء حسب الاتفاق، وجدتهم بعد وصولى قبل الموعد وحتى موعد المغادرة، لم أخرج للشاشة وكان معى من شهود الواقعة (انتظار لأكثر من ساعة وربع) د.مجدى قرقر، وأ.سليمان الحكيم، وغادرت فى موعدى!!
وبعد أسبوعين من تولى الوزير، دعانى الثوار الإعلاميون فى ماسبيرو، لمشاركتهم وقفتهم الاحتجاجية أمام التليفزيون لمناهضة «أخونة» الجهاز وحضرت بالفعل وبمشاركة د.كريمة الحفناوى، والشاب الثورى معاذ عبد الكريم ويبدو أن هذه المشاركة مع مواقفى وتصريحاتى وآرائى، كانت عاملا مهما فى وضعى على قائمة المحرومين من مخاطبة الشعب المصرى عبر تليفزيونه.
وقد ذكَّرنى ذلك بقائمة الممنوعين أيام المخلوع، وواجهنى الوزير أنس الفقى بوجه مكشوف قائلا لى: «أما تبقى بتاعنا.. نبقى نجيبك عندنا كل يوم»!! تأمّلوا هذه الكلمات التى تؤكد مفهوم العِزبة التى كان يمتلكها النظام السابق وكان ردى عليه مفحما وواضحا: «أنا لا أريد تليفزيونك.. فغدا سيتحرر وهو يوم ليس ببعيد»، فرد علىَّ بسماجته المعهودة (بياع الكتب والموسوعات) «إبقى قابلنى»!!
3- إرهاب الخصوم، والسعى نحو خلق معارضة مستأنسة، ولهذا حديث يطول، ولهذا علاقة بالتفكير فى عودة حالة الطوارئ، وقانونها، وإلغاء المظاهرات بقانون!
وعلى أى حال، فإن الإرهاب الذى نعيشه الآن فى ظل الإخوان، وفى ظل الرئيس الإخوانى الذى يعمل لصالح دعم الجماعة، وتحقيق السيطرة والتمكين والاستحواذ، هو جزء من فلسفة الإقصاء للآخر عبر اغتيال الحريات التى راح ضحيتها ألف شهيد و15 ألف جريح ومصاب، بخلاف السحل والتعذيب وكشف العذرية.
الثورة مستمرة، وحتى النصر بإذن الله وهو آتٍ عما قريب وما زال الحوار مستمرا ومتصلا.

الدكتور محمد البرادعي يكتب سنوات الخداع 15



أبدى خاتمى استياءه من التشكك الأمريكى، وأشار إلى تحسن العلاقات بين واشنطن وطهران فى عهد الرئيس الأمريكى كلينتون، الذى جعل خاتمى يقدم اعتذارا لأُسر الرهائن الأمريكيين الذين كان قد تم احتجازهم فى إيران عند اندلاع الثورة الإسلامية، وقال إنه فى ردها على هذه اللفتة قامت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت بالاعتراف بدور المخابرات المركزية الأمريكية فى عملية الإطاحة برئيس الوزراء مصدق فى 1953، وإعادة الشاه إلى موقعه، كما أنها أيضا قامت برفع الحظر عن الصادرات الإيرانية من الكافيار والفستق والسجاد وقد فتحت هذه اللفتة الباب أمام تجارة بملايين الدولارات.
وألح خاتمى فى القول على أن مجىء إدارة الرئيس بوش كان السبب وراء تراجع التقدم الحادث فى العلاقات الأمريكية الإيرانية، وذلك على الرغم من الدعم الذى قدمته طهران لحرب الولايات المتحدة فى أفغانستان وفى أثناء الاستعداد للحرب على العراق، مشيرا على وجه التحديد إلى لقاءات تمت فى هذا الصدد فى السليمانية بكردستان العراق ولندن. وقال خاتمى إنه فى مقابل هذه المساعدة وهذا التعاون فإن كل ما جنيناه هو أنه أصبح يطلق علينا أننا جزء من محور الشر.
كما أبدى وزير الخارجية خرازى أيضا استياءه إزاء المساعدة الأمريكية بعد زلزال بام، وقال إنه بعد عقود من العقوبات والمقاطعة الاقتصادية التى خلفت آثارا مروعة فإن الولايات المتحدة الأمريكية تأتى بعد الزلزال لتقدم لنا عشرة ملايين دولار، كما لو كانت صدقة. وأضاف: إن هؤلاء ليس لديهم أى تقدير لذهنية الآخرين وطريقة تفكيرهم.
فى الوقت نفسه أبدى خرازى استعداد طهران للتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية فى ما يخص عناصر القاعدة، لكنه أضاف أن إيران تريد فى المقابل أن تتعاون الولايات المتحدة الأمريكية معها فى ما يتعلق بمجاهدى خلق؛ وهى منظمة مسلحة من المعارضين الإيرانيين الذين يسعون للإطاحة بالنظام الإيرانى.
وأبدى الإيرانيون استعدادا لمزيد من التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولكنهم لفتوا إلى أن الانطباع السائد فى طهران هو أن العلاقة بين إيران والوكالة لم تفد إيران بشىء، بل إن المتشددين الذين أصبحت لديهم أغلبية فى البرلمان الإيرانى يلومون الحكومة الإيرانية على قرارها وقف تخصيب اليورانيوم، لمجرد إرضاء الغرب دون الحصول على أى شىء فى المقابل، وأن المعتدلين الذين كانوا يسعون لحل سلمى وتحسين العلاقات مع الغرب لم يعد لديهم نفس التأثير فى دوائر اتخاذ القرار أو فى الرأى العام.
وأشار روحانى إلى أنه إذا جاء تقريرى حول تطورات الوضع بالنسبة إلى إيران فى اجتماع يونيه لمجلس محافظى الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتقييم سلبى، فإنه وزملاءه لن يكون بمقدورهم الاستمرار فى التعاون مع الوكالة أو حتى الاحتفاظ بمناصبهم. لقد كان المعتدلون يأملون على الأقل فى الحصول على رد فعل إيجابى من الأوروبيين حتى يتمكنوا من إبلاغ الرأى العام فى بلادهم أن السياسة التى يتبعونها هى سياسة مجدية.
كانت مشكلة الإيرانيين حسبما كنت أراها أنهم بالغوا فى الاحتفاء ببرنامجهم النووى أمام شعبهم، بل إنهم قدموه على أنه بمثابة جوهرة التاج بالنسبة إلى الإنجازات العلمية للأمة الإيرانية، وبالتالى أصبح من الصعب عليهم أن يشرحوا أسباب قرار تعليق العمل فى هذا البرنامج، وبالطبع فهم لم يهتموا بأن يبلغوا الشعب الإيرانى أن أسباب وقف نشاط البرنامج النووى إنما ترجع إلى أن إيران قد خدعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية لسنوات طويلة، واختاروا بدلا من ذلك أن يخبروا مواطنيهم أن الضغوط التى تمارسها الولايات المتحدة الأمريكية على الوكالة هى السبب وراء تباطؤ عملية التحقق من تفاصيل البرنامج النووى الإيرانى. ولم يكن الموقف الإيرانى فى هذا الشأن يختلف عما كان عليه الأمر فى العراق وكوريا الشمالية، فادعاء كل من واشنطن وطهران سوء نية الطرف الآخر من أجل الاستهلاك المحلى.
والحقيقة أنه بمجرد إطلاق حملة الدعاية من طرف ضد الآخر فإنه يصعب السيطرة عليها أو كبح جماحها، ولعل ما تعرضت له شخصيّا أحيانا من جانب الصحافة الإيرانية يوضح كيف يُصنع الرأى العام، حيث نشرت جريدة «طهران تايمز» أن البرادعى أصبح شخصا سلبيّا ومحبطا بالنظر إلى الضغوط الشديدة من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية. وسألنى الصحفيون الإيرانيون مرارا كيف أتعامل مع هذه الضغوط. قلت مبتسما: إننى أتعرض لضغوط من الجميع، سواء من الأمريكيين أم الإيرانيين أم غيرهم. ولكننى فى الحقيقة لم آخذ الأمر بهذه الخفة، لأنه أصبح واضحا بالنسبة إلىّ، ليس فقط من هذه الأسئلة، ولكن أيضا من مجمل التغطية الصحفية، أن البرنامج النووى الإيرانى أصبح بالفعل مسألة مرتبطة بالكرامة الوطنية فى إيران، ولم يكن هذا مما يسهل التوصل إلى حل حول الخلافات القائمة.
ومما زاد الأمر صعوبة أن الإيرانيين كان لديهم اعتقاد بأنهم يملكون أوراقا يستطيعون بها الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية، مثل تعقيد الوضع على الساحة العراقية بصورة أكبر، كما أشار روحانى إلى ذلك فى حديثه معى، وهو الأمر الذى حاولت أن أُثنيه عنه.
وعند عودتى من طهران اقترحت على كين بريل؛ السفير الأمريكى، وعلى جون وولف مساعد وزير الخارجية الأمريكى، النظر فى إيجاد طريق لبدء الحوار مع طهران أو على الأقل إبداء بادرة لحسن النيات. وقلت لهما: إذا ما كنا جميعا نتفق على أن الهدف هو أن لا تحصل إيران على السلاح النووى فيجب علينا أن نتفق على استراتيجية تمكننا من تحقيق هذا الهدف فى النهاية.
وأبلغت ممثلى الدول الأوروبية الثلاث بنفس الرأى، وأوضحت لهم أن موقف المتشددين يقوى فى إيران بسبب ضعف النتائج التى تخرج بها طهران من التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقلت لهم إن السياسة القائمة على ممارسة الضغوط لن تكفى وحدها، خصوصا أن أحدا فى الغرب ليس لديه الدليل على أن إيران تطور سلاحا نوويّا. وأشرت إلى أنه فى حال لم تحصل إيران على حوافز فإن النظام قد يلجأ إلى عديد من الخطوات من بينها إعادة تخصيب اليورانيوم، أو التراجع عن الالتزام بالبروتوكول الإضافى، أو حتى الانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية كليّا.
ولكن كل هذا لم يؤد إلى النتيجة المبتغاة، وعوضا عن ذلك تبنى مجلس المحافظين فى يونيه موقفا يستنكر عدم تعاون إيران تعاونا كاملا فى التوقيت السليم وبصورة إيجابية مع الوكالة. وبالطبع فإن هذه الانتقادات كان لها ما يبررها إلى حد ما، ولكنها أدت إلى إغضاب طهران بصورة شديدة. لقد كان من شأن هذا التقييم أن يقوى موقف المتشددين الرافضين التعاون مع الوكالة الدولية، وبالفعل فبعد عدة أسابيع أبلغت طهران الوكالة أنها ستعاود برامجها لتطوير أجهزة التخصيب ولكن دون استخدام مواد نووية. ولقد طالبتُ طهران بإعادة النظر فى هذا الموقف، ولكن مطالبتى لم تؤد إلى أى نتيجة، وبالفعل بدأت إيران فى إعادة تشغيل المنشآت التى كانت الوكالة قد أغلقتها ووضعت بذلك حدّا للوقف الطوعى للبحث والتطوير فى مجال التخصيب.
بعد ما حدث فى اجتماع مجلس المحافظين فى يونيه، وما تبعه، توجهت بنداءات شخصية إلى كولين باول ومعاونيه فى الخارجية الأمريكية للبدء فى الانخراط فى حوار مباشر مع إيران، مشيرا إلى أن كل ما تحتاج إليه إيران هو ستة أشهر تستطيع خلالها، فى ظل استمرار عدم وجود دليل على سعيها لامتلاك سلاح نووى، أن تجعل عملية تخصيب اليورانيوم أمرا واقعا، وأن ثمن وقفه سيكون باهظا. وأشرت فى الوقت نفسه إلى أن الاقتراح الذى يردده البعض بإحالة الملف الإيرانى إلى مجلس الأمن لن يجدى، لأن الرد الإيرانى على هذه الخطوة قد يكون بالانسحاب تماما من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وهو ما يعنى أننا سنكون أمام نموذج مكرر لحالة كوريا الشمالية.
وفى إحدى المحادثات المغلقة التى أجريتها مع كولين باول قال لى «لو أن الأمر بيدى لالتقيت غدا وزير الخارجية الإيرانى خرازى».
وكانت المشكلة فى تحليل باول هو أن الشعور المعادى لإيران فى الولايات المتحدة الأمريكية لم يضعف منذ أزمة احتجاز الرهائن الأمريكيين فى السفارة الأمريكية بطهران عند اندلاع الثورة الإسلامية؛ وهو ما يجعل من الصعب البدء فى حوار مباشر بين أمريكا وإيران. ومن جانبها أبدت كوندوليزا رايس أيضا تجاوبا غير متوقع مع حديثى، وطرحَتْ علىَّ بعض الأسئلة حول روحانى وشخصيته، مبدية الانطباع بأنها على الأقل ليست رافضة فكرة الحوار.
وفى خلال لقاء جمعنى به فى منزله الصيفى فى موسكو، قدم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إسهاما بنّاءً؛ فلقد أبدى بوتين، عكسا لما كان يردَّد فى الغرب، رفضه إصرار إيران على الحصول على الأسلحة النووية وتشكك فى احتياجها إلى القدرات المتعلقة بالتخصيب، غير أنه قال إن إيران فى الوقت نفسه يجب أن تحصل على حزمة من المساعدات الجذابة بما فى ذلك التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية. وأيد فكرة وجود ضمان دولى لإمدادها بوقود المفاعلات. وفى اللقاء نفسه تقدم بوتين باقتراح لإنشاء مستودع دولى للوقود النووى المستنفد، ولقد رحبت بهذه الفكرة بشدة لأننى كنت أعتقد أنه سيكون لها إسهام إيجابى فى الحد من مخاطر الانتشار وفى تحقيق بعض أسباب الأمان النووى، وخرجت من لقائى مع بوتين يحدونى الأمل فى أن تُسهم روسيا فى إيجاد حل ما للأزمة الإيرانية.
بالتوازى مع ذلك كان خبراء الوكالة يبذلون كل ما فى وسعهم للتعرف على مصدر جزيئات اليورانيوم المخصب التى عُثر عليها فى أماكن مختلفة فى إيران، وما إذا كانت مماثلة لتلك المستخدمة فى البرنامج النووى الباكستانى، وهو الأمر الذى كان يتطلب الحصول على عينات بيئية من أجهزة الطرد المستخدمة فى باكستان، ولكننى علمت بعد ذلك من سفير باكستان أن واشنطن أبلغتهم أن باكستان تعاونت مع الوكالة بما فيه الكفاية، وبدا لى من هذا أن البعض فى واشنطن كان لا يريد تسوية هذه المسألة؛ بحيث تستمر معلقة للضغط على إيران.
شعرت بالسأم من تلك المناورات التى تدور خلف الأبواب المغلقة، وما تؤدى إليه من إبطاء فى تحقيق أى تقدم، وناشدت باكستان التعاون بشدة، وهى ما قررت أن تفعله ولكن على الطريقة التى تتناسب مع كونها ليست عضوا فى معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وهو ما اضطررنا معه إلى أن نقبل أن يقوم خبراء باكستانيون بإمدادنا بالعينات المطلوبة عوضا عن أن يقوم مفتشو الوكالة بالذهاب إلى المواقع النووية الباكستانية، التى هى مواقع عسكرية، لأخذ العينات. وتم الاتفاق على أن يتم نقل العينات بآلية محددة تضمن أنه لا يتم التلاعب بها.
ومع منتصف أغسطس تبين لنا أن العينات التى حصلنا عليها من باكستان مقاربة إلى حد كبير لتلك التى وجدناها فى ناتانز وفى شركة «كالاى» مما يدعم ما كانت إيران قد قالته. ولكننا كنا ما زلنا ندرس العينات للوصول إلى نتيجة قاطعة.
وكنا نقترب من موعد اجتماع مجلس المحافظين المقرر فى شهر سبتمبر 2004، وكنت أشعر أننا سنواجَه مرة ثانية بنفس الأسلوب من جانب الولايات المتحدة وإيران: حملة إعلامية أمريكية شديدة ضد إيران تدّعى الحصول على دليل جديد على سعى إيران للحصول على أسلحة نووية، ومعلومات مهمة تقدمها إيران للوكالة أو دعوتها لزيارة مواقع معينة، ولكن فى وقت متأخر قبل إصدار التقرير الدورى للوكالة بما يحول دون تمكّن الوكالة من التحقق منها وإدراجها فى تقريرها إلى مجلس المحافظين.
وكما هى عادته فى سعيه للتأثير على مناقشات المجلس، كان جون بولتون هو من أطلق شرارة البدء هذه المرة من خلال حوار مع برنامج «نيوز نايت» على الـ«بى بى سى»، حيث أشار إلى عودة إيران إلى تصنيع أجهزة الطرد، ومن ثَمَّ فإنه لم يعد كافيا قصر معالجة الملف الإيرانى فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأضاف بنوع من السخرية: تلك المنظمة الرائعة وغير المعروفة القابعة فى ڤيينا. واقترح بولتون إحالة ملف إيران إلى مجلس الأمن الدولى، وكان أعجب ما فى هذا الاقتراح أنه يأتى من بولتون الذى لم يكن أبدا من دعاة الدبلوماسية متعددة الأطراف.
وبعد ثلاثة أيام من بدء اجتماعات المجلس، وقبل مناقشة برنامج إيران النووى، أذاعت محطة «إيه بى سى» صورا ملتقطة بالقمر الصناعى لموقع عسكرى فى بارشين؛ على بُعد أربعين كيلومترا جنوب شرق طهران، ومع هذه الصور أذاعت القناة التليفزيونية الأمريكية تعليقا لـديفيد أولبرايت مدير أحد المعاهد الأمريكية المتخصصة فى دراسة قضايا الأمن، خصوصا مع ما يتعلق منها بقضايا الانتشار النووى. وفى تعليقه قال أولبرايت إنه يعتقد أن هذه الصورة قد تكون لموقع أُجريت فيه اختبارات لتفجيرات نووية. عقب ذلك مباشرة نقلت وكالة «الأسوشيتد برس» تصريحا نقلا عن مصدر رفض ذكر اسمه فى بعثة الولايات المتحدة الأمريكية بڤيينا يوجه إلىَّ النقد لأننى لم أُشر فى تقريرى الذى قدمته حول إيران إلى موقع بارشين، مع التلميح أننى تعمدت عدم الإشارة إلى هذا الأمر.
وكان هذا الادعاء لا أساس له من الصحة بالمرة، ولم يكن وراءه من دافع سوى محاولة الإيحاء بانحياز الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والحقيقة أن الوكالة كانت قد أثارت ملف موقع بارشين مع طهران، وأن المعلومات التى لدينا كانت تفيد بأنه موقع عسكرى استُخدم لصنع واختبار متفجرات كيميائية. وكانت الوكالة عازمة على الاستمرار فى أسئلتها لإيران حول هذا الموقع، ولكن فى تلك اللحظة لم يكن هناك أى دليل على الإطلاق بارتباط هذا الموقع بأى نشاطات نووية. ولم تساعد مثل هذه الألاعيب الأمريكية بطبيعة الحال على إقناع الإيرانيين بعدم استئناف إنتاج أجهزة الطرد المركزى.
وفى منتصف أكتوبر 2004 تحققت خطوة متقدمة. فقد أفادت الدول الأوروبية الثلاث التى لم تتوقف عن محاولة إيجاد حل دبلوماسى؛ باستعداد إيران للدخول فى حوار حول مستقبل برنامجها النووى. وقد طالبت الدول الأوروبية إيران، كشرط مسبق لبدء التفاوض، أن تعود لوقف نشاطاتها النووية بما فى ذلك إنتاج الأجهزة الخاصة بالتخصيب، وجاء الرد الإيرانى إيجابيّا حيث وافقت طهران على أن تتوقف جميع هذه النشاطات فى الوقت الذى تُجرى فيه المفاوضات.
وكان التوقيت بالغ الحساسية؛ حيث إن مزاج السياسة الداخلية الإيرانية كان يتجه نحو التشدد.
وحسب ما خلصت إليه من نقاش مع سيروس ناصر؛ وهو واحد من ألمع وأذكى المفاوضين الإيرانيين، فإن كل المرشحين للانتخابات الرئاسية القادمة فى إيران ينتمون إلى التيار المتشدد الذى يدعو إلى المواجهة مع الغرب. وبالطبع فكان مما يخدم هذا التيار أن يدعو إلى المواجهة مع الولايات المتحدة الأمريكية ليحصل على مزيد من الأصوات، حتى إذا تحول بعد عام أو عامين أو نحو ذلك ليحاول الحصول على رصيد سياسى جديد بالعمل على الحصول على تسوية سياسية مع واشنطن. وفى الوقت نفسه كان من شأن ذلك التوجه أن يقوّى من شوكة الحرس الثورى الإيرانى؛ وهو ما يعنى النكوص عن عديد من الإصلاحات التى شهدتها إيران خلال السنوات القليلة السابقة.
وحسب ما قاله لى ناصرى فى تلك المقابلة، فإنه بغض النظر عمن سيتم انتخابه للرئاسة فإنه ولأسباب محلية سيستحيل على إيران أن تستمر فى وقف برنامجها للتخصيب النووى؛ لأنه لا يمكن لأى زعيم إيرانى أن يوقف ذلك البرنامج النووى الذى تحملت إيران كثيرا فى سبيله. وتطرق الحديث مع ناصرى لما تردد عن احتمالات عمل عسكرى أمريكى أو إسرائيلى ضد المنشآت النووية الإيرانية، وهو الأمر الذى لم يبد لى أن الإيرانيين كان لديهم كثير من القلق بشأنه؛ لأن إيران بدا أن لديها التكنولوجيا النووية لإعادة بناء أى منشأة قد يُجرى هدمها فى خلال أشهر قليلة وبعيدا عن الأعين وهكذا قال لى ناصرى.
وفى ظل كل ذلك كان الاقتراح الأوروبى بالوقف الاختيارى لأنشطة التخصيب فرصة لإيران لا يمكن إهدارها، ولكن الخلاف انصبّ على ما يمكن وصفه تحديدا بأنه أنشطة متعلقة بالتخصيب. فإعلان طهران فى أكتوبر 2003 يقوم على الوقف الاختيارى لجميع أنشطة تخصيب اليورانيوم وتجهيزه، فهل يشمل ذلك المرحلة التحضيرية لتحويل اليورانيوم؟ وهل يشمل صنع أجهزة الطرد؟ وبعد مناقشات فنية مطولة أصبح من الواضح ضرورة اللجوء إلى محكم.. وهكذا قررت إيران والدول الأوروبية الثلاث اللجوء إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وهكذا وجدنا أنفسنا مرة أخرى فى مفترق طرق بين التكنولوجيا والسياسة. حيث إن التوصيف الفنى البسيط لما يمكن اعتباره أنشطة تخصيب كان سيقتصر على وقف استخدام مواد نووية فى أجهزة الطرد المتوالية، وكان من شأن ذلك أن يناسب إيران كثيرا، ولكن ذلك لم يكن ليرضى الأوروبيين الذين أرادوا لإيران أن تتحرك فى إطار بناء الثقة، وبالتالى فإن التعريف الذى كانوا سيقبلون به كان أوسع كثيرا من ذلك التعريف الذى ترضى به إيران. وبالرغم من كل الجهود التى بذلتها الوكالة لتقديم التعريفات المطلوبة إلا أن عام 2004 اقترب من الانتهاء بينما لم يكن قد تم التوصل إلى اتفاق بعد.
وكان الغرب قد بدأ يشعر بنفاد الصبر بينما كانت إيران مستمرة دون توقف فى نشاطاتها النووية بما فى ذلك إنتاج غاز «UF6»؛ وهى مادة التلقيم اللازمة للتخصيب، ثم قامت فى شهر أغسطس بتجهيز 37 طنّا من الكعكة الصفراء وهى مادة مركزة من اليورانيوم، من أجل تجربة خطوط الإنتاج فى منشأة تحويل اليورانيوم فى أصفهان.
وفى النهاية توصلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى تعريف كان الطرفان على استعداد للقبول به مما فتح الباب أمام توقيع اتفاقية باريس فى 14 نوفمبر، واتفق الطرفان على التفاوض بحسن نية، ووافقت إيران على وقف جميع أنشطة تحويل اليورانيوم، وتجميع واختبار أجهزة الطرد، بل ووَقْف استيراد مكوناتها. وأقرت إيران بأن استمرار عملها بوقف نشاطات التخصيب، حسب التعريف الذى تم التوصل إليه، هو أمر ضرورى لاستمرار التفاوض.
ولقد ساد التفاؤل بما يكفى لوضع خطة للتفاوض تتجاوز الملف النووى لتشمل جملة من القضايا الاقتصادية والسياسية والأمنية، بما فى ذلك الاتفاق على ضمانات مؤكدة للتعاون فى مجال التكنولوجيا النووية السلمية. بل إن الدول الأوروبية وافقت على تقديم دعم لإيران للتفاوض من أجل الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية. كما اتفق الطرفان على العمل من أجل مكافحة الإرهاب بما فى ذلك نشاطات تنظيم القاعدة وجماعة مجاهدى خلق. كما أعرب الجانبان عن دعمهما عملية سياسية تؤدى إلى وصول حكومة عراقية منتخبة إلى الحكم.
وفى أثناء التوقيع قام روحانى، بوصفه كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين بالتركيز على عدة نقاط، طالب الجميع بأخذها فى الاعتبار؛ وأولها أن قرار إيران بوقف النشاطات النووية كان قرارا اختياريّا، وليس هناك إلزام قانونى بشأنه، وثانيها أن المفاوضات التى ستُجرى لا يجب أن يكون الهدف من ورائها محاولة دفع إيران نحو وقف قدرتها على تطوير دورة الوقود النووى الكاملة، ولم يكن هناك خلاف حول تلك النقطة الأخيرة؛ لأن الأوروبيين كما ذكروا لم يكونوا يسعون للحيلولة دون تطوير إيران دورة الوقود النووى، بل الحصول على ضمانات لها مصداقية أن البرنامج النووى الإيرانى هو برنامج للأغراض السلمية فقط.
وتحركت إيران بسرعة لتنفيذ الاتفاق، وبعد أسبوع واحد أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران قد قامت بالفعل بتنفيذ ما تعهدت به.